في 11 فبراير 2005م تم في عدن الإعلان عن تأسيس بيت الإعلاميات اليمنيات ، أمام جمع كبير من ممثلي مختلف منظمات المجتمع المدني اليمنية ، وشخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية معروفة، في مقدمتها الأخ أحمد أحمد الضلاعي وكيل محافظة عدن ، الذي أثنى على قيام هذا الكيان الذي تحتاجه إعلاميات اليمن عموماً وعدن خصوصاً ، حيث أن هذه المدينة لا يوجد فيها مثل هكذا كيان يضم الإعلاميات كإطارٍ اجتماعي تثقيفي توعوي مؤكداً دعمه له والوقوف إلى جانب الإعلاميات في مسيرة النضال من أجل تنمية المجتمع اليمني وتطوره . ولم يأتِ إشهار بيت الإعلاميات في ذلك اليوم إلا بعد أن يئسنا ، نحن مؤسساته (عدد من صحفيات وإعلاميات وسائل الإعلام المختلفة في عدن) من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ، ممثلة بوزيرتها الفاضلة ، أمة الرزاق علي حمد ، التي رفضت منحنا تصريحاً لـتأسيسه، أسوة بإعلاميات صنعاء والحديدة !! أما الحكمة من الرفض؛ ففي رأس الوزيرة .. رغم أن عدداً كبيراً من الهيئات حظيت بتصاريح مزاولة نشاطاتها الحقوقية والإعلامية وقدمت طلبها أثناء تقديمنا لطلب التصريح وبعدنا ! ما يثير تساؤلات شتى ؟ وقد كتبنا كثيراً في هذا الشأن وعتبنا على الوزيرة مراراً ، مجاهرة أمامها ومن خلال مقالات صحفية نشرت في صحف مختلفة ، ووساطات عديدة ، لكننا كنا كمن يغني في مالطا .. أعلم بأننا نملك الشرعية الكاملة لمزاولة نشاطنا ، وإن لم نحصل على التصريح الرسمي من الوزارة، بحسب القانون المنظم لعمل منظمات المجتمع المدني اليمني ، ولكن إلى أي مدى يمكننا الاستمرار في نشاطنا ؟ خصوصاً أننا لسنا في العاصمة السياسية ، حيث المنظمات المانحة والأجهزة الحكومية المختلفة ؟ ولكننا ، رغم العقبات التي وضعتها أمام طموحاتنا المشروعة ، وزارة الشئون الاجتماعية والعمل منذ عام 2004م ، منها صدور أوامر شفوية من قبل وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل علي صالح عبد الله إلى قيادات وسائل الإعلام المختلفة بعدن ، بمنع نشر أية أخبار عن نشاط بيت الإعلاميات ، بحجة عدم امتلاكنا الترخيص. إلا أننا في بيت الإعلاميات ، وبإمكانياتنا المحدودة وما تلقيناه من دعم متواضع من قبل مجموعة هائل سعيد انعم ، جزاهم الله خيراً ، ومن قبل الصندوق العالمي للنساء(GFW) ( لمرة واحدة فقط والذي توقف بسبب عدم امتلاكنا للترخيص )، استطعنا أن نقيم عدداً من الفعاليات، لعل أبرزها تكريم (10) عناصر نسائية إعلامية من الرعيل الأول ، بعضهن لم تتذكرهن الدولة كالسيدة الراحلة ماهية نجيب ، أنيسة ناجي، فوزية عمر ، عديلة بيومي ، صفية لقمان ، أسمهان بيحاني وغيرهن ، وكان تكريمهن المتواضع منا يستبطن الكثير من الدلالات ومعاني الوفاء منا كإعلاميات اقتدين بتلك العناصر الغنية بالمعرفة والثقافة الإعلامية التي أكتسبنها في الصحافة والإعلام . وكنا على أمل أن يكون هذا التكريم البداية لتكريم إعلاميات الرعيل التالي لأولئك القديرات .. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. ومات الحلم وتلاشت الآمال . وأصررنا على أن ننظم عدداً من الفعاليات المتواضعة ، حسب امكانياتنا المادية ، فنظمت عدد من اللقاءات الناجحة مع الإعلاميات والدورات التدريبية ، وكان بعضها بالتنسيق والتعاون المشترك مع نقابة الصحافيين اليمنيين في فرع عدن ، وحققت الكثير من النجاحات. ولعل قائلاً سيقول إن الحق معنا في رفع قضيتنا إلى القضاء .. وأرد بأننا نستطيع ذلك ومتيقنون من كسب القضية ، إلا أن ما يمنعنا من ذلك هوالمركزية مرة أخرى ، إذ علينا متابعة دهاليز محاكم صنعاء ، ما يقتضي صرف الكثير من الأموال والجهد والتفرغ .. في الأخير نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
أخبار متعلقة