انشغلت بكل ما أوتيت من قدرة وقوة الأب في جمع الأموال ولم يعد لديك الوقت الكافي لرعاية ابنك أو الاهتمام به والسؤال عنه وتجاهلت بأنّ نقودك لن توجه سلوك ابنك ولن تعطيه ما هو في أمس الحاجة إليه من عطف ورعاية وحنان.إلى متى سنظل نخبرك بأنّه بحاجةٍ إليك، لا لمالك وبدلاً من أن ترعاه وتعتني به وتوجهه وتقوده ألقيت بكل ذلك على عاتق تلك المسكينة "الأم" وركزت جهدك ليس خارج المنزل بل وخارج حدود الوطن، ولم يعد في خاطرك وعلى لسانك سوى جمع المال وانحصرت مهمتك في توفير الملابس والسكن الفاخر وكأن واجباتك لا تتعدى تلك الأمور..قد تبرر ابتعادك بارتفاع مستوى المعيشة والمتطلبات الملحة وعقب كل تبرير تأخذك الأفكار ثم تنسى دورك الرئيس في حياة ابنك.وكم أخبرتك أنّ لك وظيفة أخرى لا تقل أهمية عما تقوم به وأنّ أبوتك لا تتحقق إلا إذا أعطيت ولا تدب فيها الحياة إلا إذا بذلت كل ما بوسعك معنوياً ونفسياً وعاطفياً وأفرغت على ابنك الرعاية التي يحتاجها منك كراعٍ ومسؤول فهو يكبر من مرحلة لأخرى ويشعر أنّك لم تعش معه مراحله العصيبة فغيابك قد طال عنه فلا يجد بجانبه سوى أمه التي حاولت وما زالت تحاول أن تتمسك وأن تجتاز متاعبها في تربيته تربية صحيحة وأن تؤدي واجبها على أكمل وجه فهو يجتاز أخطر مرحلة من مراحل حياته وتعترضه مشاكل ويحتاج منك السند والحماية والتوجيه الأبوي كان يريد منك ضمة من ضماتك كان يرغب بكلمة عطف ولمسة حنان خاصة وهو يرى أمامه آباء زملائه وهم يهتمون بهم وقد أصبحوا هؤلاء الأبناء هم الشغل الشاغل لآبائهم.. فهو يحس أنّ أباه دوناً عن الآباء لاهٍ ومشغول عنه.فمهما حاولت أمه إقناعه والتبرير له عن مسؤولياتك التي تقوم بها من أجل مستقبله ومهما بذلت من جهدٍ يظل وجودك لا غنى عنه في حياة ابنك بأي شكل من الأشكال ومهما حفظت ووجهت فإنّها لن تعوض ظروف غيابك أيّها الأب ومع الأسف الشديد أخشى أن يفوت الأوان وأنت ما تزال تعيش في وهمٍ كبيرٍ وتعتقد أنّ الأم يمكن أن ترعى ابنها وتربيته تربية صالحة في هذا الزمن الصعب من دون أب ما يزال يحيا على سطح هذا الكون. داليا عدنان الصادق
إهمال الآباء لأبنائهم الشباب
أخبار متعلقة