صباح الخير
عندما نشير إلى جانب نظافة المدن فإن ذلك يعني الوجه الحضاري للانسان .. فكلما كانت مدننا نظيفة فإننا نتباهى بما هي عليه من جمال وتناسق .. بل إن كل من يؤم مدننا لابد أن يأخذ في انطباعاته الأولى بما هي عليه من نظارة وعندما لا تبدو الأمور كذلك فإن إنطباعات الآخرين تتكون من وحي هذه الصورة وتلك وكل ما تقع عليه الأعين .ورغم ما تبذل سلطات البلديات من جهود في هذا الاتجاه الا أنها لا تبلغ غايتها، واذا ما نظرنا إلى واقع الحال وطبيعة الجهود التي تبذلها البلديات والقوانين المتعلقة بأمور النظافة .. لابد أن نستغرب كيف أن كل هذه الجهود لم تحقق ما هو مرجو منها !!فالصورة تطالعك بأكوام النفايات في الشوارع العامة والأزقة ناهيك عما نرى من مخلفات البناء وغيرها من الأعمال الخدمية التي لا تكلف الجهات المعنية ذاتها في رفع الأدى وإعادة الصورة إلى ما كانت عليه في حين أن السكان أنفسهم يبدون أقل تفاعلاً مع أمور النظافة وكأن الأمر لا يعنيهم ، كما أن الكثير منهم لا يهمه القانون ولا يهاب من مخالفته لادراكه أن لا عقوبة فعلية تسرى عليه، رغم وجود نصوص قانونية رادعة بهذا الشأن .إذن جهود البلديات والأموال المرصودة للنظافة تظل قاصرة طالما وهناك إستهتار وعدم مبالاة وتجاوب من قبل السكان، ناهيك عن عدم المحاسبة للمخالفين وهو ما يجعل أمور النظافة غاية غير ممكنة مهما بذلت من جهود أحادية الجانب .* والسؤال .. لماذا لا تفعل البلديات القوانين المتعلقة بالنظافة وتخصيص فريق عمل مهمته الأساسية ضبط المخالفات ، ويكون الاشراف على عمل هذا الفريق من قبل الادارة المعنية بحيث لا تعطى فرصة لأفراد الفريق بالتهاون في التعاطي مع أية مخالفات كانت ؟!ثم لابد من رفع الوعي الحضاري للناس من خلال برامج إعلامية كثيفة ومكرسة بحيث تجعل من الاهتمام بالنظافة واحداً من الأمور التي تعد مقياساً لمدى التزام السكان بنظافة مدنهم والمساهمة في الجهود المبذولة .إن المنطق يقتضي الأخذ بالطرق العملية الجادة التي تشعر الجميع بأهمية النظافة .. ودور المجتمع الحضاري في التعامل مع قضية تهم كل فرد من أفراده .. كون النظافة ترتبط بجوانب حياتية حضارية وتمنع انتشار الأوبئة والأمراض، وهو ما يقلل من معاناة السكان المستمرة جراء إنتشار الأوبئة كالبعوض وغيرها من الأمراض التي مردها عدم الاهتمام بجانب النظافة الذي يعد محوراً رئيسياً في حياة هذه التجمعات السكانية .