أحمد قاسم
محمد شرف صوته يأتيك هادراً كالأمواج.. ونغماته مثل كلمات حبيب لا افطن الى سبب محدد لما يختلج اللحظة بداخلي من مشاعر شغوفة وجياشة لسماع احمد قاسم .. الان بالذات وبعد رحيل هذا العملاق عن دنيانا بزمن ... نعم .. كنت احبه واخصص الاوقات دون قطع او انقطاع بسيط على مدى السنوات الطوال منذ تخلق في الاحساس بالموسيقى لكن كل ذلك يتضاءل بالنسبة لهذا الذي يحدث اليوم..هذا الفنان الكبير يقودك حتى في احلك السويعات واردا اللحظات وأسوأ مزاج الى تحسس ملامح الجمال ويضفي صوته ولحنه المميزان نتيجة من تشوق انساني يسمو بالروح بعيداً فوق الانات والروائح المزكمة للأنوف بعيداً وقرب عالم ينبض بمعالم الحياة السامية.هو موسيقار وذ إحساس مفعم بالشاعرية ناضج في اختيار كلماته وقد استطاع بفنه ان يلفت انظار الشعراء النخبة الذين اجادوا وتفردوا.ترنم طويلاً وشدا بإبداعات شاعرنا الاكبر والارهف لطفي جعفر امان وحين افتقده افتقدناه فتحت الى جانبها نوافذ اخرى امتلك اغلب اصحابها سر التجوال النبيل الخاص في احياء النفس البشرية وأسفر التمازج عن تشكيل لوحات فنية اسرة هي بمثابة تحف في ارشيفنا وحياتنا وذاكرتنا الغنائية لأغنية: اشتقت لك .. اشتي اشوفك .. والتي يصعب معها لكل من كان في جاهزية التذوق الفكاك من اثار الروعة والتأثر وفيها وضع المثقف الشاعر الرشيق فريد بركات صرحاً ساطعاً او اساس معماري مغري لبناء علامة (قاسية)ناصعة ومحكمة والتقى فريد بأحمد أوأحمد بفريد ،لافرق كثيراً المهم كأنهما في أشتقت لك قد قررا السماح لروح الشعر وروح الفن ان تعبرا كل الارواح وتحتل حيزاً دائماً في الذوق العام.صوته يأتيك هادراً كالأمواج ونغماته مثل كلمات حبيب ويتركك في الشواطىءتبحث عنه بتلهف عاشق .. كالبحر واثقاً منعشاً يلاطف جوانب حيه من روحك ويغسل بصفاته عقلك والتعب وماتجمعت من غيوم الاحزان وغبار الطرقات ومطبات الزمان والمكان وتنس لبعض الوقت لساعات الشر وتلاوين الغدر وتصدير كتله من مشاعر للعمل من أجل الحب ،وللحب من أجل الحياة وأجمل مافي الحياة يكون معك في وحدتك ومعه ارتال من صور الانتشاء والجمال ويستقيم على طرف وجودك لتستقيم بخلاياك على اهداب البحر والعشق والفن.. وفي لحظات العتمة يخرج ضياءيشع امام ناظريك يرشدك لترى بنور قلبك ماظهر من سور الجمال ومابطن وتتغلب على صور اقبح ومساربه واشتاته.مع كل هذا من سرد وذكر يظل السؤال قائماً والبحث عن الاجابة مائلاً لماذا الان بالذات؟لماذا الان اكثر من ذي قبل رغم انه معلوماً ملياً ان الفنان العبقري احمد قاسم ذهب ورصيده لم يتغير منذ ساعة الوداع.لا أعرف لذلك سبباً معيناً فالوجوه في الهم والأعم هي نفس الوجوه التي لانجهلها والاصدقاء القدامى لازالوا يعيشون.لكنني مثل الكثير غيري الذي شاركونني الشعور والمشاعر وحتى تلفزيون " قناة 2" اقبل بصورة ملحوظة متواصلة على اغاني احمد قاسم كما لم يفعلها من قبل ويظهر حريصاً من خلال شاشته على بث اغانية بشكل اكبر مما كان في عهد حياته وينتقي ويحسن الاختيار بذوق رفيع للأعمال المحببة والمميزة التي تجذب صفاً طويلاً عريضاً من متذوقي الكلمة واللحن حتى وإن لم يكونوا من عشاق الفنان أحمد قاسم عملاق عظيم .. أعرف ذلك.. كما أعرف ان له اعمالاً لأغني ولا استفتاء عنها ونعود اليها بين الحين والحين .. لكن لا أعرف سبباً للشعور الخاص الذي ينتابني اللحظة فرغم كثر سماعة الا اني اشتاق .. واشتاق واشتاق قلوبنا سجلات حافلة بماثر احمد قاسم وتحفظ كافة اعماله وطالما بقيت قلوب تنبض بالحياة فلاريب في ان هذا الفنان سيظل حياً .. مع ذلك نتطلع بشغف لرؤية اسمه وقد اعتلى صرحاً فنياً واصبحت سيرته في متناول الجميع وخاصةً كل من اتخذ من فن الموسيقى عنواناً لوجودة وعطائة وعندئد سنطمئن الى امكانية ظهور تلاميذ مجيدين والى يزوغ نجوم من بينهم يواصلون طريق ابداعه..تكريم فنان بزوغ واخلاقيات فناننا لايكون من خلال مسائل شخصية او قضايا مادية .. زائلة فأحمد.. كما عرف -ليس من طلاب المديح والاطناب وليس من هواة جمع المال.. فهو فنان لم يتأخر عن التضحية من أجل الفن كما انه لم يمل هذا ولم تداخلة اسباب العوز او الاحباط كونه كان متشبعاً تماماً بالفن وبحبة لفنة.لذا فإن تكريمة اللائق لايكون إلا بالعمل من اجل تحقيق ما أراد وتمنى للفن والى ان يصل..تكريمة هو تكريم الفن وتكريم الفن تكريمه احمد والفن روحان لاينفصمان وذكراه مناسبة فنية تذكر حتى من به صمم .. بالفن وبالاعمال الفنية وبسيرة عباقرة من صنف أحمد قاسم..