فلسطين المحتلة / وكالات :حرم محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية أمس الاثنين الاقتتال الفلسطيني بين أنصار حركتي فتح وحماس الذي سقط فيه العديد من القتلى من الجانبين.وقال حسين في مؤتمر صحفي في رام الله أمس الاثنين “نحرم الاقتتال الداخلي ونجرم كل شخص يقتل أخاه المسلم ظلما ونعتبره خارجا عن الوحدة الوطنية وعن تعاليم ديننا الحنيف.”وقال “كل من يساهم في القتل أو يرسل أحدا ليقتل أو يتكلم بكلمة تساهم في القتل سيحاسب على هذه الجريمة.”وأضاف “إن من يصدر له الأمر بالقتل يجب أن يرفضه.”وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس لليوم الرابع على التوالي مواجهات دامية بين أنصار فتح وأنصار حماس التي تتولى الحكم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.ولم تفلح الجهود العربية والمحلية حتى الان في إحتواء الوضع المتفجر في قطاع غزة والذي يرى المراقبون أنه ينذر بالانزلاق الى حرب اهلية.وقد قبلت حركتا فتح وحماس دعوة وجهها يوم الأحد العاهل السعودي الملك عبد الله الى الفرقاء الفلسطينيين لعقد اجتماع في مكة لبحث خلافاتهم وانهاء الاقتتال الداخلي.الا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الجانبين ويسقط فيها المزيد من القتلى. في غضون ذلك ناشد صحفيون فلسطينيون الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية وجميع القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية اتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات بحق الصحفيين ومؤسساتهم، ومن أجل وقف الاقتتال الداخلي فورا.وطالب الصحفيون في رسالة للرئيس الفلسطيني والقيادات السياسية الفلسطينية التدخل لإنهاء حالة الانفلات الأمني والسياسي “التي تهدد بشكل خطير وغير مسبوق مكتسبات الشعب وقضيته وتهدد هدفه النبيل في تحقيق تطلعاته الوطنية”.وكان نحو ثمانين صحفيا فلسطينيا قد عقدوا مؤتمرا في أريحا نظمته شبكة “أمين” الإعلامية (أنترنيوز) تحت عنوان “نحو إعلام فلسطيني وديمقراطي.. دور الإعلام المحلي في الأزمة الداخلية”.وأكد الإعلاميون الفلسطينيون أنهم سيظلون مخلصين لقضية شعبهم، متمسكين بأهدافه ومدافعين عن حقوقه الوطنية المشروعة. وقالوا في رسالتهم “سنتمسك بمواصلة مهمتنا في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة بحق شعبنا، وفي الوقت نفسه سنظل مخلصين ومتمسكين بالمهنية والموضوعية أثناء قيامنا بمهامنا الصحفية، وحرصنا على تقديم الحقيقة والحق المقدس في التعبير عن الرأي مهما كلفنا الأمر من تضحيات”.وشدد الإعلاميون على أنهم ينطلقون “من الشعور بالمسؤولية وبالقلق الشديد في آن معا، لما تتعرض له حرية الصحافة وحرية الرأي من مخاطر كبيرة وجدية نتيجة الاعتداءات والتهديدات المتكررة الموجهة للصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية والصحفية من أطراف فلسطينية معروفة لدى الجميع تعمل في وضح النهار وكأنها فوق القانون والمحاسبة”.وتابعت الرسالة “ومما يؤسف له أن التهديدات تأتي من قوى وفصائل فلسطينية ومن قادة سياسيين من مختلف التيارات السياسية يجب أن يكونوا أحرص من غيرهم على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير لأنها وقبل كل شيء تصب في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني الذي له كل الحق في الاطلاع على الحقيقة كاملة في إطار مهني وموضوعي”.وكان المؤتمر قد شهد نقاشا طيلة ثلاثة أيام بشأن أداء الإعلام الفلسطيني الراهن وحول قضايا المهنة والهم الداخلي الذي انعكس على أدائهم من خطف وقتل وتعذيب وتهديد.في سياق اخر توفي ضابط أمن فلسطيني امس متأثرا بجروح أصيب بها خلال الاشتباكات بين أنصار حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تتواصل في قطاع غزة. وقالت مصادر طبية إن “محمد جابر أبو قاسم (23 عاما) وهو أحد أفراد الأمن الفلسطيني توفي فجرا بعد إصابته بجروح في الاشتباكات التي وقعت بغزة أمس الاول، مما يرفع إلى 32 حصيلة القتلى في المواجهات المستمرة منذ مساء الخميس.وفي سياق متصل قتل مسلحون عبد محمد أفندي (57 عاما) الضابط في الأمن الوطني الفلسطيني في حي الرمال بغزة بعد أن أوقفوا سيارته وأطلقوا عليه النار.وقبل الأفندي بساعات قتل ناشط في حماس بمدينة غزة بينما قتل فلسطيني آخر لم تعرف هويته في المواجهات التي دارت بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد منتصف الليل.ورغم استمرار المواجهات نجحت جهود الوساطة في إقناع حركتي فتح وحماس في إطلاق سراح المختطفين الثمانية من الحركتين في خان يونس. فقد أفرج مسلحون من حماس في غزة عن قائد قوات الأمن الفلسطيني في المحافظة الوسطى بالقطاع وقائد الكتيبة الرابعة من القوة نفسها.كما أطلق مسلحون من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح سراح فياض الأغبر عضو مجلس بلدية نابلس بالضفة الغربية. في حين لا يزال عدد من المختطفين رهن الاحتجاز لدى الجانبين .