عبد القوي الأشولعند عالمها تجتمع الناقة بالابداع الجمال بالسحر السياسة..بالمراهنات.. التعصب بالوطنية الدموع بالفرح..هي حلبة منافسة حامية يتسع افقها لعوالم كثيرة ومتنوعة.. إلاّ ان الجميع في ساحة المعمورة يتحدثون لغتها اي لغة كرة القدم.وماهذا المونديال إلا محض فكرة أرادوا من خلالها بلمة جراح البشرية اثر الحرب العالمية الاولى ثم الثانية بكل ماخلفت على ساحة العالم من احزان واحقاد وركامات ضحايا بشرية خلفتها لحظات إنفلات العقل البشري عن مساره العقلاني، إلا ردهات ضيقة كانت من نتائجها تلك الاحزان والآلام التي تركت اثارها عميقة في نفوس البشرية ..فكانت فكرة المونديال لتتخطى بها البشرية ساحات الآمها وحروبها الطاحنة.. الى عالم منافسة مختلف هو عالم كرة القدم بقوانينها.. السلمية وروح منافستها الابداعية وهزائمها وانتصاراتها التي لاتخلف في ساحات معاركها ضحايا بشرية وآمهات تكلى وان كان نهر الدموع يبدو مترقرقاً اثر هزائم الكرة غير المتوقعة الا ان أمر الاستسلام لمبادى وقوانين اللعبه لاتحتاج من أي طرف الا التسليم بالأمر بروح رياضية وهكذا يبدو السعي للمونديال هدف كافة شعوب المعمورة.. لا طمعاً في تحقيق الانتصارات الرياضية فحسب بقدر ماهي غاية تستشف منها الشعوب عمق وجودها الحضاري الفاعل في ساحة العطاء والابداع والخلق والمهارة..ورغم ان شعوبنا العربية مازالت متواضعة في حجم تمثيلنا في المونديال الا ان مجرد الحضور يشكل غاية قد نكون مقتنعين بها ولو على المدى القصير.الا ان معطيات الابداع الكروي وفنون هذه اللعبة الشعبية تدعونا لمزيداً من الابداع وتأصيل روح المنافسة لدى شبابنا حتى يكون لهم حضور فعلي وملفت للانظار في سياغ المنافسة في المونديال على الكأس الذهبية التي عند انتصاراها تتموضع انجازاتنا.. الحضارة الانسانية الابداعية أخذين في الاعتبار ذلك المبداء الثابت الذي يؤكد بصورة قطعية ان سياغ التطور الكروي للمجتمعات لايمكنه ان يتم بمعزل عن جوانب التطورات الاخرى.كما ان العقل البشري مازال بعيداً عن حدود المفردات الحضارية في التعاطي مع الاخر..ولعل ماتشهده الساحة العربية الفلسطينية عشية المونديال من قصف اسرائيلي يحصد الأرواح.. ماهو الا ذلك الصوت الموارب المتمترس خلف القيم الحضارية الزائفه الصوت الذي يرى في ضمن المونديال المتداخل فرصة سانحة لازهاق أرواح أبناء شعبنا الفلسطيني في غرة أهازيج وفرح العالم العالم بهذا المحفل الدولي.. مفارقة تبعه بجلاء حدود البون الشاسع في التفكير البشري حتى عند من هم الاكثر ادعاء.. بالقيم الحضارية والإنسانية .
أخبار متعلقة