أكدت الدراسات والاستبيانات والبحوث التربوية عن تعليم الفتاة اليمنية التي أجريت مؤخراً إن نسبة إلتحاق الفتيات بالمدارس والجامعات ارتفعت بشكل واضح في السنوات الثلاث الماضية وازدياد عدد المدارس الخاصة بالبنات عما كان في السابق وهذا يدل على اهتمام القيادة السياسية ممثلة بالمعلم الأول الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي دعم وشجع المرأة اليمنية ومنحها كامل حقوقها وحريتها حتى أن المرأة شغلت مختلف الوظائف في كافة المجالات السياسية التشريعية والتربوية والاجتماعية وفي كل المؤسسات الوطنية المختلفة وبهذا فإن القيادة السياسية الحكيمة عملت على تطبيق الشريعة الاسلامية التي فرضت العلم على كل مسلم ومسلمة فجاءت أول آيات القرآن الكريم تأمر بالعلم وتحث عليه .قال تعالى :" اقرأ باسم ربك الذي خلق " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وكذا تطبيق نصوص الدستور اليمني والذي مصدره الاساسي الشريعة الاسلامية والدستور الذي ينص على أن التعليم مجاناً للجميع من ذكور وإناث على حد سواء دون استثناء ، كما أن الجهود الحثيثة التي تقوم بها قيادة وزارة التربية والتعليم ممثلة بالاستاذ الدكتور / عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم ونائبه الاستاذ الدكتور / عبدالعزيز صالح بن حبتور قد أثمرت عن زيادة المعدل العام لإلتحاق الفتيات بالمدارس الى 63%.إلاّ أن المشكلة التي لا تزال قائمة هي وجود محافظات ترتفع فيها نسبة تعليم الفتاة الى أكثر من 70% ولكن هناك عدد كبير من أفراد المجتمع اليمني من آباء وأمهات جهلوا هذا التوجيه الإلهي فحرموا بناتهم من الذهاب الى المدارس للتعليم بدون أي مبرر سوى أنهن نساء ونسوا أهمية تعليم المرأة والمردودات الايجابية التي ستعود على الاسرة والمجتمع ومساهمتها في بناء وتطوير اليمن الحديث الذي يتسع للجميع ونسوا كلام الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم التي تحث على تعليم الرجل والمرأة دون تخصيص .ولكننا لا نعاتب ونلقي اللوم على كل أولياء الامور في اليمن جميعاً فهناك أولياء أمور في أغلب المحافظات والمديريات والمناطق الريفية يشجعون ويدعمون بناتهم على التعليم والدفع بهن الى المدارس والجامعات للتعليم .بينما تخفض هذه النسبة إلى أقل من 10% في بعض المحافظات.وهذا نتيجة لظروف اجتماعية مثل ان يكون الاب فقيراً لا يستطيع ان يتحمل عبء الدراسة وحاجيات الأسرة الأخرى مما يجعله يلزم ابنته بالذهاب إلى الرعي والزراعة والتحطيب وجلب الماء من مسافات بعيدة لكي تساعد على زيادة دخل الأسرة الريفية وكذا جهل أولياء الأمور بأهمية تعليم الفتاة والذين يرون ان المرأة لا تكون الا ربة بيت ودورها المطبخ وتربية الأطفال ولا يحق لها الذهاب إلى المدرسة للتعليم وهذا يمثل عائقاً كبيراً أمام تعليم المرأة والقضاء على الأمية والجهل والتخلف.والأسباب التي تؤدي إلى قلة التحاق الفتيات بالمدارس هي:1-الجهل والتخلف والأمية عند بعض أولياء الأمور من آباء وأمهات.2-الفهم الخاطئ للعادات والتقاليد عند أولياء الأمور وهذا سبب أساسي وعائقاً أمام تعليم المرأة اليمنية واندماجها في المجتمع.3- عدم توفر المدرسات والمدارس الخاصة للبنات في المناطق الريفية، وهذا سبب ساعد على عدم دفع أولياء الأمور ببناتهم الى المدارس للتعليم بحجة اختلاط المرأة بالرجل في المدارس المختلطة.4- الفقر وهذا عامل آخر ساعد على عدم دفع أولياء الأمور ببناتهم إلى المدارس للتعليم.ولكن يمكن معالجة هذه الأسباب بتضافر جهود الجميع من قبل القيادة السياسية والتربوية والمنظمات الدولية والسلطات المحلية والعلماء والمثقفين والمعلمين والمعلمات وخطباء المساجد والاباء الأمهات وأفراد المجتمع ومشايخ وعقال الحارات والقرى حتى نتمكن من رفع نسبة تعليم المرأة اليمنية والقضاء على الأمية والجهل وذلك بالعمل على تنفيذ التالي:أولاً: توسيع وبناء مراكز محو الأمية وتعليم الكبار في القرى والمدن وتشجيع الأميين على الالتحاق بصفوف محو الأمية واعفاؤهم من الرسوم وتوفير الكتب والدفاتر والاقلام مجاناً لكي نتمكن من القضاء على الأمية والجهل عند أولياء الأمور من آباء وأمهات.ثانياً: تصحيح الفهم الخاطئ عند أولياء الأمور للعادات والتقاليد العمياء التي تحرم تعليم المرأة وذلك بتوعيتهم بأهمية تعليم الفتاة ونشر الوعي في أوساطهم عبر حلقات ومنابر العلماء وأئمة وخطباء الجوامع والشخصيات المهمة وعبر وسائل الإعلام المختلفة "المسموعة والمرئية والمقروءة" مستشهدين ومستدلين بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تحث على تعليم المرأة وتقديم صورة واضحة لموقف الإسلام من تعليم المرأة.ثالثاً: بناء مدارس خاصة للبنات في المناطق الريفية وتوفير المدرسات، وهذا من مهام الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم والصندوق الاجتماعي والمنظمات الدولية الداعمة لتعليم الفتاة والمجالس المحلية والتجار والمؤسسات التجارية وأبناء الوطن الخيرين.رابعاً: اعفاء طالبات المناطق الريفية من الرسوم وثمن الشهادات والكتب المدرسية وصرف تغذية عينية للجميع دون تمييز بين ريف على ريف أو طالبة على طالبة أخرى.ومما لا شك فيه ان هذا يشجع أولياء الامور للدفع ببناتهم الى المدرسة للتعليم ويساعد نسبياً على التغلب على عامل الفقر.فاذا تم معالجة هذه الأسباب فبالتأكيد سوف ترتفع نسبة تعليم المرأة اليمنية ويتم القضاء على الأمية والجهل.[c1]عبدالكريم الحصن [/c]
تعليم الفتاة.. تطور مستمر
أخبار متعلقة