صباح الخير
لا أحد يملك في هذا العالم الحق بالوصاية على الآخرين بما في ذلك أمريكا أو دول الثمان الكبار, ومحاولات فرض نمط الحياة الرأسمالية على عالمنا تحت مسميات عدة: منها تسييد اقتصاد السوق الذي يجري فرضه عبر البنك الدولي والنقد الدولي, وهما في قبضة الولايات المتحدة الأمريكية,إلى جانب هيئة الأمم المتحدة القابعة في ديارها وتوطنها كما تشاء, ومحاولة تسييد عملة الدولار عالمياً استناداً إلى القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية, للسيطرة والهيمنة على العالم أمر صار مرفوض من شعوب العالم, حتى لو نجحوا لفترة في كسب تواطؤ الحكام بالترغيب أو بالترهيب, فهذا الوضع لن يستمر.ومن حقنا اليوم أن نرفع شعار : «يا شعوب العالم اتحدوا ضد مغتصبي حقوقكم من أدوات محلية أو عالمية, فلن تبقى الشعوب مجرد جيوش جرارة من الأجراء والمستخدمين والموظفين عند حفنات من اللصوص لسلب عرق الناس وأعمارهم وحقهم في حياة كريمة وعادلة, وبحيث تصبح مفاصل الأرض والثروة والمال العام والسلطة كلها بيد الشعوب.. وبالتحرر من الأمية الأبجدية السياسية واكتساب المعارف الجديدة, وهي مهمة تاريخية ليست مستحيلة التحقيق إذا أدركنا مدى هشاشة عالمنا القائم, وهو عالم مختلف ويفتقد لأبسط شروط التوازن ومنطق بقائه على هذه السجية المملة والقاتلة, عالم يتشبت بالحياة عبر تغذية الحروب في كل مكان.وبناء عالمنا الجديد لن يتم بدون أن يحل السلام العالمي بدلاً عن الحروب والصراعات والنزاعات المفتعلة في كل مكان, وعالمنا الجديد عنوانه إشاعة الخير لكل بني البشر باعتبارهم شركاء في الأرض والثروة والمال العام, وبأن تحل الدعوة إلى حقنا بدلاً عن الدعوة إلى أن هذا حقي وحدي, فبهذا فقط نفتتح عالمنا الجديد, ليس بالتجارة الحرة فقط, وليس بحرية انتقال الأفكار والسلع والبشر فقط, بل بأن يأخذ كل حقه في الحياة كاملاً دون انتقاص أو تمييز أو تعالٍ, ليكون كل فرد حراً ومستقلاً وسيد نفسه, وكل شيء متاحاً ليؤكد ذاته وكينونته ومواطنيته وإنسانيته بصورة مطلقة.وإذا لم نصغ لصوت العقل اليوم فغداً ستكون الكارثة لا محاله, فالمشاكل الماثلة أمام البشرية اليوم صارت واضحة ومفهومه أسبابها بدءاً من المجاعات والفقر والبطالة وحرمان غالبيات السكان في المعمورة من شروط الحياة الضرورية من مياه وكهرباء وطرقات وتطبيب وتعليم وإسكان, وهذا هو وحده ما يوحد البشر ويمنع العالم من الانحدار إلى الهاوية, وكل ذلك بسبب الاستعباد والاستبداد والاستغلال والاحتكار والمنافسات غير شريفة وعدم توفير الفرص المتكافئة للجميع, وعالمنا الجديد لن يتأتى بالانتخابات أو الانقلابات العسكرية بل بثورة عالمية جذرية وشاملة تخوضها كل شعوب العالم في وقت واحد.