محمد رجب أبو رجباستقبلنا أمس في السابع عشر من ابريل يوم الأسير الفلسطيني والذي نقف أمامه في كل عام وفاءً لأسرانا على ما قدموه من تضحيات جسام عبر مسيرتهم النضالية، التي واصلوها خلف قضبان وزنازين وأقبية الكيان الصهيوني والتي شكلت محركات قوية للحركة الجماهيرية المواجهة لمخططات الاحتلال، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إضرابات سجن عسقلان في بداية السبعين وفي نصفه الأخير، واضراب نفحة التاريخي 1980 وجنيد 1984 و1985 وانتفاضة الحركة الأسيرة عام 87م وما تلاها من انتفاضات في الأعوام 92 و93 و95م نذكر منها الإضرابات في مختلف سجون الاحتلال للمناضلين خلال الانتفاضة الثانية وعقبها وحتى يومنا هذا، كل هذه التحركات والاضرابات للأسرى الفلسطينيين في وجه الاحتلال كان لها الأثر في تفجير طاقات الجماهير الفلسطينية مما أعطى الزخم والدفع بالانتفاضة الثانية ان تصل إلى أوجها بعد سنوات من الركود خلفتها اتفاقات اوسلو وما بعد أوسلو أحبطت معنويات الشعب الفلسطيني وابقته في محطة الانتظار لوعود ومراهنات خيبت آماله ولم تكن في يوم من الأيام بمستوى طموحاته.في يوم الأسير يترتب على السلطة الفلسطينية وعلى كل فصائل العمل الوطني ان يكونوا أكثر التزاماً بقضية الأسرى والذين يصل عددهم اليومإ إلى ما يزيد عن 8000 أسير من أبناء شعبنا الفلسطيني بفصائله الوطنية المختلفة، ان يكونوا أكثر اهتماماً بحمل ملف الأسرى بمحمل الجد وطرحه على كل المستويات، ونقل قضية الأسرى في الإعلام محلياً وعربياً ودولياً، نقل ملف الأسرى الى مجلس الأمن وهيئة الامم المتحدة وكل المنظمات الإنسانية ، ورفع درجة المتابعة القانونية لكل أسير من اسرانا، والعمل قدر الامكان على توفير الزيارات لهم من خلال المحامين، وتقديم كل ما يلزمهم، في مثل هذا اليوم يجب ان نجسد الوفاء لآباء وأمهات وأبناء الأسرى ونرعاهم وهذه يجب ان تكون أولى المهام للسلطة الفلسطينية ولقواها الوطنية. في هذه الأيام تزداد الهجمة الصهيونية على الشعب الفلسطيني وجيش الاحتلال يجتاح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، يغتال ويعتقل العشرات من المناضلين، لقد لوحظ التركيز من قبل الاحتلال على الاعتقالات في فترة ما قبل الانتخابات التشريعية وبعد فوز حماس بالانتخابات بنسبة كبيرة وشملت هذه الاعتقالات مختلف الفصائل دون تمييز وأكبر عملية إجرامية في اعتقال المناضلين هي التي نفذها جنود الاحتلال اثناء اقتحامهم سجن اريحا واعتقال أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات ورفاقه والمناضل فؤاد الشوبكي القائد من حركة فتح على مرأى ومسمع العالم كله وبتواطؤ بريطاني أمريكي غير قابل للجدل والنقاش.في يوم الأسير يتطلع أبناء الشعب الفلسطيني لدور عربي فاعل وضاغط يفك اسر الأسير ويعيده إلى اسرته ويرفع الظلم عنه، يتطلع إلى تقديم الدعم المادي والسخي حتى تتمكن السلطة من ان تقوم بدورها تجاه أسراها.قضية الأسير الفلسطيني هي إحدى جوانب قضية ومأساة الشعب الفلسطيني.
17 ابريل يوم الأسير الفلسطيني
أخبار متعلقة