في محاولة لكسر الجمود في أزمة قد تغرق البلاد في حالة من الفوضى
وزير خارجية فرنسا مع البطرياك نصرالله صفير
بيروت/14 أكتوبر/ يارا بيومي: حث وزير خارجية فرنسا برنار كوشنر الزعماء اللبنانيين أمس الثلاثاء على الاتفاق على مرشح رئاسي توافقي في محاولة لكسر الجمود في أزمة قد تغرق البلاد في حالة من الفوضى. ويتجه البرلمان لانتخاب رئيس جديد للبلاد الأسبوع المقبل خلفا للرئيس إميل لحود لكن الأزمة كانت قد أرجأت بالفعل التصويت ثلاث مرات. ويعتبر التصويت في 21 نوفمبر حرجا بسبب انتهاء مدة ولاية لحود في الثالث والعشرين من الشهر وهناك مخاوف من حدوث فوضى سياسية إذا لم يتم اختيار خلف للحود في المهلة المحددة. وتعد الانتخابات الرئاسية هي الحلقة الأحدث في سلسلة القضايا النزاعية في الأزمة السياسية المستمرة منذ عام بين حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله. وتعد الأزمة السياسية الراهنة هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وقال كوشنر الذي غادر لبنان أمس الثلاثاء انه سيعود الاثنين المقبل مشيرا إلى ان الاتفاق على مرشح توافقي لن يكون وشيكا. وقال كوشنر عقب لقائه مجموعة من المسئولين في بيروت "لابد من التوافق على مرشح رئاسي. أود ان اشدد... إنني أريد وأتمنى وفرنسا تريد وتتمنى ان تجري هذه العملية وفقا للدستور اللبناني." وتتركز زيارة كوشنر لبيروت والتي أستغرقت 24 ساعة على دفع الزعماء المسيحيين المنقسمين بشدة إلى الاتفاق على مرشح توافقي للرئاسة. وحسب نظام تقسيم السلطة في لبنان فان الرئيس يجب ان ينتمي إلى الطائفة المسيحية المارونية. وقال كوشنر انه طلب من البطريرك الماروني نصر الله صفير تقديم لائحة بأسماء المرشحين. وكان صفير رفض في السابق تقديم مثل هذه اللائحة. وفرنسا في مقدمة الدول التي تقوم بجهود وساطة في محاولة لإيجاد حل للازمة السياسية في لبنان. وقالت مصادر سياسية لبنانية ان المبادرة الفرنسية المكثفة كان قد اتفق عليها بين الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اجتماع بواشنطن الأسبوع الماضي. وهناك مخاوف من ان تقدم الأحزاب اللبنانية على اتخاذ مواقف أحادية الأمر الذي قد يوقع البلد في حالة من الفوضى إذا لم ينتخب رئيس قبل 23 نوفمبر. ويقول أعضاء في التحالف الحكومي ان لدى نوابهم الذي يشكلون أغلبية ضئيلة الحق في التجمع في الأيام العشرة الأخيرة التي تسبق انتهاء مدة ولاية لحود وانتخاب رئيس دون نصاب ثلثي أعضاء المجلس. وقال حزب الله ان مثل تلك الخطوة تعد بمثابة انقلاب ودعا أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله الرئيس لحود إلى اتخاذ إجراء في حال فشل الزعماء المتنافسين في الاتفاق على رئيس توافقي. وبدا نصر الله وكأنه يساند احتمال قيام لحود بتشكيل حكومة ثانية في موازاة لحكومة السنيورة. ودعا الرئيس الأمريكي جورج بوش في اتصال مع السنيورة الإثنين لبنان لإجراء الانتخاب وفقا للدستور وبدون السماح بتدخل سوري.