صباح الخير
عم الإضراب المناطق اللبنانية، وأحرقت الإطارات وأغلقت الطرقات ومنع الموظفون من الذهاب إلى أماكن عملهم، حتى الأطباء الذين وراءهم مرضى في حاجة إليهم لم يستطيعوا أن يذهبوا إلى عملهم، شلت حركة البلد واصبح على وشك الانهيار، وتطور الاعتصام إلى إشتباك وضرب بالرصاص، وحين تسأل المعارضة اللبنانية عن سبب هذه الفوضى التي تدمر البلد، فالجواب جاهز وبسيط: الهدف من الاعتصام هو إسقاط السنيورة، وربما يرد عليك آخر: الهدف هو تشكيل حكومة وطنية بالثلث الضامن.وإذا كان الثلث الضامن أو المعطل أو ما إلى ذلك هو موضوع خلاف فالحل في الحوار وفقط الحوار لان الشارع لم يكن يوماً حلاً لأي مسألة، الحوار هو لغة العقل والضمير هو المفتاح لكل ما قد يوصده الدهر، أما الشعارات والهتافات والهرجلة فلم تكن يوماً حلاً ولن تكون.والمتابع لمجريات الأمور في المنطقة سيلحظ شيئاً عجيباً في اختلاف ايديولوجيات المعارضة العربية ففي مصر دخل الإخوان المسلمون الانتخابات البرلمانية بشعار (الإسلام هو الحل) أما في لبنان فاختلف الأمر قليلاً فبعد أن أسفرت الانتخابات البرلمانية اللبنانية عن فوز قوى (14 آذار) وأصبحت المعارضة الحالية اقلية وبعد الاختلاف على عدد من أمور الحكم، فلم يكن هناك حل سوى الشارع.. نعم فبحسب ما يدعي حزب الله وحلفاؤه فان السلطة لم تدع مجالاً للحوار، يأتي ذلك في الوقت الذي تجدد فيه حكومة السنيورة دعوتها للمعارضة للجلوس الى طاولة الحوار.كم كان تكاتف اللبنانيين جميلاً في وجه العدوان الإسرائيلي رغم بشاعة الحرب، وكم كان جميلاً منظر القادة اللبنانيين وهم يجلسون إلى طاولة الحوار، وكم هو المنظر محزن اليوم واللبنانيون منقسمون، والطرقات مغلقة والاقتصاد منهار، والحركة مشلولة.نعم .. الحوار فقط .. الحوار هو الحل، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، تغليب مصلحة لبنان على أي شيء آخر والتفاهم والوحدة حتى يبقى لبنان قوياً بوحدته.لبنان لن يتوحد باعتصام فريقين كل على حده، ولن يتوحد لبنان بنزول فريق إلى الشارع وبقاء فريق في البيوت، ولن تأتي حكومة الوحدة الوطنية عبر الشارع، لن تأتي حكومة الوحدة عبر الإضرابات المدمرة للحياة الاقتصادية والاجتماعية، ولن تأتي حكومة الوحدة عبر التنابز بالألقاب والتطاول بسوء الأدب على الساسة والقادة وحرق الإطارات وإغلاق الطرقات.نعم لا يتصور عاقل أن يكون حصاد الاشتباكات وأعمال العنف هو حكومة وحدة وطنية، لكن الحوار هو الذي يمكن له أن يحل أعقد القضايا، الحوار هو الحل وهو المخرج من المأزق الحالي لكل الأطراف !!