الحلة الجميلة التي ارتدتها عدن مؤخراً من خضرة وتشجير ورصف لشوارعها الداخلية «الزغاطيط باللهجة العدنية »، بالأحجار، صار ملفتاً ويبعث على الارتياح ، وهنا نسجل آيات الشكر والتقدير لأولئك الذي يرسمون لوحات جميلة على كريتر الحي/المدينة الصامدة البطلة، ليجعلوا منها نموذجاً للأحياء النظيفة الجميلة ، وهم أولئك العمال أًصحاب المهارات التي تفرحنا وتبهجنا ، كما هي للإخوة المسؤولين الذين يقفون وراء هذا العمل والجهات الداعمة والمانحة .. لهم جميعاً شكرنا وتقديرنا ، وذلك أقل القليل في حقهم!إن الاهتمام بعدن وأحيائها ،ذلك الجهد المحمود الذي نرى أنه جاء في وقته ومكانه ،لأن المدينة تحتاج إلى إعادة صيانة وترميم لمبانيها ،شوارعها، أحيائها، وهو الأمل الذي ينشده أبناء عدن وسكانها وأهلها جميعاً ، لأن بعض الأماكن تبعث على الحزن وبعضها تبعث على الحنق، إذا أن التناقض الحاصل بين ما هو للمواطن ، وما هو للمسئول والتاجر والغني بادٍ للعيان، لذلك كان هدفنا هنا أن نشير إلى أنه بمثلما نرى الاهتمام بالشوارع وإنارتها والأحياء كشكل ظاهري يضيف على المدينة جمالاً ورونقاً ، فإننا نريد أن يشمل ذلك الجهد والاهتمام المباني والمساكن القديمة التي تهدد سكانها بالأخطار المحدقة..لقد تحدث ذات يوم الأستاذ طه غانم، محافظ عدن الأسبق ، في أحد لقاءاته مع سكان المعلا على سبيل المثال قائلاً: إهتموا بعماراتكم المملكة لكم ولا تعتقدوا أن الدولة ، لو سقطت عمارة ستوفر لكم حتى (الخيام).. لذلك إحرصوا على مساكنكم.. وستقوم الدولة بمساعدتكم .. وهنا أتفق على تشكيل لجان لكل عمارة سكنية بواسطة مهندسين ، أغلبهم من المجالس المحلية المنتخبة ، واعتمدت الموازنات ، لكن للأسف ، ضاع المشروع ولم ينفذ .. ولا نعلم ما هي المبررات ، واليوم نجدها فرصة لإعادته ، لأن المباني قد مرت عليها سنوات طوال ولا تحتمل بعضها الانتظار أكثر ، والمحافظ الجديد تهمه قضية كهذه حتماً..والاهتمام بالمباني جزء هام من الاهتمام بالمدينة .. وعليه نطلب من المحافظ وأعضاء المجالس المحلية في المحافظة ، والمديريات، نطلب منهم عملاً ملموساً ويكفينا تنظيراً وخطباً ، ونوضح بأن قانون التمليك ينص في أحد موارده على أن تكون (50%) من قيمة أي مسكن لأغراض الصيانة والترميم .. وهو حق نتمسك به، إضافة إلى أن المواطن سوف يدفع قسطاً مناسباً من راتبه الشهري ،وفقاً لما تقره لجان هندسية تقوم بهذا العمل ، دعماً لتنفيذ صيانة مهمة وفاعلة ، بمثلما كانت تحدث قبل الوحدة في هذه المباني ، هنا في عدن بشكل عام!إن خيرات الوطن في ظل الوحدة كبيرة وكثيرة، وهنا لابد من مضاعفة العطاء ، لأن هذه المباني قديمة والصيانة والترميم مطلوبان سريعاً ، ولا يعقل أن نهتم بالشكل الظاهري فقط : فالجوهر والأساس لا بد له من إهتمام لتكتمل اللوحة ، وليثق الناس فعلاً بقيادتهم التي تهتم بهم وترعاهم ، وتقدم الغالي والثمين في سبيل إسعادهم ، كأغلى رأسمال في هذا الوطن الغالي!وإننا إذ نرفع هتافاتنا بسرعة التدارك .. حتى لا تحدث كارثة، نشير إلى أنه قد آن الأوان لتفعيل أعمال (المياه والكهرباء) اللتين لهما مساهمة كبيرة في تدهور المباني وإحداث أضرار بالغة ،لعدة أسباب،منها عدم الاهتمام من قبل الجهات المسئولة وأهمال أشياء قد تؤدي إلى كوارث ، مثل عدم محاسبة سارقي التيار الكهربي وشفاطي المياه خلسة هذا من ناحية ، أما المواطن فهو العقبة الكأداء ، لأنه فقد الأمل والثقة ، وصار يتعامل بلا مبالاة ، حتى ولو كان ذلك يضره أول الناس .. لذلك يقولون (وافق شن طبقه) أي أن الجميع التقوا على التواكل والسكون، وهي الكارثة ..!نريد تفاعلاً يحدث صورة جميلة وغير مشوهة للمباني ، وتعالوا شوفوا بأعينكم لتروا لوحات الكهرباء وعدادات المياه في العمارات ، إنها تمثل العبث ، ولاشيء غيره .. فهل نتدارك ذلك .. أم نكتفي بالهدار ، والمثل يقول:( المكسر أعكر مية مدار)؟! نأمل أن يستجاب لكلماتنا ونداءتنا المتكررة.. وتلك غاية ، المطلوب تحقيقها سريعاً..والله يهدينا سواء السبيل .
|
اتجاهات
عدن ..رصف وتجميل وتشجير .. فأين الترميم ؟
أخبار متعلقة