إعداد / زكي نعمان الذبحاني ثمة علامات خطورة كثيرة تطال حديثي الولادة مهددة حياتهم ، وعلى من يتولى التوليد وكذا الزوج ومن يتولى رعاية الأم أثناء النفاس ، العلم بها ومعرفتها جيداً فهي تشكل المحك في درء الخطر عن حياة المواليد. فمع نهاية الحمل تصل الأجهزة في جسم الجنين إلى مستوى أداء الوظائف المناطة ما لم يولد خديجاً قبل الأوان ، وهنا يكمن التحدي المستوجب فرض تدخل سريع وملائم للحفاظ عليه حياً في بيئة منفصلة عن رحم أمه إلى أن يكتمل أداء أجهزته الحيوية ويتلاشى عنه الخطر. وحتى إن بدأ المواليد بصحة جيدة فإنهم عموماً يتطلبون بيئة صحية مناسبة بعيداً عن التعرض للبرد أو قلة الأكسجين ورضاعة طبيعية تقتصر على لبن الثدي وحصولهم على رعاية خاصة تقيهم وتحميهم من عدوى الأمراض ، لان من شأن الرعاية الكاملة للوليد من الوهلة الأولى لولادته أن تتيح الكشف عن علامات الخطورة من البداية متى ظهرت عليه وبدت علاماتها وأعراضها ، ومن ثم اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ حياته إذ يولد المولود ولون جسمه وردي وأطرافه زرقاء ، ثم تتحول بعد ذلك إلى اللون الوردي ، وتظهر عليه علامات الحياة من نبض وصراخ ، خاصة بعد التربيت على ظهره لدى ولادته مباشرة، وعلى وجهة تظهر تقلصات عند تعرضه للهواء من خلال النفخ أو توجيه الأكسجين إلى انفه ويبدأ في ثني الأطراف قليلاً دون ظهور تشنجات أو رعشات بل حركات قوية للأطراف العلوية والسفلية كما يصبح تنفسه منتظماً غير بطيء وعلى استعداد لمص ثدي أمه. وبالتالي الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها عقب ولادته وخروجه إلى العالم الخارجي أن تحرص القائمة على التوليد على تدفئة جسمه كاملاً بفوطه ( منشفة) للمحافظة على حرارة جسمه ومنع تعرضه للهواء ، بحيث تغطي هذه الفوطة ( المنشفة) رأسه ايضاً مع الإبقاء على وجهه مكشوفاً حتى لا تعيقه عن التنفس فيتعرض للاختناق ثم يوضع بجوار أمه للشروع في الرضاعة الطبيعية ، وهي خطوة ضرورية للغاية تولد احساساً بالأمان والطمأنينة المتبادلة وبالرضاعة في هذه الأثناء يحصل الوليد على ( اللبا) من ثدي أمه الذي يؤمن حاجته من الغذاء وعناصر الحماية الواقية له من الأمراض الداعمة والمقوية ايضاً لمنظومته المناعية. علاوة على أنها تعمل على خفض احتمال النزيف المهبلي لدى الأم بعد الولادة. ويتعين على من تتولى التوليد - للحفاظ على صحة الأم والوليد - توافر الخبرة والمهارة لديها لاكتشاف علامات الخطورة التي تتهددهما كالناجمة عن الولادة المبكرة ( قبل الأوان) أو الولادة المتأخرة ( متى تجاوزت مدة تزيد عن 42 اسبوعاً) بما يساعد على اكتشاف آية اختلالات في وظائف أجهزة جسم المولود - إن وجدت - سواء تلك الناجمة عن تشوهات خلقية أو عن عيوب أخرى في الجسم أو ما ينشأ عن العدوى كعدوى الجراثيم التي تتسلل إلى الجنين من أمه. بالإضافة إلى الامتناع عن سائر الممارسات والعادات والتقاليد الخاطئة التي من شأنها تصعيد المشكلة وزيادة الخطورة على الأم أو وليدها والأخذ بالاعتبار مخاطر الحمل ومضاعفات الولادة وآثارها على المولود وصحته واحتمالات تعرضه للمخاطر بغض النظر عن وزنه لتقوم بعرضه على الطبيب المختص على الفور دون تأخير. بشكل مبسط تكمن علامات الخطورة والتداعيات المترتبة على وقوعها في عدد من المظاهر والمتغيرات أهمها: ازرقاق جسم المولود ، من الممكن إن سببه ناجم عن وجود انسداد يعيقه عن التنفس. أن يبدو جسمه مصفراً ، وقد يكون هذا ناجم عن مشكلات عدوى تعرض لها خلال الحمل أو بسبب مشكلات أخرى اعترت الحمل. اللون الباهت لجسم الوليد والذي قد يكون سببه المعاناة من فقر الدم. صغر حجم المولود كأن يكون ناقص النمو ( خديج) أو ناقص الوزن. ظهور المولود بحجم كبير لأسباب قد تتعلق بإصابة ولادته بداء السكري الحملي وارتفاع نسبة سكر الدم لديها ، مما يترتب عليه ظهور مشكلات سكرية في جسم الوليد. تنفس غير منتظم ومتقطع قد يكون ناتجاً عن وجود سوائل في الفم والأنف يتطلب الشفط وتزويد الوليد بالأكسجين واحياناً يستدعي تدخلاً علاجياً. كما إن اختناق الوليد وارد ، ويظهر من خلال صعوبة التنفس وغياب البكاء ( الصراخ) بعد الولادة مباشرة ورخوة في الأطراف وازرقاق الجلد وشحوبة الوليد وفي هذه الحالة يكون المولود بحاجة إلى مبادرة سريعة لإنعاشه حتى يتنفس بشكل مناسب لكي لا تتسبب له هذه المشكلة في إعاقة دائمة حيث يسمى هذا (الاختناق الخفيف) بينما إذا لم يطرأ على الوليد تحسن فالأمر يستوجب الاستمرار في إنعاشه خلال نقله إلى المرفق الصحي بصورة عاجلة ، وذلك لأنه مصاب باختناق معتدل أو شديد. فالاسرة ملزمة بنقل المولود بصورة عاجلة إلى اقرب مرفق صحي في هكذا أحوال كذلك إذا تبين ضعف قدرة الوليد أو انعدام قدرته على المص خلال الرضاعة أو أن جسمه بارد أو ساخن أو ظهر لديه قيح ( خراج - صديد) في جفن العين أو مكان قطع الشرار ، أو وجدت على جسمه بثور قيحية. فالتدخل الطبي إذا كان سريعاً وفعالاً فيه إنقاذ للطفل ويدفع عنه الضرر والإعاقة والهلاك في كثير من الحالات. ولنا في رسول الله الصادق المصدوق ( صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة حيث قال: “ كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول “ وبشيء من الوعي والثقافة الصحية وحسن التقدير والتدبير نحميهم ونحسن رعايتهم.
المخاطر المهددة لصحة الوليد .. كيف نتجنبها؟!
أخبار متعلقة