دلفت إلى تلك الدار فإذا بها مليئة بالأشجار الوارفة تحيطها أشبه ببساتين ساحرة من السكينة والطمأنينة وراحة البال، تبدو كدليل على تحضر الإنسان، والتي خصصت للساكنين..ولكن.. وراء كل باب من أبواب تلك السدار تعيش حكاية مرة إن لم تكن لاذعة، قصة تحكي عقوق أبناء تصلبت بل تحجرت قلوبهم فهي كالصخر بل أقسى، تتشابه الروايات وتتلامس بل تكاد تتشابك خيوطها لتصب في النهاية في بركة لجة اسمها "العقوق".شيدت تلك الأماكن بعدما نسي الناس المثل القائل "من ليس له كبير فليشتر كبيراً ليستفيد من حكمته وخبرته" ربما لم ينسوه بل استبدلوه بآخر يقول "من لديه كبير فعليه إلقائه في مكان بعيد".ربما كانت دور المسنين تقوم بعمل إنساني نبيل يقصد به رعاية المسنين - ولا أحد يفكر في صعوبة ذلك - لكن ألا يضجر الإنسان من تلك الوحدة القاتلة؟ يسأل :دفء الأسرة. فتجيب الوحدة : استبدلت بحطام دنيا فانية.لقد اصبحت تلك الدور أشبه بحضانات أطفال : فهذه تجهز الطفل للخروج بحيوية وقوة للدنيا، أما تلك فتجهز المسن للخروج من الحياة بعد محن مريرة..لماذا الصد يا ولدي أن يكون جزائي بالصد فأذكر أياماً كنت بها طفلاً تتمشى فوق يديانتهى مشوار الرحمة والمعروف.. أين من يهدئ من روع تلك الأنفس التي أضناها الكد وأعياها السهر؟!! إسلامنا قد كان سباقاً إلى رعاية المسن وإكرامه بتوفير الحياة الكريمة له والأصل في هذا الأمر احترام إنسانية الإنسان مهما كبر سنه وتدهورت صحته حتى لا يحرم من شعور الأمان الذي يدفئه " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". الطالبة :خديجة محمود ياسين
الوجه الآخر لجحود بني آدم
أخبار متعلقة