الانتظار
كالمعتاد... وصلت هي أولاً ... وكان عليها أن تنتظره كل مرة.. وهذه ليست المرة الأولى .. بل تكرر هذا المجيئ..كل مرة .. فلا تكترث بمسألة انتظاره.. إلا أنها هذه المرة عبرت في استياء عن حنقها .. بزفرة مليئة بكثير من الانزعاج الشديد الممزوج بالشكوك!!!تطلعت بعينيها الحائرتين إلى ساعة يدها.. ثم عادت تتطلع إلى الطريق .. لعل وعسى يظهر!! وإذا بها تتمتم بكلمات مع نفسها .. إنه لا يحترم أية مواعيد .. حتى في عمله يصل متأخراً !! وهي على عكس طباعه تماماً .. تصل دوماً في موعدها .. وهكذا تظل في الانتظار .. لكنها هذه المرة .. ولأول مرة .. منذ بدأت علاقتهما شعرت نحوه بالسخط والغضب .. لماذا تحتمله هي دوماً ؟ لماذا تحتم قواعد التعامل أن تدلل النساء (الرجال ) قبل الزواج؟هكذا تكاثرت التساؤلات في أعماقها .. في لحظة استياء .. وفي أعماقها انفجرت ثورة.. لا.. لن أنتظره هذه المرة.. لقد التزمت بكل المواعيد لكل المرات السابقات .. إذن عليه هذه المرة أن يدرك النتائج وعواقبها بنفسه!!!وفي حزم اندفعت تغادر مكانها في غضب .. وعبرت الطريق في عصبية ظهرت على ملامحها .. ليرتفع في خطواتها المتسارعة صرير إطارات سيارة.. تحتك في الطريق بقوة مع محاولة ( صاحبها ) .. إيقافها في عنف شديد .. لتعقبه صوت ارتطام السيارة.بجسم لدن .. لتشعر هي .. بالصدمة .. ثم تلاشى شعورها بالألم بغتة وراحت .. روحها لتفارق جسدها في نعومة وهدوء.. محلقة نحو الدنيا الأبدية!!! العجيب .. أنها لم تشعر برهبة الموت .. حينئذ .. بل كل ما شعرت به هو السخط لأنه حتى في هذا ستهب هي أولاً .. وسيكون عليها الإنتظار لقلب اينبض!!!