الثورة اليوم تواجه تحديات تعترض مسيرة التنمية وتنعكس سلبا على واقع العمل التنموي سواء أكانت بالتمرد المسلح والخروج على قانونية ودستورية الدولة أو اندرجت في سياق الحركات التآمرية والعبثية الانفصالية التي تشوه جمالية منجز الوحدة وتتوارى لتحقيق أهداف لا وطنية تعمل على زعزعة النسيج المجتمعي وتهدد السلم والأمن الاجتماعي خدمة لمصالح شخصية وتنفيذا لمخططات استعداء خارجية وهذه الأعمال تعيق مسار التنمية وتصيب الاقتصاد الوطني بأضرار فادحة بما تقوم به من أعمال تخريب تطال الممتلكات العامة والخاصة وتدمر منجزات الثورة والوحدة ليدفع الوطن كل غالٍ ونفيس وليفنى أبناؤه وواقع تطوره وتنميته.وفي هذه المناسبة أدعو أبناء الشعب اليمني العظيم إلى اليقظة والحذر من الأفكار الضالة التي يروج لها بعض المتطرفين وأعداء الوطن، كما أدعوهم إلى الوقوف صفا واحدا ضد كل من يحاول إقلاق الأمن والسكينة المجتمعية، وأقول لأولئك العملاء والمستأجرين مهما طغيتم فإنكم منهزمون تحت وطأة إرادة الشعب، فعليكم بالعودة إلى رشدكم والجلوس إلى طاولة الحوار، إذا كانت هناك مطالب دستورية وحقوقية، وإصراركم على الغي والتمادي فيه سيكون له عواقب وخيمة عليكم، فأبناء الشعب لن يخضعوا لأفكاركم وتوجهاتكم الاستبدادية التي عفا عليها الزمن، بقيام الثورة وتضحيات أبناء اليمن البواسل الذين سطروا معارك بطولية وأسطورية عند قيام الثورة وفي حصار السبعين يومًا، وفي الدفاع عن الوحدة لرفع راية السلام والأمن ودحر فلول المرتزقة أينما كانوا، وها هم اليوم يسطرون المعارك في أودية وجبال صعدة لدحر المتآمرين وأعداء الثورة والوحدة والديمقراطية لرفع راية الوطن فوق كل راية ولتحقيق أهداف الثورة فوق كل اعتبار ليعم الوطن الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء.ونحن اليوم نعيش احتفالات ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين نذكر أن أهم أهداف الثورة هو بناء الإنسان ثقافيا وسياسيا وعلميا إلى جانب البناء التنموي وهو ما نشاهده اليوم، فقد عاش الشعب اليمني قبل قيام الثورة بعيداً عن التعليم، حيث كان التعليم محصوراً في أسر محدودة ولا يوجد خريجون أو ما شابه ذلك، وبعد قيام الثورة عم التعليم كل أبناء الشعب من دون استثناء، واليوم نشاهد الجامعات والمدارس منتشرة في كل ربوع الوطن وأسهمت في تخرج آلاف الدفع في مختلف التخصصات، فبناء الإنسان هو الهدف الأسمى الذي كان يصبو إليه آباؤنا الأحرار، ولا ينكر خيرات الثورة والجمهورية إلا ناكر للجميل أو حاقد على الوطن ومنجزاته وإذا وجدت سلبيات في بعض الجوانب فإنها تعالج في زخم المنجزات المختلفة في التعليم والصحة وتنمية الإنسان ومعيشته وثقافته، فقد أحدثت الثورة اليمنية تغييراً جذرياً في حياة الشعب اليمني؛ فإذا نظرنا إلى ما كان عليه الشعب اليمني قبل قيام الثورة وكيف اختلف الوضع بعدها لوجدنا فارقاً كبيراً، ونحن اليوم أبناء الجيل الثاني والثالث من الثورة التي انطلقت بأبناء الشعب اليمني من عصور الظلام والكهنوت والدجل إلى عصور الحرية والديمقراطية والأمن والأمان وهو ما ننعم به اليوم، علينا الترحم على شهداء الثورة الذين ضحوا بأنفسهم لأجل هذه المبادئ الغالية والعظيمة، وعلى أبناء الشعب اليمني بداية من الأسرة والمدرسة ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب العمل على الاصطفاف الوطني والتلاحم ضد كل الأفكار الضالة التي أجمع أبناء الشعب اليمني من صعدة وحتى المهرة، على إدانتها وإدانة الإعمال الإجرامية التي ترتكبها فئة ضالة ليس لها هدف سوى التطرف والإرهاب وإقلاق امن والاستقرار عبر أفكار منبوذة ومتطرفة مبدؤها العنف، فنحن أبناء الثورة منهجنا هو الوطنية وحب الوطن والتضحية في سبيله، وندعو هذه الفئة إلى أن تعود إلى رشدها، فالوطن اليوم يعيش في كنف الديمقراطية التي يجب على الجميع الانخراط فيها ووضع المطالب الحقوقية تحت مبادئها، أما حمل السلاح والإضرار بمصالح الدولة وتشريد المواطنين من النساء والشيوخ والأطفال هذا شيء لا يعقل وهو دليل على الجهل المخيم في عقول تلك الشرذمة التي استغلت المناخ الديمقراطي، فجميعنا يدرك أن هناك سلبيات ولكنها تعالج تحت السقف اليمني وتحت إطار المؤسسات الدستورية وتحت إطار الصحافة الفريدة في بلادنا التي خطت خطوات كبيرة، فالعنف وحمل السلاح صفات بعيدة عن أخلاقيات الشعب اليمني الذي وقف ضد تلك الجماعات إلى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن في التصدي ومقاومة ودحر أصحاب الأفكار الضالة الغريبة عن المجتمع اليمني وما نشاهده من اصطفاف وطني اليوم هو الدليل على ذلك، كما أنه درس لأصحاب الأفكار الهدامة الذين لم ينفع معهم التسامح، فآباؤنا الثوار وهبوا أرواحهم ودماءهم الزكية الطاهرة لتحقيق الاستقرار الوطني ونحن الأبناء حمينا هذه المشاعر والأفكار ولن نتركها وسنواجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن.إن قيام الثورة اليمنية بداية الطريق نحو المستقبل والعصر الجديد، فقد شهد الوطن بعد الثورة نهضة كبيرة في شتى مناحي الحياة، فالتعليم كان غائبا في زمن الإمامة البائد الذي كان لا يصل إليه إلا أبناء الأسرة الحاكمة وأقاربهم وكانت توجد مدرستان لهذه الشريحة فقط، وبعد قيام الثورة انتشرت المدارس والمستشفيات وعبدت الطرق وخرج أبناء الشعب اليمني من عصر الجهل والظلام والتخلف الذي ساد فيه الفقر والمرض إلى عصر الثورة والحرية التي دافع عنها الثوار ووهبوا دماءهم رخيصة في سبيل تحقيقها لانتشال أبناء الشعب اليمني من براثن الإمامة المتخلفة التي حرمته من أدنى حقوقه المعيشية والإنسانية.فمسيرة الثورة اليمنية خلال تلك السنين أنجزت كثيراً من عمليات البناء والتنمية، رغم العوائق التي تعترض هذه المسيرة المظفرة، من قبل بعض الحاقدين على الوطن الذين يعملون على إشاعة الفوضى وإقلاق الأمن والاستقرار خدمة لمشاريع تآمرية ضد الوطن وأمنه واستقراره، ولكن نقول لهم إن الشعب اليمني اليوم وبفضل أبنائه الشرفاء يقف صفا واحدا لحماية الثورة ومنجزاتها العظيمة شمالا وجنوبا وأقول لهؤلاء الحاقدين إنهم مهما تآمروا فإنهم فاشلون والوطن باق بفضل نضالات كل أبناء اليمن الحريصين على وحدتهم من دون أن يميز بينهم أحد.ان مسيرة الخير والعطاء تحقق للوطن كل يوم منجزجديد على طريق التطور والنماء والازدهار. فتحية للزعيم القائد بهذه المناسبة الوطنية الذي في عهده تحققت اهداف الثورةاليمنية المجيدة التي بها انتقل شعبنا الى مستويات متطورة في مختلف المجالات.. وبها ارتفعت هامة الوطن عالياً بين الأمم والشعوب.في كل بلدان العالم هناك احداث تاريخية لايمكن لها ان تنسى من ذاكرة التاريخ.. وفي بلادنا هناك احداث تاريخية عظيمة شهدها وطننا اليمني تمثلت في انهاء عهود الأئمة البغيضة صبيحة الـ26 من سبتمبر ،وكذا طرد المستعمر الاجنبي من ارض الوطن عند اندلاع الشرارة الاولى من على قمم جبال ردفان الشماء في الـ14 من اكتوبر.ان احتفالات شعبنا اليمني باعياده الوطنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر تأتي كوفاء لإستذكار من ضحوا بأغلى مالديهم ولن نستطيع الوفاء بما يمكننا القول عنهم، وماتنعم بلادنا به من تقدم وازدهار هو نتاج لعملهم الثوري والبطولي الرائع.واذا ماتحدثنا باختصار عن تعداد قواهم وعتادهم فلايمكن ان يقارن به اليوم، ورغم هذه المفارقات فان نجاحهم بالقضاء على النظام الامامي والاستعمار البغيض انما يدل على ايمانهم العميق بضرورة حتمية التغيير واعلان الثورة والحمد لله اليمن الآن اصبحت تنعم بالخير والأمن والاستقرار واصبحت تمتلك قوة عسكرية كبيرة مؤهلة وقادرة على الدفاع وحماية امنها وسيادتها،واصبحت تواكب التحديث والتطوير وذلك في ظل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة الذي يحث دائماً على البناء النوعي للقوات المسلحة ومواكبة كل جديدة. ووعي عميق انهم ذراع الشعب الطولى التي يضرب بها اعداءه الذين خرجوا من اجداث ازمنة غابرة ولن تعود والوطن اليمني مسيج بهذه المؤسسة الوطنية الكبرى -القوات المسلحة والأمن- والوحدة اليمنية تتحطم على صخرتها الصلدة كافة الدسائس والمؤامرات.