مثلت بوابة عدن (العقبة ) أحد أهم معالم المدينة التي كانت مزينة ببناء قديم وعقد جميل تم هدمه أيام الإنجليز ، عند توسعة الطريق ، وعمل الشق بالصرنج ، حيث لم تكن في الخمسينيات الوسائل الإنشائية مثلما هي عليه اليوم من حداثة وتطور والبوابة (الشصر) وهذه تسميتها بحسب محيرز رحمه الله .. تم توسعتها وصارت طريقاً مهما يربط المدينة (كريتر) أو عدن القديمة بما جاورها كالمعلا والتواهي وارتباطا عبر الدكة إلى خور مكسر وغيرها .. هذه البوابة كان قد وعد بإعادة إنشاء عقدها القديم وهي الفكرة التي نفذها رجل المال المرحوم / غازي علوان بعمل مجسم للباب في المنحدر القريب من البوابة نفسها عند المنعطف المؤدي إلى اتجاه الدكة والمعلا عبر الطريق الدائري الجديد .. هذه الفكرة التي أعادت الحياة للبوابة كان الأمل منها أن تعيد إلى الأذهان فكرة إعادة البوابة نفسها والاهتمام بما حواليها من أماكن كانت متنفسات للمدينة يلجأ إليها السكان في أشهر الصيف للتنزه وقضاء وقت جميل في مشاهدة البحر .. وهلم جرا بوابة عدن إلى اليوم ، وبرغم الاهتمام بالمدينة من حيث الشوارع والإنارة والتشجير .. لم تلق إهتماماً رغم أهمية ذلك تاريخياً وسياحياً وحضارياً ، إضافة إلى تحطيم الاستراحة التي كانت متنفساً وتم البناء عليها ومن ثم إيقاف البناء اليوم ، وصارت العقبة بتاريخها ومكانتها وأهميتها مبنى للشياطين وهيكلاً لا يعبر إلا عن مزاج استحواذي على المواقع بدون حساب للمدينة وتاريخها وحضارتها وناسها .. وهو ما جعل الأمر مقلقاً ، إذ أنه كيف لنا السكوت وعدم تحريك الموضوع ونحن نتمنى لهذه المدينة التي احتضنتنا وعلمتنا وجعلت منا أناساً مهمين لا يمكن لنا ألا نبادلها الوفاء وأن نشير إلى مكامن الأخطاء أينما وجدت ، والعمل على إصلاحها في اليوم أو في الغد القريب..وهي مهمتنا جميعاً ، مواطنين ومثقفين وسلطة محلية ... إلخ .. وما زاد الألم والحسرة أن تم تشويه الاستحكامات التاريخية فوق وأعلى البوابة إذ تم البناء الحديث بجانب تلك الأسوار العتيقة ما شوه المواقع وجعلها عرضة للاستهجان والاحتجاج ، إذاً كيف تتم الموافقة على هكذا بناء ؟ وإن كانت ضرورية فلتكن من نفس الحجارة المقاربة لها في شكلها ولونها لتصنع أثراً بجانب أثر ودون تأثير في الشكل والمضمون .. وهلم جرا .. وكما نشير إلى أن مفتاح المدينة عدن الذي تم نصبه على سور الطريق المؤدي إلى المعلا ، بجانب استراحة (أروى ) القديمة التي تم هدمها ، هذا المفتاح تم انتزاعه من سور الطريق العام وتم نصبه على سور المنشأة الحديثة التي ربما هي فندق أو ما شابه ذلك .. فهل هذه أمور سوية أيها السادة المسؤولون في عدن ؟ !أسئلة كثيرة تشكل معالم ثقافة وحضارة وتاريخ المدينة لم تجد إجابة لها .. فهل نكون قد حركنا النوايا وأشرنا إلى أعمال يجب إصلاحها خدمة للمدينة وسكانها وأبنائها ؟! *نأمل ؟!
|
اتجاهات
بوابة عدن التاريخية
أخبار متعلقة