نجامينا / 14 أكتوبر / رويترز:حذرت تشاد الاتحاد الأوروبي من أن تأجيل نشر قوات حفظ سلام على حدودها الشرقية مع السودان يهدد “بإشعال المنطقة” واتهمت السودان بتسليح متمردي تشاد لعرقلة المهمة الأوروبية.وتأمل أوروبا في إرسال حوالي أربعة آلاف جندي في إطار “قوة أوروبية لحفظ السلام” في الأسابيع القليلة القادمة لحماية عمليات المعونة في شرق تشاد وشمال شرق جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة لتكمل مهمة قوة مختلطة أكبر من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من المقرر نشرها في إقليم دارفور بغرب السودان.وعقدت حكومة تشاد اجتماع أزمة في ساعة متأخرة للرد على ما قالت إنه تهديد بشن هجوم انطلاقا من السودان المجاور الذي يحظى بدعم صيني والذي يقاوم جهودا لنشر قوات دولية لحفظ السلام في إقليم دارفور الذي يمزقه العنف.وقال هورماجي موسى دومجور المتحدث باسم الحكومة التشادية لراديو تشاد بعد الاجتماع إن هذا “العدوان الجديد الذي يشن على أوسع نطاق يستهدف زعزعة استقرار تشاد وعرقلة نشر قوات حفظ السلام الأوروبية في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وكذلك تشكيل قوة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور.”واستطرد قائلا “أي تأخير في نشر القوة المختلطة في دارفور وتلك القوة الأوروبية في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى من شأنه أن يؤدي حتما إلى إشعال المنطقة” محذرا من هجمات وشيكة للمتمردين الذين يدعمهم السودان على تشاد.ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في الخرطوم للتعليق. وتتهم الخرطوم بدورها تشاد بمساعدة متمردي السودان.وأدى الصراع الدائر في دارفور منذ عام 2003 إلى تدفق اللاجئين وانتشار العنف عبر الحدود الى شرق تشاد حيث يكافح موظفو المعونة في ظل انتشار عدم الأمن لتقديم مساعدات لأكثر من 400 ألف لاجئ سوداني وتشادي يعيشون في مخيمات متفرقة.وكان من المقرر أصلا نشر القوة الأوروبية في نوفمبر الماضي لكن نشرها تأجل مرارا بينما تكافح الجيوش الأوروبية التي تعمل بكامل طاقتها لتجميع العتاد المطلوب.ووصف دبلوماسي في بروكسل في الأسبوع الماضي أحدث موعد مستهدف لنشر القوة في يناير كانون الثاني المقبل بأنه “طموح”.وستقدم فرنسا ولها بموجب اتفاقات دفاع مع مستعمرتيها السابقتين وحدات متمركزة في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى نحو نصف القوة الأوروبية.وكان الرئيس التشادي إدريس ديبي وهو طيار حربي سابق تلقى تدريبه في فرنسا حذر من أن تشاد قد تنزلق إلى حرب أهلية في زيادة للضغوط على بروكسل لنشر قوات حفظ السلام الأوروبية في وقت قريب.وتولى ديبي بنفسه قيادة قواته على الجبهة في الشهر الماضي عندما قالت إنها ألحقت هزيمة بمسلحين في شرق البلاد بعد أن انسحبت فصائل متمردين من اتفاق سلام في أكتوبر تشرين الأول الماضي ما أدى إلى نشوب أسوأ اقتتال تشهده تشاد منذ شهور.وقال كلا الطرفين إنهما قتلا مئات من مقاتلي العدو.وقال دومجور إن السودان أعاد تجميع وتسليح مقاتلين من فصيلي التمرد الرئيسيين استعدادا لشن مزيد من الهجمات.وتابع قائلا “إنهم الآن في المطارات العسكرية والمدنية في الجنينة حيث يستعدون إلى جانب جنود سودانيين لشن هجمات وشيكة على تشاد.”وتقع الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية بالقرب من الحدود التشادية وكثيرا ما يجوب رجال مسلحون يرتدون ملابس عسكرية مختلفة شوارعها المتربة في سيارات جيب.ورأى شاهد من من وكالة “رويترز” للأنباء كان في زيارة لدارفور في الآونة الأخيرة متمردين تشاديين في المنطقة الحدودية النائية التي تقول الخرطوم أيضا إن متمردين سودانيين يشنون هجمات فيها انطلاقاً من الأراضي التشادية.وقال خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة وهي من فصائل التمرد الرئيسية في دارفور إن متمردين تشاديين كانوا يساعدون جيش الخرطوم في الدفاع عن بلدة الجنينة.وقال “الجيش غير قادر على الدفاع عن البلدة لذا استعان بالمعارضة التشادية.”