منبر التراث
[c1]انتفاضة العشرين من (حزيران)[/c]عندما أشرقت شمس العشرين من يونيو سنة 1967م ، اندلعت أكبر المعارك العسكرية بين الثوار الوطنيين والقوات البريطانية المحتلة لعدن ، فقد انتشرت انتفاضة مسلحة في أربعة معسكرات في عدن وهي معسكر ليك ( الشهيد عبد القوي حالياً ) في خورمكسر ، ومدينة الاتحاد ( الشعب حالياً ) ، ومعسكر شامبيون ( النصر حالياً ) ، ومعسكر البوليس المسلح ( 20يونيو حالياً ) . وذكر مراسل إذاعة لندن (B.B.C) ، في تقريره أنّ بركان الغضب انفجر في عدن وألقى حممه الملتهبة على رؤوس الجيش البريطاني ، وأنّ القوات الخاصة للإمبراطورية البريطانية العظمى المدربة تدريباً عالياً أصيبت بضربة قاضية قوية من قبل الثوار الذين تمكنوا من السيطرة على المدينة بالرغم من التعزيزات العسكرية الضخمة الذي قام بها الجيش البريطاني وأحاط بها من كل الجهات . [c1]الرد العملي على النكسة[/c]والحقيقة أنّ وسائل الإعلام الغربي وخصوصاً الإعلام البريطاني أجمعت على أنّ سبب تلك الانتفاضة المسلحة التي قام بها الثوار وجيش الاتحاد هو بسبب هزيمة العرب في الخامس من حزيران من إسرائيل حيث تمكنت الأخيرة في ساعات وأيام معدودات من أن تحتل القدس ، وسيناء في مصر ، والجولان في سوريا . ويعلق أحد القادة العسكريين الكبار البريطانيين ( (William Trialبما معناه : " أنه كان من المفروض أن تكون هزيمة العرب من إسرائيل إطفاءً لجذوة المقاومة في كل مكان من الوطن العربي ، ولكن تلك الهزيمة في حزيران أثبتت أنّ العرب لديهم قوة خارقة في الوقوف أمام التحديات الصعبة ، وأنهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم بل والهجوم ، وأنهم حولوا يأس الهزيمة إلى عزيمة صلبة . وها هو جيش الاتحاد الذي شكلناه بأيدينا تحول إلى شوكة قوية في خصرنا بسبب رد الفعل القوي والساخط على هزيمة حزيران " . [c1]خيبة أمل إنجليزية[/c]وعلى أية حال ، سيطر الثوار من ( الجبهة القومية ) (NLF) ، ( وجبهة التحرير) flossy مع جيش الاتحاد على عدن قرابة أسبوعين . وتلك الأحداث تدل على أن عدن البطلة رفضت الاستسلام والخضوع والخنوع لنكسة الخامس من حزيران وذلك من خلال الانتفاضة المسلحة على القوات البريطانية المحتلة . ولقد شعر كبار الساسة ، والقادة العسكريين البريطانيين بخيبة الأمل من تلك الانتفاضة التي جمعت جميع القوى السياسية في ساحة عدن ضدها ، وأنّ ما بنته في سنين طويلة في عدن صار هباء منثوراً . [c1]مقترح [/c]وكيفما كان الأمر ، فإننا نقترح على الجهات المعنية بشؤون التوثيق والتاريخ تأليف كتاب ضخم عن أحداث العشرين من يونيو سنة 1967م في عدن بصورة مستفيضة وعميقة بالرغم أنّ مؤرخنا الكبير سلطان ناجي سلط أضواء قوية على تلك الأحداث الهامة والخطيرة من حياة تاريخ عدن المعاصر في كتابه القيم ( التاريخ العسكري لليمن )) . ولكن مازالت أحداث العشرين من يونيو في حاجة ماسة إلى مزيد من المعلومات عنها وتعود أهميتها لكونها - كما قلنا سابقاً - كانت الرد الفعلي والعملي والقوي على نكسة حزيران ومن جهة أخرى أنها كانت المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية البريطانية في عدن . وأن تاريخ ثغر عدن هو جزء لا يتجزأ من تاريخ اليمن الحديث والمعاصر المليء بالأحداث الجسام ، والأمور العظام .