رحل شيخ الصحفيين.. رحل العملاق.. فاجأني نبأ رحيله.. بالأمس فقط وضعت على جبينه قبلة.. وهو ينتظر الباص لنقله إلى منزله.. قلت له كيف شيخنا؟ كنت أناديه بهذا الأسم وكثير من الزملاء ينادونه بشيخ الصحفيين يعجز القلم عن كتابة أسطر لهذا العملاق الذي رحل.عرفته منذ 1984م في أول زيارة لي لعدن.. كنا وفداً من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع تعز.. كنا ثلاثة أنا والأخ عبد الكريم المرتضى والشاعر الأخ أحمد المجاهد.. كان معروف حداد من بين المستقبلين لنا.. أخذ منا مقابلة لصحيفة 14 أكتوبر.. ثم خبر إلى الإذاعة.. ما زلت محتفظاً بتلك المقابلة.. ثم أذيع الخبر في الإذاعة (بأنباء وتقارير).. هذا البرنامج الذي أسسه معروف حداد وما زال مستمر حتى الآن..بالأمس فقط ذكرته عن أشياء نفدت من ذاكرته دار معه الشريط القديم وتذكر تلك المواقف.مات العملاق الشيخ الكبير صاحب القلب الطيب.في أحد الأيام وفي بداية فبراير من هذا العام.. أتفقت مع الأخ هاشم عبدالعزيز على لقاء حول حصار صنعاء.. قال في بوقة موضوع مهم.. أعطاني هاشم عبدالعزيز الوعد.. وفي اليوم الثاني لم أجد هاشماً وجدت معروفاً.قال أنا أعرف عمن تبحث.. أنك تبحث عن الميت الحي .. أخرج ضحكة هادية رصينه.. قال سيأتي نبأ موته خرجت يومها أبحث عمن أريده..لقد كانت حياة معروف حداد مليئة بالحيوية والنشاط لم يبخل يوماً بتقديم المشورة لأي زميل.. وقلمه إلى أخر نفس- في صحيفة 14أكتوبر.أسم نحت في صحيفة 14أكتوبر ولن ينساه أحد أبداً في أحد الأيام كنت كتبت كلمة ونصف.. وإذا باسم معروف يطلع بدلاً من اسمي.. ضحك يومها و قال: أنا وشكيب هكذا نتلخبط بالأسماء.مات شيخ الصحفيين.. تعازينا إلى أسرته ومحبيه وأصدقائه."إنا للّه وإنا إليه راجعون"القاص/ عبدالإله سلام