عندما نتحدث عن مدن تاريخية موجودة وحاضرة بالقوة وذلك ليس إلا أن لها امتداداً تاريخياً وحضارياً ومن هذه المدن التاريخية مدينة احتضنت التاريخ بمفهومه الواسع وهي مدينة الهجرين الباسلة في محافظة حضرموت التي كتب لي القدر أن أزورها مرة من المرات حيث يحكي التاريخ أن هذه المدينة موجودة من قبل بزوغ شعاع الإسلام حيث كانت عبارة عن هجرين أي قبلتين ثم تم اندماجهما ببعضهما البعض ليصبح أسمها الهجرين. واللافت أن هذه المدينة بمجرد دخولك إليها أو حتى مرورك فيها لابد أن توقفك لترى وتتفكر بهذا الصرح المعماري والحضاري المبني من الطين حيث أن أبراجها الطينية تعانق عنان السماء دلالة واضحة المعالم على إبداع الإنسان اليمني وبراعته في الهندسة المعمارية. حيث تحدث شجوناً ووقعاً في النفس للوقوف والتأمل لمثل هذه الحضارة التي تعتبر ملكاً للبشرية التي تأسر الزائر إليها بمجرد وصوله حيث يجد ابتسامات الناس البسطاء والمعروف عنهم الجود والكرم وتدفعه إلى نسيان ما يمكن أن يكون قد أحاطه من إرهاق وتعب المسافة التي تستمر ساعات من مدينة المكلا فدخول هذه المدينة التاريخية ليس كالخروج منها حيث تعتبر قبلة سياحية لكل السياح والقادمين من معظم دول العالم لرؤية هذه المدينة التي تتحدث عن نفسها. نعم أنها مدينة ساحرة وآسرة للقلب بكل ما تحتويه الكلمة من معنى حيث أن سجل مجراها التاريخي لا يزال ساطعاً في صفحات التاريخ ورقماً صعباً في أذهان المؤرخين ودور الحضارة. هذه المدينة التي تتزين بأقراط سحر الطبيعة التاريخية حيث جمالها التاريخي يسرق نور البصر ويخطف العقل ما يستدعي للوقوف والتأمل في هذا المشهد الجمالي حيث أشجار النخيل الباسقة المحاذية لها تداعب نسيم الهواء العليل وسط طبيعة وبيئة فائقة الجمال ما يدعم مفاتنها بالإضافة إلى العبق التاريخي النابع منها ما يعمل كل ذلك على اكتمال صورة جمالية لهذه المدينة.
|
اتجاهات
مدينة الهجرين.. مهد الحضارة والتاريخ
أخبار متعلقة