صنعاء / سامي العمري: لم تعرف اليمن الرياضة بمفهومها الصحيح والمنظم إلا عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م ، و14 أكتوبر 1963م ، بعد ان كانت تمارس على نطاق ضيق ومحدود جدا وبعشوائية في بعض حارات المدن الكبرى. وشهدت الرياضة قفزة نوعية عقب الثورة لتتحول من ممارسات فردية إلى أنشطة منظمة ولتنتشر في كافة المدن وتصل إلى الريف اليمني الذي لم يعرف الرياضة البتة قبل الثورة. وبات اليمن يضم حاليا 330 ناديا رياضيا منتشرة في كافة أنحاء الوطن منها 70 % تصنف على إنها أندية ريفية بالإضافة إلى 52 ناديا ريفيا ينتظر الاعتراف به رسميا.
نادي بلقيس
وتمثل حقبة السبعينيات من القرن الماضي ثورة الرياضة الحقيقية بعد إنشاء اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية لتصل اليوم إلى 30 اتحادا تمارس عددا كبيرا من الرياضات، كما ان بعض الاتحادات تمارس أكثر من لعبة. ويؤكد الرياضيون القدامى والمعنيون بالرياضة في اليمن على الفضل الكبير للثورة اليمنية في تطور ونهوض وانتشار الرياضة في جميع مناطق الوطن الحضرية منها والريفية. وفيما يشير هؤلاء في حديثهم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى وجود ممارسات رياضية كانت تمارس في بعض عواصم المدن الرئيسية قبل الثورة، إلا انهم يؤكدون غياب الرياضة الكلي في المناطق الريفية في عموم أرجاء اليمن. ويلفتون إلى ان الرياضة في الشطر الجنوبي كانت أفضل نسبيا من الشطر الشمالي وذلك لنقل العاملين اليمنيين في معسكرات الاحتلال البريطاني آنذاك لبعض الرياضات التي كانت تمارس في تلك المعسكرات إلى مناطقهم. [c1]كان النشاط الرياضي شبه معدوم[/c]
عبدالحميد السعدي
ويقول وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الرياضة عبدالحميد السعيدي إن الرياضة في الريف شهدت نقلة كبيرة عقب الثورة وازدادت زخما عقب الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م. ويضيف:» كانت الرياضة في الشطر الجنوبي قبل الثورة محصورة في مدينة عدن وبصورة محدودة مع أنشطة رياضية بسيطة في بعض عواصم السلطنات او المحميات آنذاك كلحج وحضرموت وأبين «. ويردف السعيدي « بدأت ممارسة الرياضة في معسكرات الاحتلال البريطاني وانتشرت عبر العاملين في تلك المعسكرات من أبناء الوطن ونقلوها إلى مناطقهم إلا ان الريف ظل محروما تماما من الرياضة«. ويوافقه الرأي الرياضي المخضرم الذي عاصر الرياضة قبل الثورة وبعدها رئيس اللجنة الفنية باللجنة الاولمبية حسن عبدالحميد ، مشيرا إلى ان الرياضة كانت محدودة جدا وكانت تمارس بعشوائية ووفقا لمبادرات فردية وان الاحتلال البريطاني كان يوفر أحيانا أدوات رياضية في بعض المدارس. ويقول حسن عبدالحميد:» كان النشاط الرياضي شبه معدوم إذا استثنينا بعض عواصم المحافظات وكانت الرياضة محصورة في كرة القدم تقريبا والعشوائية هي السائدة في هذا النشاط البسيط خصوصا مع غياب الدعم». ويضيف « انتقلت الرياضة من عدن إلى عواصم بعض المحميات عن طريق الطلاب الذين درسوا في عدن ». ويتذكر عبدالحميد « شاركنا في عام 1964م بمنتخبين في البطولة العربية يمثلان عدن ولحج وهذا دليل على التشتت الذي كانت تعيشه الرياضة». [c1]عهد ما بعد الثورة شكل انطلاقة حقيقية للرياضة اليمنية[/c]
محمد منصر
وعن الرياضة في الشطر الشمالي قبل الثورة يقول وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع المشاريع محمد منصر ان الرياضة كانت تمارس في نطاق ضيق جدا، وان عهد ما بعد الثورة شكل انطلاقة حقيقية للرياضة اليمنية سواء في الحضر أم الريف. ويضيف« الرياضة في الريف قبل الثورة كانت معدومة تماما ولا وجود لها أطلاقا وبعد الثورة دخل النشاط الرياضي جميع المناطق الريفية ولا توجد حاليا أي مديرية إلا وفيها ناد شبابي ورياضي وثقافي وفي بعض المديريات يوجد فيها أكثر من نادي». ويستطرد منصر:« بحلول عام 1980م وصلت الرياضة إلى 90 % من عواصم المحافظات ». ويتابع « المحافظات الريفية تطورت كثيرا ولم تصبح ريفية والسلطة المحلية ساهمت في بناء كثير من مقرات الأندية والمنشآت الرياضية غالبيتها من حصتها في صندوق النشء والشباب والرياضة المتمثل بنسبة 30 %، بالإضافة إلى المشاريع العملاقة التي تمولها الحكومة ».
ويبين منصر ان الرياضة انتشرت في الريف عن طريق برامج رياضية وضعت لكل محافظة على حدة شمل مديرياتها وعزلها ما ساعد على انتشارها والاعتراف بعدد كبير من الأندية في عدد كبير من المديريات. وعن المنشآت الرياضية قبل وبعد الثورة يقول منصر:«المنشآت الرياضية في اليمن بشطريه قبل الثورة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما الآن لدينا 31 صالة مغلقة منتشرة في جميع محافظات الجمهورية حسب النشاط الرياضي والكثافة السكانية ولدينا 16 استاد رياضي في أنحاء الجمهورية منها ما هو جاهز ومنها ما هو قيد الإنشاء وعدد كبير من الملاعب الصغيرة وبيوت ومراكز للشباب في جميع المحافظات بالإضافة إلى بناء مقرات عدد كبير من الأندية سواء في الريف أم الحضر». ويؤكد وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع المشاريع ان الرياضة في الريف أصبحت حاليا على مستوى متميز ولا تخلو أي مديرية من ناد ثقافي ورياضي واجتماعي واحد على الأقل وبعضها لديها مقرات ومستويات عالية. واعتبر منصر فترة منتصف سبعينيات القرن الماضي ثورة الرياضة اليمنية حيث سنت القوانين ونظمت المسابقات وأنشئت الاتحادات وحجزت أرض خصصت للمنشآت الرياضية.
أحمد السياغي
إلى ذلك يؤكد مدير عام الاتحادات والأندية بوزارة الشباب والرياضة احمد السياغي كانت توجد اندية في عدن مثل الشباب الرياضي - الحسيني - الواي - الهلال - شباب التواهي - نادي الشعب - القطيعي - الفيحاء - الاتحاد المحمدي - الاحرار وغيرها من الاندية الصغيرة قبل الثورة وإنما كانت فرق رياضية لحارات بواقع فريق في كل من صنعاء وتعز والحديدة في الشطر الشمالي كانت تسمى بالأحمر والأخضر والأصفر، وتمارس كرة القدم وتطورت بعد الثورة لتصبح أندية منظمة بالإضافة إلى إنشاء أندية كثيرة. ويلفت السياغي إلى ان الأندية بدأت تنشأ في المحافظات النائية والريفية منذ النصف الثاني لعقد سبعينات القرن الماضي. ويضيف « الآن لدينا 330 ناديا رياضيا معترفاً به رسميا، منها ما نسبته 70% تصنف على انها أندية ريفية بالإضافة إلى وجود 52 ناديا ريفيا قدموا ملفاتهم إلى الوزارة مطالبين الاعتراف بهم».
ويردف السياغي « قبل الثورة لا وجود لأي اتحاد رياضي والآن لدينا 30 اتحادا رياضيا وبعضها معني بأكثر من لعبة دمجت في أنشطته «، مشيرا إلى ان الاتحادات بدأ إنشاؤها في عام 1975م مع تأسيس اللجنة الاولمبية اليمنية في الشطر الشمالي من الوطن. وعن وجود خطة للوزارة لنشر الرياضة في الريف يوضح مدير عام الاتحادات والأندية ان الوزارة لديها توجه نحو إنشاء ناد واحد على الأقل في كل دائرة انتخابية. ويبدي الرياضي المخضرم حسن عبدالحميد ارتياحه لما وصلت اليه الرياضة في اليمن عموما ويقول « انتشار الرياضة مرتبط بانتشار التعليم وتوسعه ودعم الرياضة تضاعف كثيرا وأصبح الريف يمارس رياضات لم تكن موجودة من قبل بعد ان عشنا مرحلة شبه جفاف رياضي قبل الثورة». ويضيف « بالرغم من ذلك كله إلا اننا مازلنا نطمح إلى تطور ورقي الرياضة اليمنية لتكون قادرة على التمثيل المشرف للوطن في المحافل الدولية ».