ها هو الفصل الدراسي الأول لطلاب مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي للعام الدراسي 2007 / 2008م قد انتهى بعد أن توجه الطلاب الى قاعات الامتحانات باستثناء الصفين التاسع الأساسي والثالث الثانوي واللذين يخضعان لنظام الامتحانات العامة النهائية المركزية في نهاية كل عام دراسي.وإذا كانت هذه الامتحانات قد أصبحت ذات أهمية بالغة بالنسبة لمصير الطلاب الدراسي والمستقبلي فلأنها تعتبر حجر الأساس في قياس وتقويم قدراتهم الكاملة ومستوى تحصيلهم الدراسي وبناء على نتائجها تتخذ القرارات الحاسمة بترفيعهم أو ترسيبهم غير أن ما يؤخذ على هذه الامتحانات في الوقت الراهن وقد تحدث بشأنها العديد من خبراء التربية والمشتغلين فيها هو أنها ما زالت تفتقر إلى روح الترجمة الحقيقية لأهداف المجتمع وخلق المواطن الصالح الذي تتوافر فيه الصفات المؤهلة لتنمية المجتمع ونهضته فهذه الامتحانات بنظامها الحالي ما أنفكت تركز على قياس المعلومات والمعارف وتؤكد على الحفظ الآلي ولا تهتم بالتقويم التربوي والتعليمي المتكامل الذي يبدأ بالطالب وينتهي بالطالب ويشمل جميع جوانب شخصيته لذلك فقد أدى هذا الأسلوب في نظام الامتحانات إلى اعتبارها هدفاً بل وجواز مرور للانتقال بالطالب من صف إلى صف أعلى و دون أن تقوم الجهات المعنية بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة بتحليل ودراسة نتائج الامتحانات ونشر الاستخلاصات الممكنة وتعميمها على المؤسسات التربوية للاستفادة منها في الأعوام الدراسية القادمة..مع أن المفهوم الحديث للامتحانات المدرسية يعتبر أن الغاية منها هو اكتشاف مكتسبات الطلاب وتقرير مستوياتهم العلمية والعقلية والمهارية.إن هذا الخلل الحالي في أسلوب نظام الامتحانات المدرسية يعكس نفسه في صورة غير سارة من صور ارتفاع نسبة ظاهرة الغش التي يتبعها الطلاب أثناء تأديتهم للامتحانات ويتفق معظم التربويين بأن مالها وعليها من أثر مباشر أو غير مباشر على العملية التربوية إنما هو نتيجة عكسية لطبيعة ونوعية نظام الامتحانات التقليدية في مدارسنا والذي يجعل منها الوسيلة الوحيدة لتقويم مستويات الطلاب ومداركهم المعرفية في كل مراحلهم الدراسية دون أي اعتبارات لأمور أخرى, الأمر الذي يخلق لديهم القلق والخوف والاضطراب النفسي لذلك فإننا ومن خلال تجاربنا التي عشناها في هذا القطاع المهم نرى بأن أساليب ظاهرة الغش التي يتبعها بعض الطلاب أثناء سير عملية الامتحانات تعتبر من أهم الظروف المرافقة ولها أثرها الخطير على مستقبل العملية التربوية والطالب معاً وتزداد هذه الظاهرة توسعاً بين أوساط الطلاب عام بعد عام كلما أزداد التطور الموازي في أساليب المراقبة إضافة إلى قصور الوعي من قبل بعض المراقبين والذين يعتقدون أن عملية التساهل في عملية المراقبة فيد الطلاب لذلك نراهم يتساهلون ويسهلون أحياناً كل صعب على الطلاب الممتحنين وبهذا يصبحون حراساً لهم لا رقباء عليهم!!
|
اتجاهات
الامتحانات المدرسية : هل هي اختبار للقدرات أم استحضار للمعلومات ؟
أخبار متعلقة