تهدف لإنهاء إطلاق الصواريخ ووقف الغارات الإسرائيلية على غزة
جانب من الحشود الاسرائلية على حدود غزه
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/جيفري هيلر: قال الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء أنه قبل تهدئة توسطت مصر في التوصل إليها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة لكنه أبدى تشككه في أن تصمد التهدئة التي تشمل جميع الفصائل الفلسطينية في القطاع. وقال عاموس جلعاد المسئول الحربي للاحتلال الإسرائيلي بعد عودته من القاهرة حيث أجرى محادثات انه تم التوصل إلى «تفاهم». وكانت مصر وحماس قد أعلنتا الثلاثاء أن التهدئة سيبدأ سريانها اعتبارا من الساعة السادسة (0300 بتوقيت جرينتش) من صباح اليوم الخميس. وأضاف جلعاد لمحطة إذاعة إسرائيلية أن إسرائيل مستعدة لإعطاء فرصة للتهدئة في حين تواصل التحضير لعمل عسكري محتمل في حال انهيارها. وتهدف التهدئة إلى إنهاء إطلاق صواريخ وقذائف مورتر من غزة على إسرائيل ووقف الغارات الإسرائيلية والطلعات الجوية في القطاع. وكان مسئولون إسرائيليون وفلسطينيون قالوا الثلاثاء انه بموجب أي اتفاق للتهدئة سيتم تدريجيا وجزئيا تخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ سيطرت حماس عليه قبل عام. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن الجميع على علم بالوضع في غزة حيث يعيش 1.5 مليون فلسطيني حياة بائسة وأعرب عن أمله في أن تؤدي التهدئة إلى التخفيف من معاناتهم. وكانت الولايات المتحدة تدفع باتجاه التهدئة لإزالة عقبة رئيسية أمام محادثات السلام التي تمضي ببطء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد تعطي التهدئة كذلك حماس الفرصة لتحديث سلاحها وتدريب مقاتليها وتعزيز شعبيتها بين الفلسطينيين إذا تم فتح المعابر الحدودية في غزة. وقال مئير شتريت وزير الداخلية الإسرائيلي وعضو مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الأمنية لراديو إسرائيل انه «متشكك للغاية» في أن حماس ستفرض وقفا كاملا لإطلاق النار على الفصائل الفلسطينية، وأضاف «الفكرة هي وقف كامل لإطلاق النار... لا إطلاق نار من أي طرف.. وإذا حدث أي انتهاك للاتفاق يكون من حق الحكومة العودة للعمل بكامل قوتها.» وقال خالد مشعل القيادي في حركة حماس من الإمارات العربية المتحدة أن حدوث تهدئة دائمة سيكون مفيدا لمليون ونصف مليون فلسطيني تضرروا من الحصار الإسرائيلي وسيكون مبعث ارتياح لإسرائيل إذا التزمت به أيضا. وأكد مشعل كذلك أن أي انتهاك من جانب إسرائيل سيقابل بالرد. وقال اري ميكيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الواردات للقطاع ستبلغ في المرحلة الأولى نحو 30 بالمائة من مستواها قبل أن تسيطر حماس على غزة، وأضاف انه إذا صمدت الهدنة سترتفع هذه النسبة تدريجيا. وسمحت إسرائيل بدخول معونات إنسانية لكنها خفضت إمدادات السلع غير الأساسية مثل مواد البناء وكذلك الوقود قائلة أن أبناء غزة ينبغي ألا يتوقعوا أن يعيشوا حياة طبيعية بينما يتعرض الإسرائيليون لهجمات صاروخية. وقال يوسي ميكلبرج الزميل بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن إن إسرائيل وحماس من مصلحتهما إنجاح التهدئة، وأضاف «حماس... تكبدت خسائر كبيرة» مشيرا إلى خسائر في الأرواح وتدهور في الظروف الاقتصادية في قطاع غزة لكنه أوضح أن الحركة تمكنت من مواصلة هجماتها عبر الحدود، وتابع «من الواضح (لإسرائيل) أن الحل العسكري لا يجدي فهو لا يوفر سوى حل جزئي.» وقال مسئولون إسرائيليون إن إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر -وهو المعبر الوحيد لسكان غزة إلى العالم الخارجي دون المرور عبر إسرائيل- مشروط باتفاق على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز جلعاد شليط. وعن شليط الذي احتجزه نشطاء من غزة تسللوا إلى إسرائيل قبل عامين قال ميكيل «نحن نتوقع استئناف المفاوضات بشأنه في الأجل القريب.» وقال مشعل أن المفاوضات بشأن رفح ستستمر بين مصر وحماس وحركة فتح التي يرأسها عباس والأوروبيين الذين نشروا مراقبين عند المعبر، لكنه أصر على أن شليط لن يطلق سراحه ما لم يتم تحرير سجناء فلسطينيين على قائمة أعدتها حماس.