لست أدري ماذا جرى لإنسان العصر الحديث ( عصر التكنولوجيا ) والانجازات العظيمة ولست أدري ماذا جرى له فقد أصبح من السهل عليه تقمص دور حيوان الغاب واصبح شديد التوحش وعنيف التصرف فظيعاً بشعاً كأنما فقد عقله وقلبه وضميره وتجرد من كل المشاعر والاحاسيس ، فالانسان خير مخلوقات الله على الارض فقد كرمه الله سبحانه وتعالى ورفعه واوصاه بكل جميل وحسن ولكنه في هذا العصر وببساطة لم يعد إنساناً كما تؤكد ذلك أفعاله يوماً بعد يوم وتطالعنا بها الصحف والمجلات كل صباح ولست أعني أخبار الحروب والدمار وكبت الشعوب واضطهادها وتحطيم احلامها ووأد أمانيها ولكنني أعني أنباء الانسان العصري في مجتمعه الضيق جداً .فما رأيكم برجل يقتل خمسة أفراد من عائلته من بينهم سيدة حامل وطفلان بسبب خلافات عائلية ورجل بريطاني يتزوج حماته التي تكبره بعشرين سنة والتي سبق لها أن طلقت مرة وترملت مرتين بعد أن قام بتطليق ابنتها . ورجل آخر يقتل أمه التي جاءته زائرة ويخفي جثتها في كنبة بيته ويهرب ورجل من بنجلاديش يبيع زوجته العروس سداداً لدين عليه لايزيد عن 06 دولاراً ورجل تتوفى زوجته فلايخبر أحداً ويتركها في سريرها 8 سنوات كاملة فلايكتشف حتى البوليس وجودها وموتها إلاّ بعد أن يموت هو وتفوح رائحة العفن من بيته ليس حباً وغراماً بالطبع إنما حيوانية وخبلاً منه .. وقصة أخرى عن امرأة تقتل زوجها بالبلطة لأنه طالبها ( بحقوقه الزوجية) وشقيقان ينبشان قبر والدهما ويخرجان جثته بحثاً عن رقم حساب بنك سري يعتقد أن محفور على أسنانه وهما يريدان التوصل الى سحب هذا الرصيد السري للوالد المتوفي الذي أخفى حقيقته عنهما . ورجل يقتل زوجته ويضع جثتهما في الثلاجة ويتسلى بأكل لحمها قطعة قطعة ويسعد بمصمصة عظامها عظمة عظمة . كل هذه الاخبار في شهر واحد أو أقل اي عالم هذا الذي أصبحنا نعيش فيه وأي إنسان هذا الذي يعمر الارض هذه الايام وأي تعاسة هي قدرنا أن نرى ونسمع مايحدث ويجري من هذه الامور لم يعد هناك مكان للخجل او الحرج والتعفف ولم يعد هناك مبرر للانزعاج من منظر الدم او القلق من فكرة القتل او وخز الضمير من القيام بمثل تلك الاعمال المنافية للعرف والتقاليد والاخلاق فلاوجود للعرف والتقاليد والاخلاق والقيم فكل شيء أصبح مباحاً ومستباحاً علي مستوي الانسان العادي .. فأي عجب أن يباح ويستباح أيضاً كل شيء على مستوى الدول والحكومات والشعوب وما أتعس جيلنا فنحن نرى ونسمع مالم تر عين ولاسمعت أذن وما أشد حاجتنا للتضرع واستجداء رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه لعله يرضى ولعله يعفو عنا فيصلح حالنا .. فما أضعف الانسان لويدري وما أتفهمه رغم كل تجبره وغروره ولقد أراده الله خيراً ولكنه سحق كل الخير فأضاع كل القيم وضاع معها فمن يطالع صحف اليوم لايجد له أية حيلة أمام التعاسة والآلم واليأس .داليا عدنان الصادق
|
اطفال
كيف ينسى الإنسان أنه إنسان؟!
أخبار متعلقة