أعراض وأسباب مرض السكر في الأطفال
أحب أكل الحلوى، والآيس كريم ولكن غير مسموح لي بهما، فوالدتي تقول لأنني مصابة بمرض السكري وإن جميع الأطفال الذين يعانون من مرض السكري لا يأكلون الحلوى، لأنهم أطفال مميزون. لكنني لا أعتقد أنني مميزة، كيف يمكن لشخص مميز ألا يكون سعيدا، ويعيش طوال الوقت مع الإبر التي توخزهم؟» فاطمة بنت عمرها 5 سنوات شخصت بمرض السكري منذ أن كانت 3 سنوات.تقريبا كل منا يعرف شخصا ما يعاني من مرض السكر، وهو واحد من أكثر الأمراض شيوعا والتي يمكن أن تؤثر على الناس من مختلف الأعمار أو الأجناس. مرض السكر هو اضطراب يؤثر على قدرة الجسم في التعامل مع السكر، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. قد تعتري الوالدان مشاعر طاغية، عند تشخيص طفلهم بمرض السكري، وتتجاذب هذه المشاعر بين الخوف والغضب والحرمان والشعور بالقلق بشأن مستقبل وصحة طفلهم. وهذه كلها مشاعر طبيعية، ومتوقعة، حتى يستوعب الوالدان حالة طفلهما وما يعاني منه وكيف يمكن التعامل مع الوضع. ونسبة لتفشي وخطورة مرض السكري أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة توصية خاصة بالاعتراف بأن السكري مرض مزمن، ومكلف، وتم اختيار 14 نوفمبر يوما عالميا للسكر الذي يصادف مولد فريدريك بانتنج مكتشف الأنسولين تكريما له. مرض السكري هو وباء عالمي، ووفقا للاتحاد الدولي لمرضى السكري، يقدر أن مرض السكري يؤثر حاليا علي 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وهذا الرقم متوقع أن يقفز إلى 333 مليوناً بحلول عام 2025. وفي أميركا أظهرت الدراسات أن 19 من كل 100,000 طفل يصابون بمرض السكر سنويا، في حين أن في بريطانيا، هناك 17 من كل 100,000 طفل يصابون بالسكري كل عام. ويقال أيضا إن 30 مليون شخص في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط متأثرون بمرض السكري. وفي دراسة أجريت في السعودية لتحديد مدى انتشار مرض السكري في الأطفال أقل من 19 عاما، وجد أن 109.5 من كل 100,000 يعانون من مرض السكري. وذكر أيضا أن مرض السكري في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ينتشر بمعدلات مقلقة. وتشير منظمة الصحة العالمية الي أن مرض السكري منتشر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويرجع ذلك أساسا إلى العادات الغذائية ونمط الحياة. كيف يحدث مرض السكر؟ داء السكري يحدث عندما لا تنتج خلايا البنكرياس المتخصصة كميات كافية من هرمون الانسولين. فالانسولين يسمح للجسم بتدوير البروتينات، والدهون، والسكريات الموجودة في الغذاء لبناء أنسجة الجسم، وإنتاج الطاقة وتخزينها. في الأصحاء، ينتج الانسولين حسب الحاجة لعملية امتصاص الغذاء. ولكن عند المصابين بمرض السكري هناك انخفاض في مستويات الأنسولين أو عدم وجوده على الإطلاق. ولذلك، فإن العناصر الغذائية لا يمكن أن تستخدم من قبل الخلايا لكنها تبقى في الدم. ومن دون مصدر للطاقة، تشعر الخلايا بالجوع. وفي محاولة لانعاش الخلايا الجائعة يحول الكبد مخزونات الجسم من البروتين والدهون الي سكر. وهذا يؤدي إلى فقدان الوزن والهزال، وذلك لأن العضلات تم تكسيرها ولا تحصل على الطاقة التي تحتاجها. ويحاول الجسم طرد فائض السكر في الدم عن طريق جعل ادرار مزيد من البول. وهذا هو السبب الذي يجعل المصابين بالسكري يتبولون أكثر ويشعرون بالعطش في محاولة لتعويض السوائل المفقودة. ومن دون الانسولين، تتحول الدهون الي أنواع معينة من الأحماض المعروفة باسم الكيتونز، التي يتخلص منها الجسم أيضا عن طريق البول. [c1]ما هي أنواع مرض السكري وأسبابها؟[/c] ـ هناك أربعة أنواع من مرض السكري، النوع الأول والنوع الثاني، وغيرها من أنواع محددة، بما فيها سكري الحمل. النوع الأكثر شيوعا بين الأطفال هو النوع الأول. النوع الأول: يعرف أيضا باسم مرض السكري المبكر، أو مرض السكري للصغار سنا (juvenile diabetes) : 90-95 من الأطفال دون سن 16 عاما لديهم هذا النوع. وينجم هذا النوع عن عدم تمكن البنكرياس من إنتاج الأنسولين، و ليس معروفا سبب هذا الخلل ، لكن يعتقد الخبراء أنه قد يكون بسبب وجود رد فعل المناعة الذاتية، حيث تقوم خلايا البنكرياس بمهاجمة بعضها، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا المتخصصة التى تنتج هرمون الانسولين. رد فعل المناعة الذاتية يعزى إلى عدوى فيروسية سابقة أو غيرها من العوامل البيئية. غالبا لا توجد أسباب وراثية لاصابة الأطفال بمرض السكري من هذا النوع. وبما أن الخلايا المنتجة للانسولين دمرت، فالأطفال بحاجة لإعطائهم الأنسولين للسيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم. النوع الثاني:ويحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفيه من الانسولين، أو الأنسولين المنتج غير فعال نظرا لمقاومة الجسم للانسولين. وهو أكثر أنواع مرض السكري شيوعا وخاصة في صفوف البالغين حيث 90 % من مرضى السكري مصابون به. بسبب البدانة والعادات الغذائية السيئة، اصبح السكري من النوع الثاني يظهر حاليا حتى بين الأطفال، في عدة بلدان. ففي دراسة أجريت في الكويت ، بين أطفال المدارس شملت 182 مدرسة، وجد أن 34.9 طفل لكل 100,000 مصابون بهذا النوع. كيف يؤثر الغذاء والنشاط البدني على مستويات السكر في الدم؟ الجلوكوز يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، وهو السكر الذي ينتج من هضم الكربوهيدرات أو الأغذية النشوية مثل المعكرونة، والأرز، والخبز، والبطاطا، والفواكه والحلوى. عند تناول الطعام الذي يحتوي على الجلوكوز، يساعد هرمون الانسولين الجلوكوز الانتقال من الدم إلى الخلايا، حيثما وجدت حاجة إليه. وإذا كان الجسم لا ينتج ما يكفي من الأنسولين أو أنه لا يعمل بشكل سليم، فلن تتم عملية انتقال الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، وتزيد نسبة الجلوكوز في الدم. تناول الكثير من الأغذية النشوية سيؤدي إلى ارتفاع معدل السكر في الدم. وفي الوقت نفسه تخفض التدريبات البدنية نسبة الجلوكوز في الدم، على هذا النحو من المهم جدا أن يتغذى طفلك جيدا قبل القيام بأي مجهود بدني. [c1] ما هي الأعراض؟[/c] ـ مرض السكري يمكن أن يظهر في أي وقت، حتى في السنة الأولى من عمر الطفل. وليس من السهل على الوالدين على الفور معرفة أعراض أو بعض علامات المرض عند طفلهما الرضيع لأنها قد لا تكون واضحة جدا، حتى تصبح الأعراض أكثر خطورة مما يستدعي أخذ الطفل إلى الطبيب أو المستشفى. إذا كنت تظن أن طفلك قد يكون مصابا بمرض السكري من الأفضل مراجعة الطبيب وخاصة إذا لاحظت أي من علامات التحذير أو الأعراض التالية: * عطش الطفل الشديد، أكثر من المعتاد، ويشرب الكثير من الماء أو العصير بصورة أكثر تواترا. * التبول أكثر من المعتاد، بما في ذلك الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل. وكمثال يبدأ الطفل المدرب علي استخدام المرحاض، تبليل الفراش ليلا، أو أن تكون حفاضات الرضيع تحتاج إلى تغيير متكرر أكثر من الطبيعي. * اصابة الطفل بالأرق أو تظهر علامات فقدان الوزن رغم زيادة الشهية، وأن يكون جائعا دائما أو أن يتناول الطعام في كثير من الأحيان، وأحيانا قد يفقد الأطفال الأصغر سنا الشهية.على الرغم من شرب الكثير من السوائل، قد تبدو علي طفلك أعراض الجفاف، مثل جفاف الجلد، أو جفاف الفم أو التعب والارهاق. قد يصاب طفلك بحطة الحفاظة التي لا تستجيب للعلاج المعتاد. أو إذا اصيب طفلك بجرح، لا يلتئم بسرعة. في بعض الأحيان، إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعا جدا، فإن الطفل قد يصاب بالقئ المستمر، وخاصة إذا كان مصحوبا بضعف أو نعاس. بعض الأطفال يصابون بآلام في المعدة، أو بالصداع أوتعكر المزاج. وسنتناول في العدد القادم من “صحتك” مضاعفات داء السكري، وكيفية إدارتها عمليا والتعامل مع مرض السكري في الأطفال .