ينتشر أكثر في المناطق العشوائية
القاهرة/14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية : الدرن هو أحد الأمراض التي تنتج بسبب التلوث البيئي والعيش في أماكن سيئة التهوية أو بتناول اللبن غير المغلي جيدا .. ولذلك فإن أكثر المناطق التي تعاني من هذا المرض هي المناطق العشوائية التي تقدر بنحو 1150 منطقة في مصر ويسكنها ملايين المواطنين في حياة تحت خط الفقر. ومن هنا تتضح خطورة هذا المرض وما يسببه من مشاكل خاصة أنه يعد من الأمراض المعدية وأنه من السهل انتقاله من شخص إلى آخر .. فما حقيقة هذا المرض؟ وما هي خطورته؟ وماالمشاكل المترتبة عليه وطرق الوقاية والعلاج وأدوار المؤسسات المختلفة في هذا المجال ؟يقول د. محمود عبدالمجيد استشاري الأمراض الصدرية بالقاهرة : الدرن مرض يصيب كل أعضاء الجسم ولا يقتصر على الرئة فقط كما يعتقد الكثيرون ، وهو ينتج عن ميكروب ينشط بالجسم ويتكاثر مع ضعف مناعة الجسم العامة والوجود في ظروف بيئية سيئة ، ومن هنا كانت معظم الحالات تظهر بين من يعانون من سوء التغذية الشديدة وسكان المناطق العشوائية حيث الغرف الضيقة التي يعيش بها عدد كبير من أفراد الأسرة، مع ارتفاع نسبة الرطوبة والظلمة وسوء التهوية وغيرها من العوامل التي تتنافى تماما مع المواصفات الصحية للبيئة المحيطة لدرجة يمكن معها تصنيف الدرن على أنه مرض اقتصادي اجتماعي لارتباطه دائما بفئات المجتمع الأكثر فقرا وجهلا. ويكشف د. محمد عن طرق العدوى موضحاً أنها تنتقل عن طريق الرذاذ فلو أن شخصا مصابا بالدرن عطس أو بصق مثلا فإن استنشاق الهواء المحيط به والذي غالبا ما يكون محملا بالميكروب يعمل على نقل العدوى للشخص السليم ، وفي هذه الحالة يحدث الدرن الرئوي وهو أكثر أنواع الدرن شيوعا ، يليه في الانتشار الدرن المعوي وينتج عن تناول اللبن غير المغلي جيدا حيث يسهل انتقال الميكروب للإنسان إذا كان اللبن الذي تناوله مستمدا من حيوان مصاب وإذا أهمل المريض في علاج هذين النوعين من الدرن بصفة خاصة فإنه يعرض نفسه لإصابة باقي أعضاء جسمه بالدرن خاصة العظام وقد يمتد الدرن ليصيب الجلد أو الغدد الليمفاوية وهذه من المضاعفات الخطيرة للدرن الرئوي أو المعوي ، وبالنسبة للنساء بصفة خاصة فقد ينتقل المرض إلى الرحم أو قنوات فالوب، مما قد يؤدي للعقم . كما أن الكلى من أكثر أعضاء الجسم تأثرا بالمرضى.وتختلف الأعراض تبعا لاختلاف العضو المصاب ففي حالة الإصابة بالدرن الرئوي يكون هناك سعال مستمر لمدة تصل لأسبوعين ولا تستجيب الحالة للعلاج العادي للكحة والذي يأخذه المريض تلقائيا في نزلات البرد أو الإنفلونزا مشيرا لاحتمال إصابته بالدرن ويذهب لطبيب العظام ظنا منه أنه يعاني من مشكلة ما في هذا التخصص ويتضح بالفحص أن بؤرة المرض الأصلية موجودة بالرئة أو بالمعدة وأن ما يعاني منه ما هو إلا مضاعفات للدرن الرئوي أو المعوي الذي لم يتم علاجه في مرحلته الأولى وهنا يصعب العلاج رغم أن الدرن من الأمراض التي يسهل علاجها جدا ويحقق العلاج السليم فيها نجاحا بنسبة مائة بالمائة.ويشير د. محمود إلى أن هذا العلاج السليم للدرن يتطلب تشخيصاً سليماً ودقيقاً وهذا يتحقق بفحص البصاق لميكروب الدرن وعمل أشعة عادية على الصدر وهذا لتشخيص الدرن الرئوي وعمل فحص زراعي للبول لتحديد درن الكلى وأخذ عينات من الغدد الليمفاوية لتحديد إصابتها.وانطلاقا من مبدأ الوقاية خير من العلاج ينصح مدير مستشفى الصدر بالحرص على التغذية الجيدة والامتناع عن التدخين والتهوية الجيدة للمنازل وتعريض المفروشات لضوء الشمس وتجنب الزحام والحرص على تطعيم المواليد ضد الدرن.وقد يكون السعال دمويا في بعض الحالات ، وغالبا ما يصاحبه إسهال وقيء وكل هذه الأعراض هي مؤشر لاصابة الرئة بالدرن ، أما لو كانت المعدة هي المصابة كما في الدرن المعوي فالقيء والمغص يكونان العرضين الأساسيين ، وهذا بخلاف درن الغدد الليفماوية حيث يكون العرض الأساسي هو تورم الغدد ، وكذلك درن العظام فأعراضه الشعور بألم حاد في العمود الفقري وهكذا وفي كل الأحوال يعلن المرض عن نفسه في صورة أعراض عامة تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الجسم إلي 83 درجة مع العرق الغزير إضافة للأعراض الخاصة وأهمها الهزال الشديد المصحوب بفقدان شديد جدا للشهية.ونبه د. محمود إلى ضرورة العرض سريعا على الطبيب المختص فور ملاحظة أي خلل بالجسم خاصة أن بعض الحالات قد يمتد خطر الميكروب فيها للعظام فتصاب بالدرن حتى قبل أن يشكو المريض من فقدان الشهية أو الهزال .