الأطباء الأجانب يساهمون في علاج المرضى بغزة المحاصرة
فلسطين المحتلة/رويترز/وكالات:قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها ستعلق توزيع مساعداتها الغذائية للفلسطينيين بسبب استنفاد شاحناتها للوقود.وقال الناطق باسم الوكالة كريس غونيس أمس «لقد استنفدنا مخزوناتنا من الوقود, وبالتالي نحن مجبرون على وقف توزيع الغذاء لـ1.5 مليون ساكن في قطاع غزة».وتوقع غونيس أن يكون الوضع الإنساني في القطاع «رهيبا» وقال إن نفاد الوقود يؤثر كثيرا على برامج الوكالة التعليمية والاجتماعية.، غير أن الناطق باسم أونروا قال إن تعليق توزيع المساعدات سيسري مساء عندما تستنفد الشاحنات وقودها تماما, لا صباحا كما ذُكِر سابقا. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات فقط من قرار إسرائيلي بإغلاق معبري كارني وناحال عوز, وهما معبران يمر خلالهما الجزء الأكبر من الوقود والمساعدات الغذائية والطبية التي يتلقاها القطاع.وهذه ثاني مرة خلال أسبوع تعلق فيها الوكالة مساعداتها بسبب إغلاق إسرائيل المعابر.ويواجه القطاع أزمة وقود حادة بسبب الحصار الإسرائيلي وإضراب الموزعين. وأصدرت الوكالة إعلانا مماثلا الأسبوع الماضي ولكنها حصلت على إمداد متأخر لبعض الوقود.وأفادت جمعية أصحاب محطات وشركات الوقود الفلسطينية أنها دخلت في إضراب للاحتجاج على القيود الإسرائيلية على الإمدادات مما خفض بشكل حاد كمية الإمدادات.على صعيد متصل نجحت جهود أطباء أجانب بالتنسيق مع مؤسسات طبية أهلية فلسطينية في إنقاذ حياة الكثير من المصابين والمرضى في قطاع غزة بعدما تقطعت بهم سبل العلاج جراء ضعف الإمكانيات العلاجية ومنع المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج.ويتطلع القائمون على برامج تنسيق استقدام الأطباء المتطوعين إلى مشاركة أطباء فلسطينيين وعرب للمساعدة في تحسين الواقع الصحي، وسد التراجع في أعداد الطواقم الأجنبية الوافدة إلى غزة مؤخرا جراء تحذيرات وزارات خارجية دولهم من مغبة القدوم إلى غزة إثر تردي الأوضاع الأمنية وتصاعد هجمات الاحتلال هناك.وأكد المختص في جراحة المسالك البولية البروفيسور الأسترالي بادي ديوان الذي شارك في البرنامج أن تردي الأوضاع الصحية لـ272 طفلا ومصابا أشرف على معاينتهم، ناجم عن قلة الإمكانيات والأدوات الطبية الملائمة أقلها نوعية الخيوط المحلية المستخدمة في إجراء العمليات.وأضاف ديوان الذي أجرى 150 عملية جراحية لأطفال ومصابين في مستشفى العودة شمال القطاع أنه لمس أن صعوبة الأوضاع المعيشية والحياتية لذوي المرضى تجعلهم غير قادرين على عرض أبنائهم على الأطباء في المراحل الأولى من المرض.وحذر من مغبة انعكاسات الحصار على الرعاية الطبية المقدمة للمرضى وتزايد نسب النقص في العلاجات والمعدات الطبية اللازمة لمعالجتهم.أما منسق مشروع «علاج الأطفال أولا» التابع لاتحاد لجان العمل الصحي رياض العدسي فأشاد بجهود الأطباء الأجانب في مجال العمليات لجراحية المتخصصة.وأوضح أن منع المرضى من السفر إلى الخارج ضاعف قائمة المرضى الذين ينتظرون فرص إجراء عمليات جراحية من قبل أطباء متخصصين غير متوفرين في قطاع غزة.ولفت إلى أن قائمة المرضى ممن هم بحاجة إلى عمليات جراحية لم تستكمل رغم مواصلة الجراح الأسترالي المتخصص إجراءه للعمليات منذ وصوله إلى غزة وعلى مدار سبعة أيام متوالية.وبشأن الدوافع التي تدفع المتطوعين للقدوم إلى غزة، قال رئيس قسم التخطيط والتنمية بمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي أكرم السطري إن معظم الأطباء المتخصصين الوافدين إلى غزة هم من المناصرين لحق الشعوب للعيش بحرية وكرامة.وأشار إلى أن قدوم المتطوعين يحتاج إلى جهود واتصالات مكثفة وتحضيرات معقدةً عبر التنسيق المضني مع المؤسسات الخيرية الطبية التي يعملون فيها، لافتاً إلى أنه غالباً ما تكلل تلك الجهود بالفشل نظراً لصعوبة الأوضاع الأمنية وإجراءات الاحتلال التي تعيق وصولهم.وأكد السطري أن زيارات المتطوعين إلى غزة ساهمت في إنقاذ حياة الكثير من المرضى والمصابين، ونجحت في تدريب وبناء قدرات طواقم طبية كان لها الفضل في إجراء تدخلات جراحية ناجحة.