تواجه المنطقة العربية والإسلامية حالة خطيرة من الفوضى السياسية والإعلامية والأمنية من خلال أكثر من موقع دولي تتزعمه الولايات المتحدة في إداراتها الحالية التي تزحف إلى بلدان المنطقة حيث تنسج أوضاعها الخفية للسيطرة عليها من خلال إثارة الفتن الطائفية والسياسية والتعقيدات الدينية وتبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهوداً مضاعفة للحفاظ على إرثها العالمي (الاستعمار) وتتحفز مواقع دولية أخرى للمشاركة في اللعبة الدولية التي تجعل من المنطقة مواقع استباحة دائمة تارة تحت عناوين الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل كما جرى في أفغانستان وفي العراق وتارة أخرى تحت عناوين الملاحقة القضائية كما يجري في هذه الأيام مع السودان ورئيسه البشير وشعبه.إن مشروع الهيمنة الأمريكية على المنطقة والذي انكفأ مع بوش الابن يحاول استعادة حيويته مع الإدارة الأمريكية الجديدة ولكن بأساليب مغايرة وضمن برنامج عمل جديد لأن الهدف النهائي يتمثل في استباحة بلداننا وفرض التبعية السياسية عليها ومنعها من اللحاق بالركب العلمي العالمي وبالتالي عدم السماح لها باجتياز حاجز التفوق النوعي الإسرائيلي ومنعها من ان تهدد الأمن الإسرائيلي الإستراتيجي.كما يحاولون تسوير الأمور بينما يشجعون إسرائيل ويوافقونها على استباحتها للأمن العربي والأمن الفلسطيني على وجه الخصوص منذ ما يزيد على ستين عاماً.وفي اتجاه آخر فإن زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة وخصوصاً إلى تركيا تركت الكثير من الانطباعات وأشارت كثير من العناوين في الرسائل التي بعث بها (أوباما) إلى أكثر من اتجاه: والعرب في الوقت الذي لا يزالون ينتظرون أفعالاً تؤكد الأقوال السابقة واللاحقة تتساءل عن ما يقصده الرئيس الأمريكي من أن السلام في المنطقة يمكن أن يتحقق إذا قدم الفريقان الفلسطيني والإسرائيلي التنازلات.إن العالم بأسره يعلم أن الفلسطينين والعرب قدموا كل ما بجعبتهم من دون أن تقدم إسرائيل شيئاً يذكر ومن دون أن يعترضها أحد في العالم العربي ويطالبها بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحتى من دون أن يحرك أحد في وجه حكومته الجديدة عنوان مشروع الدولتين اللتين أعلن مسبقاً أنهما مرفوضتان لدى إسرائيل وإنها لا تقبل أن تتلقى التعليمات السياسية من الإدارة الأمريكية (إدارة أوباما) أو غيرها لأن اليهود هم الذين يسيطرون على الكونجرس الأمريكي وعلى الإدارات الأمريكية المتلاحقة.لقد قدم الفلسطينيون كل شيء فهل يراد لهم أن يقدموا حياتهم ووجودهم حتى يحصلوا على وسام جديد من الإدارة الأمريكية الجديدة أنهم معتدلون ومتسامحون.
|
اتجاهات
كيف يتحقق السلام للفلسطينيين
أخبار متعلقة