أبهرني فخامة الرئيس الأخ علي عبدالله صالح وأنا أقابله لأول مرة بما يملكه من التواضع ورفع الكلفه وبساطة التعامل وروح الأخوة والأبوة التي يتمتع بها ويمارسها مع الحاضرين في مجلسه مثلما هو في جولاته في ريف وجبال وأودية الوطن.لم أكن اتصور ان يكون رئيسنا مواطنا عاديا يتجرد من صفات التكبر والتعالي والاحتقار ورؤية الآخرين أنهم أقل منه وبالتالي يتعامل معهم كما نتعامل مع بعضنا البعض في أمور حياتنا المعيشية .لقد اختلط علي الأمر وأنا في مجلسه أتحدث إليه بأريحية عالية من دون تكلف . هذا ما صنعه هو في انفسنا. أقول اختلطت فعلاعلي الموازين حينها ولم يكن بمقدور الغريب بيننا ( لو كان موجودا) ان يعرف من منا الرئيس ومن منا المواطن !؟.هذه الصفة التي يتمتع بها الرئيس علي عبدالله صالح لا أظن أن هناك من القيادات العربية من يشاركه فيها . أقول وبكل كبرياء وشموخ يوازي أعلى جبل في اليمن إنني قد سمعتها من الكثير من الأجانب الذين حالفهم الحظ في لقاء صحفي معه، فكتبوا عنه ما يثلج الصدر ويبيض الوجه في أن يكون رئيس بلادك يتمتع بهذه الروح الجميلة. ولكن كان ذلك في نظري وفي خيالي وهواجسي ربما هي من باب تزيين الصورة وتحسينها أمام الآخرين وبالتالي قد تكون هي صورة من صور الدعايات الانتخابية .ورغم انني اتابع وبشغف جولات الرئيس الميدانية في الأرياف وعلى سفوح الجبال ومع عامة الناس الا انني وبحكم الحدس الإعلامي وتأثيراته الأيجابية والسلبية كنت أحتاج الى ايجاد موقف يظهر لي حقيقة كل تلك الصور والمواقف حتى أكون أشد وأول المدافعين عن هذه المنهجية الراقية من التعامل بين الرئيس والمرؤوسين .الى ان حانت الفرصة لي لألتقي بالرئيس ولأول مرة دون حاجة لتلبية طلب ما أو الاستماع الى شكوى معينة وفي لقائي معه وبرفقتي بعض المسؤولين والمواطنين كشهود حالة تفاجأت وبشدة من منظر النقاش الذي حصل بين الرئيس وأحد المواطنين البسطاء الذي كان يتحدث مطالبا الرئيس بتلبية طلبه في العلاج في الخارج .عندها وجه الرئيس أحد مرافقيه بتنفيذ الأمر، فرفض ذلك المواطن مطالبا بنوع معين من العلاج وفي مكان معين . وكأنه يشترط أن يكون علاجه في مكان معين . أخذ الرئيس يعتذر له عن عدم القدرة على تنفيذ طلبه بهذه الصورة لاعتبارات مختلفة .ولم ينته الحديث فقد أصر المواطن على طلبه ، والرئيس محاولا الإيضاح له بعدم امكانية ذلك لعدة أسباب . هكذا أخذ الحديث منحى يشد إعجاب المراقب والمتتبع لكيفية العلاقه الحميمة الرائعة بين الرئيس والمواطن . وعندما جاء الحديث الى ملعبي بيني وبين الرئيس وانا لست بصاحب مطلب هنا كان النقاش رائعا وأخويا لدرجة انه لو كان مراقب عربي أو أجنبي بيننا لاحتار في التمييز من مننا الرئيس ومن المواطن . قمة الإحساس بالمساواة في أحقية المواطن في مناقشة مواطن آخر من دون التمييز بين رئيس ومرؤوس لدرجة ان الأمر سيختلط على الكثير في معرفة اين المواطن وأين الرئيس فالرئيس هنا هو المواطن والمواطن هنا كالرئيس. [c1][email protected] [/c]
أخبار متعلقة