اسكندر عبده قاسم كثير من الناس يجهلون معنى التربية والتعليم .. حيث صارت العملية التربوية والتعليمية عبارة عن جسد مقسوم الى نصفين فلم تستطع المدرسة ان تحقق اهدافها التربوية والتعليمية فكانت الفجوة عميقة بين البيت والمدرسة لعدم وجود تواصل دائم بينهما ؟!وحتى مجالس الاباء لم تعد قادرة على فهم عملها ودورها لان حضورها اصبح هامشياً ولم يطلب منها تفعيل دورها والوقوف بحزم امام السلبيات والمعوقات التي تعترض سير العملية التربوية والتعليمية حيث اصبحت المدرسة عبارة عن شبح مخيف بالنسبة للطلاب .. فلا معلم قادر على جذب الطلاب للدرس ولا طالب قادر ان يستوعب الدرس .. للجمود الموجود في عملية ايصال المعلومات للطلاب وما اعنيه هو عدم مقدرة طاقم التوجيه الفني على ارشاد المدرس الارشاد العلمي الصحيح في اختيار الطرق الصحيحة لايصال الدرس للطلاب والى الان لاتوجد طرق صحيحة موحدة في هذا الجانب حيث اصبح المدرس عبارة عن محاضر وخاصة في مرحلة التعليم الاساسي حيث لابد ان ينزل المدرس الى مستوى الطلاب وادراكهم الذهني وكأنه ممثل على خشبة المسرح يشتاق اليه الطلاب حال قدومه للصف فلكل مادة طريقة خاصة وهذا يعود للتحضير الجيد للدرس ووسائل الايضاح المعدة لتقديم الدرس . ان الادارات المدرسية وسوء اختيارها هو في الواقع امر مهم في نجاح العملية التربوية والتعليمية حيث اصبحت الادارات المدرسية ومع الاسف الشديد معزولة عما يجرى في الصف وعملها الوحيد هو التواصل مع ادارة التربية بالرسائل والمراسلات والتي تحتوى على الارقام والخطط المكتوبة وكل شيء على مايرام وادارات التربية حضورها اصبح في المناسبات وفي الحفلات والاحتفالات في اليوم المدرسي وبعد ذلك لايأتون لتلمس هموم ومشاكل المدرسين والطلاب ولاتراهم الا في وقت توزيع النتائج او في وقت زيارة مسؤول كبير في الوزارة ولبعض المدارس النموذجية والتي يختارونها لهم حين نزولهم . ان واقع التربية والتعليم مؤلم في بلادنا .. ومستوى الطلاب متدن جداً .. وظاهرة الغش اصبحت هي التي تدفع بالطلاب الى النجاح على الرغم من وجود طلاب اذكياء وناجحين لكنهم يصطدمون بهذا الواقع المؤلم فنراهم يعانون حالات نفسية تحد من ذكائهم وتفوقهم وتعيقهم كثيراً عن مواصلة تعليمهم في المدارس الحكومية فيلجأون الى المدارس الاهلية الخاصة لوجود رقابة وادارات مدرسية صارمة فيها .ان تربية الطفل تبدأ من البيت ثم تنتهي بالمدرسة .. اذن فلابد ان يكون هناك تواصل مستمر بين البيت والمدرسة ولابد من استدعاء اولياء امور الطلاب الذين مستوياتهم ضعيفة ودائمي التغيب عن المدرسة حتى يستطيع المدرس ان يعرف الاسباب والمسببات التي ادت الى ذلك ؟!فاذا اردنا للتربية والتعليم النجاح والاستمرار في اداء واجبها الانساني نحو النشء فعلينا تهيئة الاجواء والمناخ الملائم لازدهارها وتطورها واذا نظرنا الى واقعنا التربوي والتعليمي في اليمن لوجدنا انه يجب ان نضع حداً لهذا التسيب ولهذه الفوضى التي اعاقت العملية التربوية والتعليمية عن تحقيق اهدافها الانسانية النبيلة مواكبين كل تطور وكل تحديث فيها من حولنا . ان عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بكوادر ورجالات التربية والتعليم في بلادنا من حيث الاستفادة من خبرتهم وكفاءاتهم والاخذ بآرائهم هو ايضاً احد الاسباب التي عرقلت العمل التربوي والتعليمي فلابد من تبادل الخبرات في المدارس ولابد من معاينة مدير المدرسة ومدير التربية للحصة الدراسية وطريقة ادائها على النحو الصحيح وهنا نستطيع ان نقيم العمل التربوي والتعليمي وعلى ارضية الواقع ونعرف كيف نصنع المدرس القادر على اداء واجبه الانساني والوطني وعلى اكمل وجه ؟!اخيراً ان الحديث حول هذا الموضوع طويل وشيق ويحتاج الى تكاتف الجهود فالمسؤولية تقع على الجميع وحتى اجهزة الاعلام عليها ايضاً المشاركة الفاعلة من اجل اخراج التربية والتعليم من هذا النفق المظلم وسوف نواصل الكتابة عن التربية والتعليم اخذين بالرأى والرأى الاخر مستفيدين من ذوي الخبرات والكفاءات في هذا الجانب ليتسنى للمسؤولين معرفة امور كثيرة تهم هذا العمل الانساني قد غاب عن اذهانهم .. فنحن وخبراتنا الطويلة وكفاءاتنا العملية سوف نساهم في هذا الجانب كثيراً وننتظر دعوة كريمة من ذوي الشأن ؟!
كيف نفهم التربية والتعليم ؟!
أخبار متعلقة