إذا الحديث عن المسرح في اليمن حديث شيق وذو شجون وقد كتبت عنه الكثير والكثير في صحيفة (14 أكتوبر) الغراء وفي الصفحة الثقافية بالذات والتي كان يحررها زميلنا الاستاذ/ شكيب عوض/ شفاه الله وعافاه وأطال بعمره والذي كان يدفعني دائماً للالتقاء برواد المسرح وهم على قيد الحياة وتوثيق أعمالهم ومنهم الوالد/ سعيد اليافعي والد الأخ عصام والوالد/ إسماعيل لامبو وأخيه قاسم لامبو والوالد/ عبدالحميد فارع ومحمد فارع والضوراني وأحمد المنصب ومحمد سيف المسرج و فنان اليمن الكبير الاستاذ/ اسكندر ثابت - رحمه الله - وغيرهم الكثير من رواد المسرح في عدن منذ الثلاثينيات وفعلاً قمنا بتوثيق تلك الأعمال المسرحية الرائدة.إسكندر عبده قاسمصدقوني لو قلت لكم بأن مسرح الجيب اي المسرح المتنقل قد بدأ في مدينة عدن pocket Theatre) ) وكان من رواده (عبده قاسم الشوذري) والذي كان رئيساً لنادي النور لشباب الاخمور في شارع الهاشمي في مدينة الشيخ عثمان وكان سكرتيراً لنادي الواي ونادي العمال الفنيين ومن نادي النور لشباب الاخمور انطلق مسرح الجيب متنقلاً في شوارع الشيخ عثمان ومثلوا مسرحيات عالمية (روميو وجوليت) و (الخيانة والوفاء) و(فتوح الشام) و(هاميلت) و(الزير سالم) وغيرها وبكل مستلزمات المسرح الحديث اليوم كالمؤثرات الصوتية والمؤثرات الضوئية وضرب العنق بالسيف بطريقة كان يصدقها المشاهد حينما كان يرى وكأن الرأس قد فصل عن الجثة والدم يملأ خشبة المسرح واما الادوار النسائية فكانت شخصياتها الخاصة كالوالد محمد سيف مسرج ورزق ضيف الله وعبدالحميد فارع وعبدالقادر صالح الملقب بالبيريش وعلي ابراهيم وغيرهم الكثير (كالعمير) في فرقة المصافي الكوميدية وفيصل الحداد رحمه الله في مركز المنصورة الثقافي والاجتماعي.وهناك شخصيات كوميدية اضحكت الجمهور وبتواصل كالوالد عبدالحميد فارع الدبعي - رحمه الله- ورزق ضيف الله وسالم عبدالرب وغيرهم من رواد المسرح لم يحضرني ذكرهم ثم انتهاء بفرقة المصافي الكوميدية والفنان المسرحي المتألق/ عبدالله شرف الخامري/ الموهبة الفنية الكوميدية الناجحة والتي اكتشفتها في المدرسة المتوسطة في الشيخ عثمان واسندت لها العديد من الادوار الفكاهية داخل المدرسة وخارج المدرسة من خلال مسرح الجيب والذي كانت تقيمه لجان الدفاع الشعبي آنذاك وكان يقام في كل الشوارع في مدينة الشيخ عثمان وضواحيها وأما مسرح التليفزيون فكان له رجاله كالأستاذ/ محمود اربد والاستاذ محمود قردش والذي يتواجد الان في الحديدة هو واسرته وهو (عمو قردش) رائد برامج الاطفال في تلفزيون وإذاعة عدن هو والاستاذ الكبير/ علوي السقاف -رحمه الله- والاخت/ نجلاء شمسان وغيرهم كالفنان الكبير/ احمد المسيبلي- رحمه الله - وعمر الرخم رحمه الله والزميل احمد الشميري الممثل والمخرج المسرحي المعروف والكثير الكثير والذي نرجو من الاخوة في تلفزيون عدن إعادة مثل تلك الاعمال المسرحية الرائدة الفكاهية والاجتماعية والتاريخية حتى تعرف اجيالنا الحاضرة واللاحقة عظمة آباءهم وأجدادهم.
المسرح العدني
واما الحديث عن المسرح المدرسي ايضاً شيق وذو شجون عندما كانت القيادات التربوية تولي مثل هذه الانشطة المدرسية كل اهتمامها حيث كان جزءاً من المناهج المدرسية كمادة الموسيقى والتربية البدنية والتدبير المنزلي والتي اختفت تماماً من مدارسنا اليوم.لقد كانت في كل مدرسة في مدينة عدن اكانت للبنين او البنات فرقاً مسرحية وموسيقية ورياضية وكانت الانشطة متعددة يمارسها الطلاب في المساء أي بعد الدراسة.. وكان هناك أساتذة مختصين لمثل هذه الانشطة وايضاً لا ننسى الفرق الكشفية في محافظة عدن والتي كان لها العديد من الانشطة المسرحية والموسيقية والرياضية والفنية وهاتين الصورتين تأكيداً لما ذكرت فهما تجمعان العديد من الشخصيات الكبيرة اليوم ومنهم الاستاذ/ طه احمد غانم واخيه عبدالله غانم والاستاذ/ د. يحيى الشعيبي/ محافظ محافظة عدن، والذي كان أحد تلاميذي المرموقين أنذاك والاستاذ/ احمد القعطبي والاستاذ/ صادق حيد مدير أمن عدن السابق والاستاذ/ عبدالله شرف والاستاذ/ عبدالوهاب شرف وكيل وزارة الثروة السمكية سابقاً والاستاذ الكبير/ ابوبكر الخضر السياري وغيرهم.أخيراً.. لن استطيع ان أفي تلك الفترة الذهبية حقها من تاريخ عدن.. المسرح والرياضة والفن والموسيقى.. وأسأل نفسي لماذا لا تعود لنا القيادات التربوية والتعليمية والاعلامية والثقافية لتتعلم وتستفيد منا نحن الكوادر المخضرمة والمجربة والتي عاصرت تلك الفترة الذهبية المزدهرة وحتى نعيد لليمن وعدن خاصة امجادها العظيمة وتعود لمدارسنا واجهزتنا الاعلامية المرئية والمسموعة مثل تلك الاعمال المسرحية الرائعة.. ونحن على اتم الاستعداد لقبول الدعوة حتى لو جاءت متأخرة وخالية من التكريم لنا ونحن مازلنا على قيد الحياة.. نحن جيل المواهب المتعددة الجوانب.