يدرك الجميع الأهمية البالغة التي بات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يحتلها اليوم في ظل التطورات المتسارعة وثورة المعلومات التي تقدم كل يوم جديدا في تقنية الاتصالات وتراسل المعطيات , وبات من الضرورة أن يوحد العرب جهودهم للحاق بركب تلك التقنية حتى لايجدوا أنفسهم خارج حسابات الزمن .وما يزيد أهمية هذا القطاع الحيوي هو دخول التقنية الحديثة في كافة المجالات إذأصبحت التكنولوجيا هي العمود الفقري الذي تقوم عليها كافة القطاعات لتقديم الخدمات وإيصالها بكل يسر وسهولة , وهو مايزيد من ضرورة وحتمية وضع الخطط والبرامج العربية المشتركة لردم الفجوة الرقمية مع الدول المتقدمة , وتوحيد الرؤى والأفكار وللمضي معا في خطط وبرامج مشتركة تفسح للعرب مجالا في العالم الرقمي الذي تتنافس فيه الدول المتقدمة .وحقيقة فان اجتماع وزراء الاتصالات العرب مؤخرا في صنعاء خرج بحزمة من القرارات الرائعة التي تضع العربة على السكة الصحيحة من خلال تحديد الاحتياجات والمتطلبات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات فضلا عن تبادل الخبرات بين الدول العربية الذي سيفضي حتما إلى تنمية حقيقية للاتصالات وتقنية المعلومات.وقد لامست إحدى الدارسات الواقع الذي تعيشه الدول العربية المتعاملة مع تقنية المعلومات والاتصالات، من حيث السياق العام والجهوزية والاستخدام، وصنفتها إلى ثلاث مجموعات، دول النمو السريع، ودول ناشئة وأخيرا دول نامية. وأظهرت الدراسة عمق الفجوة الرقمية في العالم العربي مقارنة بنظيره الغربي، وكذلك تباين الهوة ضمن إطار الدول العربية نفسها، وأن أسواق تقنية المعلومات والاتصالات في هذه الدول تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية جسيمة، ما لم يتم تداركها سريعا فإنها ستفقد فرصة مواكبة ركب الدول المتقدمة.وأشارت الدراسة، التي أعدت كجزء من التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2002 ـ 2003، والمتعلق بتنافسية الدول العربية، إلى أن نضج تقنية المعلومات والاتصالات أصبح مرادفا لقدرة الدولة على تطوير أسواق تقنية المعلومات والاتصالات والاستفادة من المنافع الاقتصادية والاجتماعية التي توفرها التقنيات الحديثة.ووفقا للدراسة فقد تم تقسيم هذه الدول، من حيث السياق العام والجهوزية والاستخدام إلى ثلاث مجموعات، تضم الأولى الدول ذات النمو السريع، وهي الإمارات والكويت، والثانية تحوي الدول الناشئة وشملت الأردن ولبنان ومصر والسعودية، في حين جاءت سورية وعمان والمغرب في المجموعة الثالثة على هيئة دول نامية. وأبان التقييم الدقيق للمستويات الثلاثة عن سعة الهوة وعمقها بين هذه الدول، اعتبارا للجهود المتنوعة التي تبذلها الدول على اختلافها لإنماء قدراتها في تقنية المعلومات والاتصالات، على المستويات الثلاثة ومحاولة ردم الفجوة الرقمية.
أخبار متعلقة