صبـاح الخـير
يحق لكل فلسطيني وطني شريف أن يقولها اليوم قلتم لنا إن الدم الفلسطيني خط أحمر، وإن الاقتتال محرم، ونحن نتحدث مع الأشقاء العرب الذين يدهم على قلوبهم خوفاً من وقوع مثل هذا الحدث، ونقول لهم لا تخافوا ونكرر ماتقولون في كل يوم بل في كل ساعة، ولكن اسمحوا لي ياسادة القوم أن أقول لكم بإنكم اخترتم هذا الخط الأحمر والاقتتال يجري كل يوم ولكن (بالقطاعي) وتحت مسميات وأعذار لا أول لها ولا آخر ولا تقنع أحداً من شعبنا الفلسطيني وجماهيرنا العربية، ولم نعد قادرين أن نفهم إلا شيئاً واحداً (صراع على السلطة) وتنازع على الصلاحيات بين رئاسة ورئاسة وزراء، ومن يدفع الثمن ؟.الكل يتهم الكل، واسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من الأحداث.اسرائيل وحدها تقطف ثمار ما زرعته من عملاء في صفوف الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل، عملاء اسرائيل هم من يشعلون نار الفتنة بين الفصائل المتقاتلة، هم من يرشدون العدو على مكان وتحرك المناضلين، هم من يعملون على خلق التوتر في الساحة الفلسطينية بارتكاب المخالفات والصاقها للفصائل، هم من يقومون بالاعتداءات المتكررة على المؤسسات الحكومية، وإلا لمصلحة من أن تشعل النيران في مقر رئاسة الوزراء والمجلس التشريعي، هل هم ملك لحركة حماس أم للشعب الفلسطيني؟، هل حماس قامت ببنائهم إن كان العمل موجه ضد حماس؟ولماذا تحاصر مقرات الأمن، حتى ولو حصل تجاوز من بعض أفرادنا، من المسؤول بعد ذلك عن اصلاح مادمر وصرف بأموال من؟إذا كنا نعاني من الحصول على أموال لدفع الرواتب والنفقات على الحكومات الأساسية، ولم نتمكن، فكيف سنحصل على أموال لننفقها على ما ضرب؟وإلى متى سيسمح البعض لنفسه التحدث باسم الشعب الفلسطيني وهناك ما يزيد على ستة ملايين لاجئ في الشتات؟، أليس من حق هؤلاء أن يقولوا كلمتهم حيال ما يجرى في الساحة الفلسطينية؟ أليس من حق هؤلاء أن يمثلوا في القرار الفلسطيني الوطني وفي ما يقرر بشأن مستقبلهم؟، أليس من حق هؤلاء أن يشاركوا في كل الانتخابات حيثما أمكن وتوفرت الظروف خاصة وأن العدد الأكبر من هؤلاء مازال يعيش في مخيمات اللجوء المعروفة؟تتحدثون عن الحوار، وترفضون الدعوات الصادقة من الأشقاء العرب للحوار وفي مقدمتهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.تتحدثون عن الحوار وتضعون أوراقاَ وشروطاً وسقفاً مسبقاً للحوار. أي حوار هذا مقيد بكل هذه السلاسل؟يوجد مثل يقول: "الذي لا يريد أن يزوج ابنته يرفع مهرها" وخلاصة القول المطروح هو رفع المهر حتى لا يجري التوصل إلى اتفاق وطني. لماذا لا نقولها بصراحة، نحن أولا واخيراً نحكم على الأفعال فلا تؤاخذونا ان كانت هذه هي أفعالكم .