محمد حمود الهدلاءكشف التقرير الرسمي الذي أصدرته هيئة حقوق الإنسان السعودية على لسان الناطق الرسمي الدكتور زهير بن فهد الحارثي، عن وجود كثير من شبابنا السعودي في السجون والمعتقلات في بلاد الشام، والعراق، ولعل أبرز ما جاء فيه من نقاط كالتالي:وجود ثمانية سعوديين في السجون اللبنانية غير الذين قضوا نحبهم، و73 سجيناً في الأردن في قضايا مختلفة، إلى جانب عدد غير محدد رسمي في السجون العراقية والسورية، وتضمن التقرير أيضاً أن أغلب الموقوفين من صغار السن لا تتجاوز أعمارهم الـ20 عاما،. وأن أغلبهم غرر بهم عن طريق منظمات وجماعات تقوم باستدراجهم من سوريا والعراق في معركة نهر البارد. وكشف لهيئة حقوق الإنسان عدد من الموقوفين أنه صور لهم أن ما يحدث في نهر البارد جهاد حقيقي، ثم تيقنوا أن المسألة هي تصفية حسابات بين أطراف عدة، تم إقحامهم فيها بلا مبرر، ثم تبين لهم بعد ذلك أنه تم بيعهم للجماعات في لبنان بقيمة ثلاثة آلاف دولار للشخص الواحد. وقد توصلت الهيئة من خلال ما طرحه الموقوفون من أقوال ترسخ المقولة أن هناك جهات تمول وتوظف وتستخدم الشباب السعودي في أعمال التفخيخ. انتهى التقرير وبدأ التساؤل الذي يطرح نفسه علينا بقوة: هل آن الأوان أن نعترف بوجود المشكلة، وأنها أصبحت ظاهرة، ثم نبحث عن الأسباب الحقيقية لوجودها بكل صراحة ووضوح وشفافية، لكي نصل معاً إلى حلول جذرية لاجتثاث هذا الإرهاب من جذوره، وعلاج هذه الظاهرة من أساسها؟ لا يشك عاقل في نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب الميدانية والتي حقق من خلالها رجال الأمن البواسل الكثير من العمليات الاستباقية، ولكن يبقى الجانب الفكري ودوره الوقائي والاستباقي هو المعني، فالقضاء على الإرهاب يستلزم القضاء على مسبباته وجذوره، من خلال إيجاد استراتيجية فكرية تربوية تشترك فيها جميع مؤسسات المجتمع، مع توسيع دائرة البحث عن الأسباب الحقيقية للإرهاب مع دراسة شاملة للظروف النفسية والاجتماعية والأسرية التي تدفع هؤلاء الشباب إلى ترك بلدهم والذهاب إلى مناطق الصراعات المختلفة؟ ومن يقف وراءها؟ من المسؤول عن تجنيد شبابنا في خلايا إرهابية، ومن يمولهم، من يوظفهم في الخلايا الإرهابية، من هم المُنظرون الذين يُغررون بصغارنا ويستغلون سذاجتهم ويُصورون لهم الصراعات الإقليمية والخلاف بين الأحزاب والجماعات أرض جهاد حقيقية ومن باع شبابنا بأبخس الأثمان لهذه الجماعات. ومن قبض الثمن، هؤلاء هم المعنيون بالبحث والتحري هم عدونا الأول بل هم الأخطر.قال الله تعالى "هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون"، هؤلاء يستترون خلف اسم الإسلام لا أعتقد أن من يفعل هذه الأشياء يمت إلى الإسلام بصلة إلا بالاسم فقط، لا يريدون خيراً للإسلام والمسلمين كما يزعمون، هؤلاء هم خفافيش الظلام يريدون أن يحولوا بلادنا إلى أفغانستان وعراق آخر، يبحثون عن تدخل الآخرين في شؤوننا، يجب علينا أن نقف جميعا صفا واحدا، كل منا على ثغر لمكافحة الأيديولوجيا المتطرفة التي تغوي شبابنا، لا بد لنا أن نحدد موقفنا بوضوح وأن نقف موقفاً صادقا مع رجال الأمن في حربهم المصيرية مع الإرهاب لا نتركهم وحدهم في الميدان يواجهون مصيرهم، نقف مع قيادة هذه الدولة المباركة التي قدمت الخير الكثير للإسلام والمسلمين، وقفت مع الجميع فيجب علينا أن نقف معها ضد من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار الذي نعيشه ونميط اللثام ونزيل الأقنعة عن الوجوه التي تسعى جاهدة لاختطاف عقول شبابنا والقضاء على مكتسباتنا ومدخراتنا الحضارية. لا بد أن يتعاون رب الأسرة مع السلطات للإبلاغ عن أي انحراف فكري يلاحظه على ابنه حتى يتم تداركه وعلاجه قبل أن يبحث عنه بين أشلاء المنتحرين، لا بد لمدير المدرسة ومسؤول الجامعة أن يتأكد أولاً من سلامة فكر ومعتقد معلميه حتى لا يبثوا سمومهم في عقول أبنائنا، لا بد لوزارة الشؤون الإسلامية من متابعة أي نشاط دعوي والإشراف عليه وحسن اختيار القائمين عليه، لا بد لوسائل الإعلام أن تفضح الطرق التي ستخدمها المجندون لأبنائنا وأساليب تجنيدهم، لا بد لأصحاب المصارف من الإبلاغ عن أي نشاط مالي مشبوه قد يساعد في دعم عملياتهم الإجرامية. فلنكن جميعاً رجال أمن في علاقة تفاعلية بين المواطن ورجل الأمن في كشف مخططاتهم وبيان زيفها وبطلانها بالحجة والدليل القاطع، والإبلاغ عن كل نشاط مشبوه يحاولون إضفاء الشرعية عليه ويستترون خلفه، يجب أن تشتمل دائرة البحث والتحري حتى المتعاطفين معهم من أجل الوصول في نهاية الأمر إلى تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على بؤره وإغلاق المنافذ وتجفيف المصادر التي من الممكن أن يصل إليها تمويل نشاطهم الإرهابي.[c1]* نقلاً عن/صحيفة الوطن السعودية[/c]
من المسؤول عن تجنيد شبابنا في خلايا إرهابية؟
أخبار متعلقة