رؤية من تأليف أ. د / علي هود باعبادقراءة / سمير يحيى الوهابي يرى أ.د علي هود باعباد وهو حالياً مستشار لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إن المشكلات الاجتماعية تعتبر تحدياً يواجهه الشباب اليمني اليوم ويتمثل ذلك في التقليد الاعمى للعادات الاجتماعية السيئة في المجتمعات الغربية وفي مقدمة ذلك الاغاني الغربية والعربية الماجنة ومشاهدة الافلام اللا أخلاقية وإنتشار الادب الرخيص وفيما يلي نتناولها ضمن قراءتنا لكتابة الموسوم " الشباب اليمني - تربية وثقافة".[c1]المشكلات الاجتماعية :[/c]يعاني بعض الشباب اليمني بعض المشكلات الاجتماعية التي بدت تبرز وتنتشر في مجتمعنا اليمني بدون وضع حلول سريعة لها بل مع الاسف يشجعها بعض افراد المجتمع بأساليب كثيرة أقلها السكوت عليها ومن أهم هذه المشكلات الاجتماعية مشكلة التقليد الاعمى ومشكلة المثيرات الجنسية ومشكلة عدم استغلال الوقت .[c1]أ- مشكلة التقليد الاعمى :[/c]تتمثل في العادات الاجتماعية السيئة في المجتمعات الغربية فمنها الموضات المتسارعة للانحرافات الخلقية كالاغاني الماجنة ومشاهدة الافلام اللا أخلاقية ( إجرامية أو جنسية) وفي الامور التي تتعلق بالشكليات ولم يكن التقليد في الامور الجيدة كالدقة في المواعيد والادارة الفعالة والجدية في العمل وفي الامور الضرورية لبناء الحضارات وتقدم الامم.[c1]أسبابها :[/c]إن أسباب هذا التقليد الاعمى في كثير من الدول النامية ومنها اليمن استيراد الآلات والاجهزة الحديثة والخلط بين عمليتي التقليد والاستفادة من هذه الاجهزة ومن أسباب ذلك أيضاً قشور الحضارة الغربية ووسائل الاعلام العالمية والمحلية الفعالة وانتشار الادب الرخيص والمجون والانحراف .[c1]مظاهرها :[/c]مظاهر هذه المشكلة تتمثل في عدم تحري الاحكام الشرعية والقيم الاجتماعية الاساسية في كثير من سلوك الشباب والمجتمع مع طرح الدعوات المشبوهه كالاختلاط غير المشروع 0 بدون حدود ) ، ومحاولة دفع الفتاة الى التحرر دون قيود أو حدود مع أن الاسلام لا يمنع من اشتراك الفتاة في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وإبداء الرأي في أمور المجتمع ولكن يمانع في أن تفتقد الفتاة دورها الاساسي في المجتمع كزوجة وربة بيت وأم تصنع أجيال المستقبل .[c1]ب- مشكلات القلق الجنسي واسبابها :[/c]ويأتي ذلك نتيجة للمثيرات العامة التي يواجهها الشباب يومياً من خلال الشارع والقنوات الفضائية والسينما والمجلات الهابطة والانترنت إضافة الى غلاء المهور مما اضطر الى أن يتزوج بالاجنبيات وهذا مما جعل الوهن يدب في أوصال الاسرة ويفتت وحدتها وتماسكها .[c1]ظواهرها :[/c]إن القلق الجنسي اصبح ظاهرة غريبة بين شبابنا تدعمه موجة الافلام المثيرة والاغاني الماجنة والمجلات الرخيصة والموضات الغربية إضافة الى هجرة كثير من الشباب من الريف الى المدينة وجريهم وراء الوظيفة أو العمل الخاص أو التعليم العام أو الجامعي .[c1]ج- مشكلة عدم استغلال الوقت واسبابها :[/c]ومن ضمن المشكلات الاجتماعية مشكلة عدم استغلال وقت الفراغ بصورة منتجة مفعمة بالعطاء وسببها عدم تقدير قيمة الوقت فالوقت بالنسبة للمجتمع المؤمن المسلم هو الحياة فالرسول عليه الصلاة والسلام يوصي بإغتنام الشباب قبل الهرم والصحة قبل السقم والحياة قبل الموت والمجتمعات الصناعية تقدر قيمة الوقت بارتباطه بالآلة والانتاج .[c1]ظواهرها :[/c]وتتمثل في عدم ضبط الوقت »المواعيد« وعدم وجود هوايات نافعة عند كثير من الشباب وعدم وجود مؤسسات تجارية متخصصة في مساعدة الشباب على الاستفادة من أوقات الفراغ .[c1]علاج المشكلات الاجتماعية :[/c]ووضع الاستاذ .د علي هود باعباد بعض الحلول :أ- يجب على الشباب أن يواجه موجة التقليد بصرامة ويأخذ الجوهر ويدع الشكليات ويقلد فيما يفيد نفسه ومجتمعه ويدع ما تناقض مع عقيدته وقيم مجتمعه منطلقاً من قول الرسول عليه الصلاة والسلام :" لا تكونوا إمعة تقولون إن احسن الناس احسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا انفسكم إن احسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا ) صدق رسول الله رواه الترمذي .ب- إن القلق الجنسي لايمكن أن يحل إلاّ عن طريق إخفاء الاثارات الجنسية وتوطيد الجانب الروحي عند الشباب وشغل فراغهم وتزويجهم في سن مناسبة يكونوا فيها قد تحملوا المسئولية منطلقين من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" ، لأن في الزواج سكناً للمرأة والرجل قال تعالى :" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " ولذا فالرجل والمرأة يعملان في مجتمع اسلامي واحد متراحم كل يؤدي واجبه بفعالية وانتاج في حدود ما شرع الله من احكام وآداب .ج- إن البطالة وضياع الوقت لا يوجد في الاسلام الله يحب المؤمن المحترف أي الذي يأكل من عمل يده ويجمع بين صنوف العمل الفكري واليدوي فهو عمل للدنيا وللآخرة وكل ذلك في نسق متكامل هادف "وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى ، ثم يجزاه الجزاء الاوفى " سورة النجم 39-41 .ولذا فإن الوقت في الاسلام هو الحياة فلا يوجد لضياع الوقت ومن أضاع وقته فقد أضاع جزءاً لا يعوض من حياته ، ولكن الترويح البريء مهم لمواصلة الفرد كفاحه وانتاجه كما قال علي رضي الله عنه :" روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت ".د- أن يقوم المجتمع بجميع مؤسساته التربوية النظامية وغير النظامية بتربية الشباب على التصور المتكامل للحياة الاجتماعية في الاسلام والتي تأخذ بعين الاعتبار امكانات الفرد وطموحاته والفوارق بينهما وبين متطلبات المجتمع وحاجاته .. كي تعالج المشكلة من جذورها .
دراسة لبعض مشكلات الشباب اليمني
أخبار متعلقة