خاطرة : من نتاجات الواعدين
غداً ترحل عني ويرحل معك الصفاء والهناء وحلاوة الشهور وسعادة الأيام.غداً ترحل عني ويسقط بعدك صامتاً عصفور صغير تعلق بغصن الأمل صباحاً ومساءً.غداً ترحل عني واركض بعد رحيلك شوقاً أبتغي حاجياتك استنشق فيها عبيرك الفتان...غداً يسافر كل شيء معك مختبئاً في حقائبك وثيابك وعطرك... غداً يرحل قلبي معك تاركاً لي نبضه الضعيف ورحيلك المخيف..غداً يذهب بصري نحو دارك حيث كنتُ تُقيم لأرى نافذة حجرتك مظلمةً أضاءَ نورها وجودك وأطفأ نورها رحيلك..غداً أرى حجرتك عديمة الحياة...غداً أمرَّ قرب دارك وتحت نافذتك لأذكر أيامنا الحلوة أنا وأنت...هناك سوف أجلس وحيدة أثرثر لكل الجمادات التي حولي بأنني كنتُ أسعد إنسانة على وجه الأرض قبل رحيلك عني..هناك سيعذبني الصمت الحزين والأبواب الموصدة والظلام الكثيف...هناك يا حبيبي ستهج بي الذكريات..وأرى بعيني الباكيتين عينيك الضاحكتين...غداً سيدي ستطول المسافات فيما بينك وبيني...سوف تبعدك عني الأزمان وتبعدني عنك الأقدار...سوف أشتاق إلى البلد التي طبعت على أرضه آثار قدميك.وخالط نسيمه أنفاس رئتيك ولامس هواه شفتيك...غداً حبيبي سأفقد رؤية بهاء الألوان ليعود البياض سواداً...غداً سأظل ساهرة حتى مطلع الفجر أتذكرك برغم الأحزان والآهات التي خلفها رحيلك عني.سوف أظل أحبك ما دام قلبي ينبض ولم يتوقف عن لخفقان...سوف أبصر مستقبلك المشرق هنا وهناك لأنّ إرادة الحب أقوى من مسافات البُعد أيها الفارس المنتظر.سوف أبصر مستقبلك الناجح ونجمك الساطع...هكذا حبيبي سيظل حبي مصدر خير لك إلى الأبد...ويجب أن تعلم جيداً بأنني سأظل أحبك سواء كنت لي أم لغيري...