- صرخةٌ لم توجع القلب فقط، بل تحرق الجسد، جسد كل عربي ومسلم، وهو يشاهد عبر الفضائيات صباح مساء، القصف الذي تتعرض له مدن لبنان وفلسطين من قبل الآلة العسكرية للجيش الإسرائيلي التي لا تعرف لغة غير لغة قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، لغة الاحتلال واغتصاب الأرض وحرق الزرع والضرع والتمتع بصور الدمار وتصاعد الدخان والأجساد المحترقة تحت الأنقاض.- صرخةُ أطفالٍ ونساء وشيوخ لبنان وفلسطين ارتفعت ليسمعها العالم كله دون مكبرات صوت تقول :- أوقفوا العدوان .. نحن تحت الأنقاض"، نحن نحب السلام، وغصن الزيتون، ونعانق شجرة الأرز، شهادة ميلادنا وطن لن نبيعه حتى وإن هددونا بتمزيق أجسادنا.. نحن من دون سلاح نقاوم عدواناً شرساً يريد أن يبعدنا عن وطننا بعد أن استباح الأرض بقوة السلاح الذي يملكه ولا نملكه، يريد أن يمحو هويتنا.. يريد أن يسرق الابتسامة من شفاهنا والنور من عيوننا.. نحن وأمام مرأى ومسمع العالم وصمت الأشقاء، نعيش اليوم تحت الأنقاض بعد أن أنهارت على رؤوسنا منازلنا بفعل جبان لا يفرق بين الأطفال والرجال الذين يواجهون بصدورهم مدافع وطائرات ودبابات ورشاشات العدو الإسرائيلي.. فأوقفوا العدوان .. فلبنان لن يستسلم وفلسطين لن تركع."- هكذا هي المشاهد التي لا تُفارق عيوننا صباح مساء، وهذا هو الصوت الذي نسمعه طوال اليوم ونحن عاجزون عن تلبية نداء الاستغاثة في صرخات الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين الساكنة في قلوبنا ولبنان العربي الذي يعاقب اليوم بدلاً عن الآخرين.. لبنان حمامة السلام أريد لها أن تسكن فوق فوهة مدفع.. لبنان النازف اليوم دماً يحرق القلب ويدمع العين.. ويهز الضمير.- وفي مقابل المشاهد الحزينة والمؤلمة هناك وبشهادة لبنان وفلسطين قبل الآخرين، يأتي مشهد اليمن بشعبه وقائده وهو يمزج صرخة المعاناة من الأشقاء في لبنان وفلسطين مع دمه العربي القومي ليتدفق هذا الدم دعماً وتضامناً مع اخوانه في مواجهة العدوان.. الموقف اليمني المتجسد في دعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية منذ أول أيام العدوان على لبنان، إلى عقد قمة عربية طارئة تبحث وبمسؤولية قومية خطورة الأوضاع في المنطقة في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وبلورة موقف عربي موحد إزاء تلك التطورات، إلى جانب المسيرات الشعبية العارمة التي شهدها عدد من المحافظات اليمنية ومنها العاصمة صنعاء منددة بالعدوان والداعية إلى فتح المجال لتطوع الشباب اليمني للمساهمة في الدفاع عن لبنان وفلسطين من عدوان همجي شرس لا يحترم قرارات الشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي المطالبة بردعه.. عدوان يجد من يدعمه من قبل دول كبرى لا تكيل بميزان العدل.- ولعل ما صرّح به أمس الأول فخامة الأخ رئيس الجمهورية لأسبوعية 26 سبتمبر حول موقف اليمن من هذا العدوان دليل على مصداقية المواقف اليمنية إزاء القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية.- ومن نافل القول إنّ اليمن وقائدها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح سيظل متمسكاً بموقفه العربي الرائد الذي يدعو إلى تعزيز القدرة العربية لإنهاء الاحتلال في فلسطين ولبنان وحقنا كعرب ومسلمين أن نتضامن ونتوحد في وجه أي عدوان يهدف إلى المساس بكرامتنا وسيادتنا.- لبنان لن يموت وفلسطين لن تركع واليمن لن يوقف دعمه وتأييده للأشقاء مهما كانت التحديات.- حمامة السلام لن تبقى أسيرة المدفع وغصن الزيتون لن يُكسر.. وشجرة الأرز لن تُقلع.. والحب في دواخلنا لن يموت.. لن يموت.