فاطمة الفقيه غداً(اليوم) 8 مارس اليوم العالمي للمرأة وفيه تجتمع نساء العالم لتذاكر قضيتهن وما أنجزنه وكم مئة سنة متبقية في مسيرة كفاحهن، ونتذكر نحن السعوديات وعد الملك عبدالله أطال الله بقاءه وأعانه في مسيرته الإصلاحية حين سألته المذيعة الأمريكية باربرا والترز عن المرأة السعودية فأجاب بما معناه أن التحسن قادم ولكن تقتضي الحكمة التدرج، وفي هذا اليوم أردت أن تكون مقالتي سوداء وبيضاء.وسأبدأ بالسواد، ففي العالم الذي ننتمي نحن له نستعرض معلومة بسيطة في كلماتها ومؤلمة في معناها أمام المشككين في مصداقية هذه القضية وأمام النساء اللواتي يقفن ضد من يطالب بحقوقهن، تقول هذه المعلومة إن (60 % إلى 70 %) من فقراء العالم نساء ويقابل ذلك (60 % إلى 70 %) من المقتدرين في العالم وهم من الرجال، ثلاثة أرباع الأميين البالغ عددهم 876 مليونا في العالم من النساء، بينما ثلاثة أرباع الحاصلين على التعليم من الرجال وتشغل المرأة في المتوسط 14 % من المناصب السياسية على مستوى العالم وفي الدول العربية يتضاءل هذا الرقم بحدة، ومازالت المرأة هي الضحية الأولى لجميع أنواع العنف والاغتصاب والقتل والحرمان من الميراث والإكراه على الزواج. ويكفي أن نعلم أن في دولة مسلمة مثل باكستان قتلت (4770) وأحرقت (1570) امرأة خلال السنوات الخمس الماضية باسم جرائم الشرف في الوقت الذي يعتبر فيه التشكيك في شرف أي رجل جريمة يعاقب عليها القانون، أما في دولة مسلمة مثل الأردن والكويت فلا يحكم على قاتل الشرف سوى بستة أشهر وأحيانا ثلاثة أشهر. هذا ما تكشفه التقارير الدولية حول وضع المرأة. أما ما نراه بالعين المجردة فلا يمكن وصفه وأكاد أجزم أنه لا توجد امرأة واحدة في بلدنا لم تتعرض خلال مسيرة حياتها لنوع ما من العنف والتسلط من قبل ذكر من أقاربها، فمع وضع بهذه السوداوية، من هو الذي يرفع صوته أو يحرك لسانه بالإنكار غير جاهل أو مستفيد من مثل هذا الوضع؟.أما البياض فهو من إحصائي واستقرائي وحدي وفيه يظهر رجال ذوو فضل في وضع الدواء بعد أن كانوا هم السبب في الداء ومن هؤلاء الرجال رجل لا أعرفه ولم يسبق لي أن تحدثت إليه سوى في مناسبة واحدة غير سارة وهذا الرجل هو الدكتور ياسر الغامدي مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة. وبالرغم من كل الجدل الدائر حوله وحول إدارته إلا أنه صاحب بصيرة بالمرأة، فقد اعتدت أن أتابع أنشطة دعمه لها من قبيل المسكنات التي تخفف من حدة الوجع، فقد قام بتعيين عدد لا بأس به من النساء في المناصب التي يستحققنها وجميعها على مستوى المحافظة أو المنطقة والتي كانت قبل ذلك محرمة عليهن وكانت المرأة تحلم بهذه المناصب كحلم الفقير بمصباح علاء الدين وأنا وإن كنت لا أعرفه شخصيا كما ذكرت، إلا أني على يقين من أنه واجه الكثير من النقد ومحاولات التثبيط ومع ذلك سار قدما في قراراته، ففي بادرة نادرة من نوعها أمر بتأسيس برنامج لمكافحة العدوى على مستوى المحافظة وأسند هذه المهمة لأقدم كفاءة طبية في مجال مكافحة العدوى وهي الدكتورة هدى باجنيد الحاصلة على الترتيب الأول مع مرتبة الشرف على أول دفعة طب في المنطقة، وعين طبيبة قديرة في منصب (مساعد) لمساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الأولية بمحافظة جدة، وأسند إدارة مستشفى الحميات بمحافظة جدة لطبيبة، وإدارة التعليم الطبي المستمر على مستوى المحافظة لاستشارية قديرة في طب الأطفال وإدارة برنامج مكافحة الدرن بمحافظة جدة لطبيبة، وقسم البحوث بالمحافظة لاستشارية طب مجتمع، وأسس برنامج الخدمة الاجتماعية على مستوى المحافظة تحت إدارة أخصائية اجتماعية نشطة ولها باع طويل في مجال عملها ومن هذا المنطلق أسندت مناصب أخرى على مستوى المرافق الصحية للنساء أسوة بما قام به المدير العام. ومع كل هذه التعيينات شعرت بتفاؤل جامح جعلني أدعو الله أن تترى عيني قبل أن أسلم الروح وزيرة صحة سعودية. [c1]نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية [/c]
وزيرة صحة سعودية
أخبار متعلقة