سطور
تُعَد الثقافة أهم ما يميز أي مجتمع إنساني، وهي من أهم قضايا هذا العصر، لأن ثقافة أفكار وعادات أي مجتمع وتنميتها تستمد من التاريخ ويتم تناقله بين الأجيال القادمة. فهنا يمكننا القول: إن الثقافة هي المعرفة ويتم تناقلها بين الناس من خلال عدة مصادر، منها المشاهدة والاستماع والقراءة والتلفزيون والإذاعة والمجلات والكتب والانترنت والندوات.ومن هنا يجب علينا معرفة كيف تأتي الثقافة سواء أكانت ثقافة فرد أو أمة، من خلال القراءة والمطالعة وهذا يتم من خلال التشجيع لبناء المكتبات بوصفها وسيلة لنشر الثقافة والمعرفة وتعزيز تلك الثقافة التي يمكن بواسطتها التعرف على هذا المجتمع. ويعد علم المكتبات والمعلومات من أهم هذه المجالات التي يمكن أن تسهم في نشر المعرفة والثقافة، ولا يمكن للمعرفة البشرية أن تستغني عنه، لما له من وظيفة كبيرة لتنظيم هذه المعرفة، خاصة ونحن نعيش عصر الثورة المعلوماتية.ويعد علم المكتبات والمعلومات أحد العلوم الإنسانية، وهي جامعة الشعب لأنها تحفظ التراث والإنتاج الفكري لأي مجتمع، وتقوم على أساس خدمة الباحثين سواء أكانوا طلاباً أو عاملين أو من عامة الشعب، وهي تؤكد حق الفرد في التثقيف الذاتي والترويح عن النفس بالقراءة.ولقد أكدت منظمة اليونسكو أن المكتبة قوة حيوية للتربية والثقافة والعلوم. وعلى الحكومة تأسيسها وتمويلها ورعايتها. وفي الدول المتقدمة تأخذ المكتبات اهتماماً خاصاً لأنها تؤمن بأهمية الاطلاع وأثره في ثقافة الشعب في المستقبل.ولهذا المكتبة من المؤسسات المهمة التي تعمل على خدمة المجتمع وتعليمه وتطويره وهي أيضاً جزء مهم وفاعل فيه وذلك لما لها من أثر فعال في تعليم المجتمع للأفضل وتلبيتها للحاجات التربوية والثقافية.تعد المكتبة المدرسية المحطة العلمية والثقافية الأولى ، وهي مركز مهم للتعليم، ونظراً لأن القراءة هي أهم ثمرات الحضارة تعد المكتبات المصدر الأساسي في البناء الثقافي والحضاري للمجتمع.عملت العديد من الدول المتقدمة على إنشاء المكتبات في المدارس والجامعات المؤسسة في المدن والقرى بحيث أصبحت هذه المكتبة قلعة للثقافة والمعلومات يرتادها الصغار والكبار الراغبون في التعليم والتعلم.وسنحاول- إن شاء - الله جاهدين تعريف القراء علم المكتبات والمعلومات ( المكتبات العامة والجامعية ) في موضوعات لاحقة بوصفها من العلوم الإنسانية والشائقة للدور الكبير الذي تؤديه في خدمة المجتمع وتنميته.