د. عبدالحميد الصهيبي مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز يتحدث لـ( 14 أكتوبر):
تعاني اليمن كغيرها من دول العالم الأخرى من تزايد انتشار الإصابة بالإيدز من شخص لآخر وخصوصاً في السنوات الأخيرة. حيث أرتفع عدد المصابين في اليمن من (1) عام 1987م إلى (13) عام 1990، ومن (874) عام 2000 إلى 2007م.صحيفة (14أكتوبر) وللتعرف على الوضع الوبائي الراهن للإيدز في اليمن والمخاوف المستقبلية من انتشار هذا المرض، والجهود المبذولة لمكافحته والحد من انتشار وتوفير الرعاية والعلاج للمتعايشين مع المرض .. التقت بالأخ الدكتور.عبدالحميد الصهيبي مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وفيما يلي نص اللقاء:-[c1]أجرى اللقاء / بشير الحزمي[/c] بداية نود أن تطلعونا على الوضع الحالي للإيدز في اليمن وذلك من خلال الإحصائيات والأرقام الرسمية المسجلة والمتوفرة لديكم؟ وضع الإصابة في اليمن.. لا تزال اليمن من الدول ذات المستوى المنخفض للوباء وفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية. وفقاً للإحصائيات المتوفرة لدى البرنامج فإن أعداد الحالات في تزايد مستمر ويمكن التعرف على ذلك من خلال الجداول الإحصائيات التالية:أنظر الجدول الاتي :[c1]أنشطة ونجاحات[/c] بالعودة إلى الفترة السابقة من نشاط البرنامج .. ماهي أبرز الجهود والنجاحات التي حققها البرنامج خلال السنوات الماضية لمكافحة وباء الإيدز في اليمن والحد من انتشاره؟- لقد عمل البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز منذ إنشائه في العام 1987م على مواجهة مرض الإيدز من خلال خططه السنوية بعد اكتشاف أول حالة إصابة يمنية.حيث كان يتم تمويل تنفيذ الأنشطة من ميزانية وزارة الصحة العامة والسكان ومساهمة المانحين (Who- nudp-unatds- unfpa untcef) وكان هذا الدعم ينحصر في تنفيذ أنشطة بسيطة تمثلت في تدريب وتوعية العاملين الصحيين في مجال الوقاية والمكافحة لمرض الإيدز، والمعالجة للأمراض المنقولة جنسياً، طباعة المواد التثقيفية والإعلامية، وتنفيذ ندوات توعوية، ومحاضرات تثقيفية للفئات المستهدفة (طلاب مدارس - طلاب جامعات - جنود وضباط القوات المسلحة والأمن - بعض التجمعات السكانية). ومع دخول الفيروس مرحلة جديدة في مواجهة هذا الوباء بآثاره ومضاعفاته، ومتفاقم الخطر على الشعوب من خلال تزايد المصابين بعدوى فيروسه، فإن الأمر تطلب أساليب جديدة للمواجهة والعمل الجاد لتطوير هذه الأساليب والعمل الحثيث للحد من انتشاره وإبرازه كالتزام حقيقي من كافة الأطراف. بدءاً من التزام القيادات السياسية والحكومات وبتعاون ومشاركة القيادات المجتمعية والمشايخ والعلماء والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وأفراد المجتمع بمختلف شرائحهم ومستوياتهم.وتماشياً مع توصيات منظمات الأمم المتحدة حول فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وأهداف التنمية فقد سعت الجمهورية اليمنية ومنذ وقت مبكر إلى:1 -إقرار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز في 2002م من قبل الحكومة اليمنية بزعامة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، التي مثلت بداية جادة ومكثفة للمساهمة في مكافحة الإيدز وتضمينها في جميع السياسات والخطط والبرامج التنموية والصحة.2 -تخصيص ميزانية خاصة بالبرنامج ضمن الميزانية الحكومية بدءاً من العام 2001م.3- حصول البرنامج على منحة من الصندوق العالمي لمكافحة السل والملاريا (GF) وتوقيع الاتفاقية في العام 2005م لمدة خمس سنوات (يونيو 2005م - يوليو 2010م).- المرحلة الأولى (يوليو 2005م - يونيو 2007م).- المرحلة الثانية (يوليو 2007م - 2010م).وبرغم العوائق والصعوبات الكثيرة التي واجهت البرنامج خلال الفترة الماضية إلا أنه تمكن من تنفيذ العديد من الأنشطة المختلفة وفقاً لأهدافه، وترجمة للإستراتيجية الوطنية، وتفعيلاً للالتزام السياسي من القيادة السياسية والحكومة تجاه محاربة فيروس ومرض الإيدز. حيث عكس البرنامج تلك التوجيهات على شكل أنشطة وفعاليات ومبادئ تضمنها خطط وإستراتيجيات البرنامج، وصولاً إلى الأهداف التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها وبدعم قيادة وزارة الصحة العامة والسكان. حيث شهد البرنامج نقلة نوعية واستطاع أن يحقق نتائج إيجابية ملموسة لمواجهة الوضع، واتخاذ أساليب إستراتيجية جديدة وفعالة لتطوير الإجراءات الوقائية في مرافق تقديم الخدمات الصحية، وتحديد مستويات مواجهة مرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً. [c1]مرحلة هامة[/c]- ويمكن القول إن هذه المرحلة التي تميزت بأنها مرحلة مهمة تمثلت في:-أولا: التوعية وتكثيف حملات التوعية حيث نفذ البرنامج عدداً من الأنشطة التثقيفية والتوعوية والمتمثلة في:- التركيز على توعية فئات المجتمع المختلفة بالوقاية من مرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً والمواد التثقيفية المتنوعة والمختلفة، خدمات الخط الساخن على مدى 24 ساعة من خلال تخصيص خط تلفوني لاستقبال استفسارات المواطنين، توزيع أكثر من مائة ألف نسخة من الكتيبات والمواد التثقيفية على المحافظات والفئات المستهدفة بالتوعية، عمل إعلان توعوي وتحذير حول مرض الإيدز في المواقع الإلكترونية (الإنترنت - يمن نت) على المواقع الإباحية بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وشبكة (يمن نت).وثانياً: تطوير الإجراءات الوقائية في مرافق تقديم الخدمات الصحية وتحديد مستويات مواجهة مرض الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً من خلال تقديم الرعاية الصحية للمصابين بفيروس مرض الإيدز في المركزين العلاجيين للرعاية والمعالجة (المستشفى الجمهوري أمانة العاصمة ومستشفى الوحدة في محافظة عدن).ثالثاً: خدمات المشورة والفحص الطوعي، وتعتبر خدمات المشورة والفحص الطوعي من الخدمات الوقائية الرئيسية حيث تقديم الرعاية والدعم للمتعايشين مع المصابين بالفيروس وإتاحة الفرصة للراغبين في إجراء الفحص والاستفادة من خدمات المشورة قبل وبعد فحص. ويقوم البرنامج بتقديم هذه الخدمة من خلال كوادره المؤهلة والمدربة في 14 موقعاً في أمانة العاصمة وعدن وتعز وإب وذمار وحضرموت المكلا والحديدة. حيث قام بتعزيز البنية التحتية لمراكز المشورة والفحص الطوعي وإجراء الاختيارات الطوعية، وتقديم المشورة في تلك المحافظات، تقديم الدعم النفسي للمصابين ولذويهم، وتنفيذ الدورة التنشيطية للعاملين في مراكز المشورة والفحص الطوعي في المحافظات والمواقع المستهدفة، وتزويد مراكز المشورة بالفحوصات الخاصة بالإيدز لتنفيذ برنامج المشورة والفحص الطوعي.وفي مجال الدراسات والترصد الوبائي للإيدز والأمراض المنقولة جنسياً عملناً على تفريغ وتحليل البيانات والتقارير الواردة إلى البرنامج من المحافظات، وإعداد بيانات إحصائيات بحسب تصنيف الحالات بفيروس الإيدز، وتفريغ تقارير الحالات المبلغ عنها إلى البرنامج من دول مجلس التعاون الخليجي وإبلاغ الجهات ذات العلاقة، وموافاة المكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي بأسماء وبيانات الحالات الأجنبية المكثفة في الجمهورية اليمنية وفقاً لاتفاقية تبادل المعلومات، وتوفير المحاليل والأدوات الطبية الخاصة بالدراسة الخاصة بالفئات عالية الخطورة في عدن، وجمع البيانات الخاصة بالأمراض المنقولة جنسياً في المحافظات، الانتهاء من تنفيذ الدراسة الخاصة بالفئات العالية الخطورة في محافظة عدن. كما أننا قد حققنا نجاحات كبيرة وقطعنا شوطاً لأبأس به في مجال التدريب وعقد ورش العمل وإقرار الأدلة التدريبية.وفي مجال خدمات الوقاية من انتقال عدوى فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل (PMTCT) يسعى البرنامج إلى توفير هذه الخدمات هذه للوقاية من انتقال عدوى فيروس الإيدز من الأم إلى الطفل بهدف منع الإصابة في الأجيال القادمة، بتكلفة أقل من الخدمات العلاجية من خلال 6 مراكز.3 مراكز منها في أمانة العاصمة في (المستشفى الجمهوري ومستشفى السبعين ومركز قاع العلفي) ومركزان في عدن في (مستشفى الوحدة ومركز البساتين الطبي الخيري، ومركز في لحج في (مستشفى أبن خلدون)[c1]تقييم ومتابعة[/c]- وفي مجال الإشراف والتقييم والمتابعة لفروع البرنامج في المحافظات قام البرنامج بتنفيذ نزول ميداني للإشراف والمتابعة والتقييم لفروع البرنامج في محافظات الجمهورية وقد شمل التقييم جميع جوانب العمل الفنية والإحصائيات والتخطيط والإنجاز والجوانب الإدارية والمالية وتصحيح الأخطاء وتزويد المنسقين في المحافظات بالمعلومات والبيانات والتعليمات الخاصة بالإجراءات المالية والإدارية. وهذا النشاط يعتبر الأول من نوعه الذي ينفذه البرنامج بدعم من الصندوق العالمي. وذلك لغرض تأسيس قاعدة بيانات ومعرفة جوانب القصور والمشاكل والمعيقات التي تواجه التنفيذ، والعمل على تحديد آلية التواصل والمتابعة وتعزيز جوانب التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.[c1]أولوياتنا الحالية[/c]ما هي أبرز الجوانب التي تركزون عليها في الوقت الراهن وتضعونها في طليعة أولوياتكم؟- أهم الجوانب التي تأتي في مقدمة أولوياتنا تتمثل في توفير الرعاية والمعالجة للمتعايشين مع عدوى الإيدز، وتقديم خدمات المشورة والفحص الطوعي، والبدء بتقديم خدمات منع انتقال العدوى من الأم الحامل إلى الجنين، توفير البيانات والمعلومات الكافية عن الإيدز ورفع مستوى الوعي في أوساط المجتمع.تنسيق وتعاون مشترك[/c]أين تقع جهود التنسيق والتعاون المشترك بينكم وبين الشركاء الآخرين على الصعيد الدولي والمحلي وبخاصة مع المانحين ومؤسسات المجتمع المدني.- نحن في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز ندرك بأننا وبمفردنا لا نستطيع تحقيق مانصبو إليه إلا بمشاركة وتعاون وتكاتف جميع القوى والفعاليات المجتمعية وهو ما أتضح جلياً من خلال سعي البرنامج إلى التنسيق والتعاون مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية العاملة في مجال الإيدز، وطبعاً ولله الحمد يمكن القول إن علاقة التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والمانحين ممتازة. وهناك دعم كبير من قبل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا وكذلك من الجهات الأخرى لمكافحة الإيدز وغيرها). أما بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني في بلادنا فلا تزال مشاركتها ضعيفة بالرغم من التقدم الملحوظ في ذلك.. ويسعى البرنامج إلى تفعيل أدوار هذه المؤسسات والتعاون في برامج وأنشطة مكافحة الإيدز.[c1]زيادة الاهتمام[/c] بالنظر إلى الإحصائيات العالمية التي تشير إلى أن 7 ملايين إصابة جديدة بالإيدز تسجل سنوياً، وبالعودة إلى الإحصائيات الرسمية لحجم الاصابة في اليمن يمكن القول إن الوضع في اليمن قد لا يدعو إلى القلق .. باعتقادكم ماهي الأسباب التي تحد من انتشار الايدز في اليمن .. وماهي نظرتكم المستقبلية لهذا الوضع؟- هناك دور مهم بلا شك للالتزام الديني والثقافة المحصنة لأفراد المجتمع.. ولكن وفي ظل الانفتاح الكبير على العالم هذه الأيام ونتيجة لاندماج الثقافات وتأثرها بالوسائل الإعلامية المختلفة .. فإن النظر إلى المستقبل يدفعنا إلى زيادة الإهتمام بهذه المشكلة والتصدي لها .. خصوصاً أن عواقبها كبيرة اقتصادياً واجتماعياً وغير ذلك .. وكما قيل: “درهم وقاية خير من ألف درهم علاج”!![c1]توعية مباشرة[/c]ما هي أبرز الوسائل التي تركزون عليها في جهودكم لمكافحة الإيدز في اليمن؟.. وما هي أهم خطواتكم القامة؟- نستخدم كافة الوسائل المتاحة ونركز على أسلوب التوعية المباشرة “كالمحاضرات والندوات وغيرها”.. ونقدم خدمات التثقيف والتوعية ضمن خدمات الفحص الطوعي والمشورة وخدمة الخط التلفوني الساخن كما أن الصحافة والإعلام المرئي والمسموع وغيرها من قنوات التوعية والإتصال تلعب دوراً مهماً في نشر برامج التوعية والتثقيف، ونستهدف كافة شرائح المجتمع خصوصأ الشباب وبعض الفئات التي تمارس سلوكيات تعرضها للخطر.