[c1] زعانف القرش ليست وجبة رائجة بين الشبان الآسيويين[/c] تايبه/سنغافورة /14أكتوبر/رويترز: أخذ العريس السنغافوري هان سونجوانج حملته لوقف استهلاك واحد من أشهى المأكولات الاسيوية إلى مستوى جديد حين وضع بطاقات بريدية تحمل صورة لسمكة قرش نافقة على مقعد كل ضيف في وليمة زفافه.وبدلا من حساء زعنفة القرش وهو طبق لا بد منه في الكثير من ولائم حفلات الزفاف الصينية قدم هان لضيوفه حساء سرطان البحر.وقال هان وهو مدرس جغرافيا تزوج من عاشقة للغطس في ديسمبر الماضي «اذا كان باستطاعتنا إنقاذ العدد (س) من القروش... فلم لا..»وبدأ المعنيون بالحفاظ على الحياة البرية الذين طالما اشتكوا من شعبية حساء زعنفة القرش يرون مؤشرات على انخفاض معدلات الاستهلاك حيث أصبح الشبان في آسيا على وعي بالاثر البيئي لهذا الطبق القيم.ويضاف إلى هذا الأزمة المالية العالمية مما اضطر الاسيويين إلى شد أحزمتهم وتقليل زياراتهم للمطاعم أو الطلب بأسلوب أكثر اقتصادا من قوائم الطعام.ولطالما كان حساء زعنفة القرش الذي هو علامة على الثروة والوضع الاجتماعي جزءا ضروريا من موائد حفلات الزفاف والاحتفال بالعام القمري الجديد.وحتى وقت قريب كان الاغنياء فقط هم من يتحمل تكلفة هذا الحساء. لكن الطلب زاد في الأعوام الاخيرة نتيجة لازدياد الثراء في شرق آسيا.وسببت كمية زعانف القرش المطلوبة والبالغة نحو 800 الف طن متري في العام تراجعا حادا في أعداد اسماك القرش. ونحو 20 في المائة من جميع أنواع القرش الآن معرضة للخطر.وينتقد المعنيون بالحياة البرية الآن بشدة قتل اسماك القرش عبر إزالة زعانفها حيث تقطع الزعانف ويعاد القرش الحي إلى البحر. ولا يستطيع السباحة بشكل ملائم فيختنق القرش او تقتله الضواري.ويقول جلين سانت رئيس البرنامج البحري بجماعة ترافيك البريطانية المعنية بالدفاع عن الحياة البرية «اليوم لدينا إمكانية هائلة للوصول إلى المعلومات. أصبح من الصعوبة الشديدة بمكان قول (لم أكن أعلم).»وحث الشبان الاسيويين على اتخاذ موقف وقول «يجب الا يكون عدم إدراج (حساء) زعنفة القرش على قائمة طعام زفافنا اهانة.»وعلى الرغم من الجهود المبذولة لحظر «ازالة الزعانف» يقول نشطاء في مجال الدفاع عن البيئة ان هذه العملية ما زالت تمارس حيث يريد صيادوالزعنفة القيمة لكنهم لا يريدون تخزين بقية سمكة القرش حيث ان سعر لحمها منخفض في سوق الاسماك.وفيما يتخذ شبان اسيويون مثل هان موقفا ضد حساء زعنفة القرش يأمل نشطاء في مجال حماية البيئة حدوث انخفاض في الاستهلاك على المدى الطويل. لكن لا يزال هناك سوق قوي من المستهلكين القدامى الذين يطلبون الحساء في مناسبات سعيدة.وأضافت جويس وو وهي مسؤولة برنامج في منظمة ترافيك ان الطلبة والاشخاص في العشرينات من عمرهم لن يذهبوا إلى مطعم للقرش كما أن 15 دولارا للطبق ليس سعرا رخيصا.وذكر تقرير لمنظمة ترافيك أن اندونيسيا وماليزيا وتايوان وتايلاند والصين بما فيها هونج كونج كلها من كبرى الدول المستهلكة للزعانف. وأضاف التقرير أن المتاجرة في منتجات اسماك القرش بلغت قيمتها 310 ملايين دولار في عام 2005 تمثل الزعانف 40 في المئة من مجملها.وتنخفض هذه الاعداد حيث يتجنب المستهلكون الشبان هذه الوجبة الشهية بالنسبة لابائهم.وذكرت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة أن استهلاك اسماك القرش انخفض على مستوى العالم بعد أن بلغ ذروته بكمية وصلت الى 897 الف طن متري عام 2003 الى 758 الف طن متري عام 2006. وتقول منظمة ترافيك ان الزعانف تمثل نسبة صغيرة بشكل متزايد من المجمل.وأوضحت ايفون سادوفي استاذ الاحياء بجامعة هونج كونج انها تعيش لفترة طويلة. ومعدل تكاثرها منخفض. بمعنى اخر هي لا تنتج سوى بضعة صغار كل عام أو كل بضعة أعوام... وبالتالي لا يمكن أن نأخذ الكثير.وتغيرت الأذواق إلى جانب وعي الاسيويين الشبان. ويقول شانج كوان ليانج تشي وهو طالب بجامعة تايوان الوطنية جرب الطبق المقرمش الذي يشبه الهلام مرتين في مناسبات رسمية انه يفضل أطعمة أخرى ويتجنب المطاعم التي تقدم زعنفة القرش قرب الحرم الجامعي وأضاف «طلبة الجامعة لا يذهبون الى هناك ابدا.»وحتى رؤساء الطهاة يأملون في تغيير الاتجاه. وفي الاجتماع السنوي لرابطة الطهاة في سنغافورة حذف حساء زعنفة القرش الذي يقدم تقليديا في هذه المناسبة من على قائمة الطعام.ويقول اوتو ويبل وهو مدير الاغذية بأحد اكبر فنادق سنغافورة «التوقف عن تقديم زعنفة القرش في مطاعمنا أصعب كثيرا حيث ان الزبائن ما زالوا يطلبونه. لكننا نستطيع أن نأخذ موقفا بصفتنا الشخصية.»ورضخت شركة ديزني عملاق الترفيه للضغوط من النشطاء في مجال حقوق الحيوان وحذفت هذه الوجبة الشهية من على قائمة طعامها حين افتتحت ديزني لاند في هونج كونج عام 2005.وحظرت بعض الهيئات الاسيوية المسؤولة عن الصيد «ازالة الزعانف» وتراقب الزوارق لمنع الصيد غير القانوني للانواع المعرضة للخطر.وأنقذت السلطات في جنوب الصين في الاونة الاخيرة أحد أسماك القرش من ناقلة بعد أن نما الى علمها أنه سيذبح لتتحول زعانفه الى حساء يقدم في وليمة لسبعين شخصا.وأكدوا باعة زعانف القرش ان مبيعاتهم تأثرت بالاقتصاد. وفي ظل معاناة تايوان وسنغافورة وهونج كونج من الركود تضاءل عمل المطاعم. وأضافوا أن المستهلكين الأكبر سنا كانوا يشترون كميات اكبر في أوقات أفضل.واوضحت شين لي تشينج وهي بائعة في تايبه منذ 30 عاما تبيع الزعانف المجففة بالكيس بسعر نحو 90 دولارا للكيس «اذا اكله الناس يكون هذا في مناسبة كبيرة.» واستقرت بعض أكياس الزعانف المجففة المقطعة لسنوات على أرففها.وأشار وو هويهان المسؤول من رابطة الاطعمة البحرية المجففة بالمدينة إلى أنه في مدينة جوانجتشو بجنوب الصين شهدت متاجر الاطعمة البحرية المجففة البالغ عددها 1200 انخفاضا في أسعار زعانف القرش بنحو 40 في المائة منذ بدأت الازمة المالية.وقال جيف بون وهو بائع زعانف في سنغافورة «الناس يحتفظون بأموالهم للانفاق على الضروريات. الاشياء التي تملأ معداتهم.»
|
اتجاهات
بكـل الاتجـاهـات
أخبار متعلقة