في ختام مناقشات مجلس الشورى لتقرير التنمية الثقافية :
[c1]* وكيل وزارة الثقافة يدعو لعقد مؤتمر وطني للسياسات الثقافية يفضي إلى وثيقة تنهض الوزارة بتنفيذها[/c]صنعاء / سبأ :اختتم مجلس الشورى مناقشاته لموضوع // التنمية الثقافية.. المفهوم وإشكالية المصطلح//، في الجلسة التي عقدها أمس الثلاثاء برئاسة الأخ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى. وفي جلسة اليوم أجرى أعضاء مجلس الشورى نقاشاً مستفيضاً لتقرير اللجنة المختصة بشأن الموضوع، مجمعين على أهمية التقرير وموضوعه وصلته العميقة بمتطلبات النهوض الحضاري وتأكيد المعنى الروحي والقيمي للشخصية الوطنية. وأكدت المناقشات على المضامين القيمة للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والتي شملت كل الأولويات المتصلة بتنمية الثقافة، واعتبارها دليل عمل لإنجاز استحقاق التنمية الثقافية مع التأكيد على أهمية توفير الغطاء المادي للأنشطة الثقافية والاعتناء بمقومات الثقافة الوطنية.واعتبرت المناقشات الثقافة أساساً مهماً في تكوين المجتمعات وفي تحديد اختياراتهم الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.. مشددة على أهمية العناية بقيم الثورة والجمهورية والقيم المدنية، كأحد أهم المجالات التي يجب أن تُعنى بها الثقافةُ والمناشط المرتبطة بها.كما شددت المناقشات على أهمية إشاعة ثقافة الحوار والتسامح والوسطية والاعتدال ونبذ العنف والغلو والتطرف والتقطع والفوضى، وعلى اعتبار التعليم مدخلاً أساس من أجل إيجاد تنمية ثقافية حقيقية، وهو ما يستدعي التأكيد على خيار توحيد التعليم باعتباره خط الدفاع الأول عن قيمنا الوطنية من الأفكار الضالة والمنحرفة، وأحد أهم الضمانات الكفيلة بتأسيس بيئة ثقافية تحتفي بقيم الاعتدال والوسطية.وأثنت المناقشات على ما احتواه التقرير من مقترحات وتوصيات بشأن العناية باللغة العربية، وأكدت في هذا السياق على أهمية تطوير المنهج والدراسات المرتبطة باللغة العربية باعتبارها الجوهر الحضاري للأمة.ودعت المناقشات إلى إعطاء الأولوية لمجالات أخرى عديدة تتصل بثقافة الإبداع، لتشمل مختلف مجالات العلوم والمهارات، وتعزيز البنية التحتية للثقافة، وإيجاد تنسيق حقيقي وفعال بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية.وحثت المناقشات الجهات المعنية بالثقافة على الاستفادة القصوى من الإمكانيات الهائلة لتقنية الاتصال لتحقيق التنمية الثقافية،والعمل بشكل مواز على تفادي مخاطر الهيمنة الثقافية التي تحملها تلك التقنيات وبما يقلل إلى أدنى مستوى من تأثيرات ذلك الغزو على ثقافة مجتمعنا وقيمه وأولوياته.وتطرقت المناقشات إلى موضوع النشء في سياق العناية بتأصيل الثقافة الوطنية، حيث أكدت المناقشات على أهمية إعطاء المادة الثقافية المساحة المناسبة في منهج التعليم العام، وبما يساعد على إنشاء جيل تسوده روحُ الاهتمام بالثقافة ويتمتع بالمستوى المطلوب من التثاقف.. داعيةً إلى إعطاء الأولوية لتوصيات المنظمة الدولية " اليونسكو" وبرامجها وخصوصاً ما يتعلق منها بحماية التراث المادي والثقافي للبلاد.وقد تحدث أمام المجلس الأخ هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة، الذي أثنى على المضمون القيم لكلمة رئيس مجلس الشورى في مستهل الاجتماع.. منوهاً بما تضمنه تقرير اللجنة المختصة وخصوصاَ ما يتعلق بتحديد مفهوم الثقافة، معتبراً أن تحديد مفهوم واضح لكل ما هو ثقافي يعد ضماناً لتحقيق التنمية الثقافية المنشودة.وأشار في كلمته إلى أهمية توجيه الاهتمام بمفاهيم التنوع الثقافي الخلاق والذي ينتظم في إطار اتفاقية دولية ترعاها اليونسكو... مشيداً بالمقترحات التي تضمنها تقرير المجلس بشأن السياسات الثقافية، وقال" إنه من الضروري عقد مؤتمر وطني للسياسات الثقافية يفضي إلى وثيقة ملزمة بالسياسات الثقافية التي ينبغي أن تنهض بتنفيذها وزارة الثقافة"، منوهاً بالتوصية التي دعت إلى إنشاء مجلس أعلى للثقافة بهدف تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية بالثقافة التعليمية والإعلامية.وتحدث الأخ محمد هادي طواف وكيل وزارة التربية والتعليم مؤكداً الحاجة إلى إعادة النظر في الصلاحيات الممنوحة للسلطة المحلية وحصر الإشراف على الشأن التربوي والتعليمي بوزارة التربية والتعليم، وهو التوجه المعمول به في بلدان ذات خبرة راسخة في مجال السلطة المحلية، وقال : "إن من شأن ذلك أن يشكل ضمانة للحيلولة دون الخروج عن مبدأ واحدية التعليم، والذي يوفر بيئة مناسبة لنمو الأفكار المتطرفة والمنحرفة والنزعات المذهبية ويغذي نزعة الماضي الظلامي".وتحدث أمام المجلس أيضاً الأخ أحمد العشاري وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الشباب، والذي أبرز توجهات الوزارة بشأن تعزيز المضمون الثقافي للأندية الرياضية والشبابية.. موضحاً "إن الوزارة بدأت وبالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية إنشاء مكتبات في الأندية الرياضية" وأنّ التوجهات المستقبلية تهدف إلى إنشاء مؤسسة للطباعة والنشر لتشجيع الشباب والعناية بإبداعاتهم.وأبرز العشاري الدور الكبير الذي أسهمت به جائزة فخامة رئيس الجمهورية في تحريك المشهد الثقافي في قطاع هام من قطاعات المجتمع وهو الشباب.. مشيراً إلى الاستعدادات لإقامة مخيمات النشاط الصيفي للطلاب، حيث تتهيأ الوزارة لاستقبال مائتي ألف طالب وطالبة في إطار برامج النشاط الصيفي.هذا وقد قرر المجلس في ختام المناقشات تشكيل لجنة لصياغة التوصيات الخاصة بالموضوع اللجنة المختصة بالمجلس وممثلين عن وزارات الثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة.وكان المجلس قد استمع في مستهل الاجتماع إلى قراءة لمحضر جلسته السابقة وأقره بحضور الأخوة: الدكتور أحمد سالم القاضي نائب وزير الثقافة، ومحمد هادي طواف وكيل وزارة التربية والتعليم، ومحمد لطف غالب مستشار وزارة الثقافة وأحمد الخوربي رئيس المكتب الفني بالوزارة، وعدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة.