رئيس الوزراء في الجزء الثاني من حديثه لصحيفة "الجمهورية" :
[c1]*عناصر التوحد والاندماج والشراكة بين اليمن ودول الخليج تتوافر الآن أكثر من أي وقتٍ مضى *المرحلة المقبلة ستشهد انضمام اليمن إلى لعديد من المؤسسات الخليجية[/c]تعز / سبأأكد رئيس الوزراء عبد القادر باجمال أن النجاح الذي حققه مؤتمر لندن للمانحين يعد انعكاسا لنجاح دبلوماسية القمة التي قادها الرئيس علي عبدالله صالح ونجح فعلاً في وضع حجم بلده في مكانها اللائق في الخارطة الدولية.وأعتبر رئيس الوزراء , في الجزء الثاني من حديثه لصحيفة الجمهورية اليومية , أن وجود رئيس الجمهورية على راس الوفد اليمني المشارك في المؤتمر وخطابه المنطقي والشفاف والواضح بأنه ساعد كثيراً في تطوير الحوارات فيما بيننا وبين الجيران من جهة وفيما بيننا وبين أصدقائنا في الجانب الآخر من جهة ثانية، فضلا عن أن دقة التحضير للمؤتمر والفعاليات التي سبقته ساهمت في نجاح المؤتمر ومنها انعقاد مؤتمر وزراء خارجية اليمن ودول الخليج قبل المؤتمر في صنعاء إلى جانب اللقاءات والمناقشات التي سبقته والتي أسهمت في الخروج بتلك النتائج القيمة لمؤتمر المانحين . وتناول رئيس الوزراء علاقات التعاون اليمني الخليجي والجهود المبذولة لدمج الاقتصاد اليمني في الاٌقتصاديات الخليجية .وقال " فخامة الأخ الرئيس يقوم بتحركات مع الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي بشأن اندماج اليمن في مجلس التعاون وتأهيل اقتصاد اليمن للدخول في اقتصاديات الخليج ، ودخلنا في عمليات إصلاحات واسعة جزء منها أنصب بشكل محدد على المواءمة في القوانين والنظم الموجودة بين اليمن وبين أشقائها".وأضاف " اتخذنا قرارات عديدة في هذا الجانب ومنها فيما يتعلق بالتوازن السعري والمقاييس والمعايير والجمارك والضرائب، وأجرينا تعديلات وتغييرات في قوانين كثيرة حتى نستطيع أن نخلق اندماجاً أولاً في مجال انسياب البضاعة بيننا وبين الاخوان في مجلس التعاون الخليجي، وتحققت أشياء كثيرة في هذا الجانب ، ثم بدأنا نلامس قضايا أخرى، منها قضايا العمل المؤسسي، حيث أنظمت اليمن إلى عدد من المؤسسات، منها دورة كأس الخليج ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ومكتب الصحة ، وعملية الانضمام هذه مهمة جداً". ولفت إلى أن هناك عدد اً من المؤسسات الخليجية الأخرى التي سيتم ضم اليمن إليها خلال الفترة القادمة .وقال " هناك لجان كثيرة الآن نحن ندرسها ونتعاون معها وبالذات هيئة الصناعة وهيئة المقاييس والمعايير والأوزان وهيئة البيئة والسياحة والابحاث الطبية والعلاجية وهناك جملة من الهيئات المهمة جداً وستناقش مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي إمكانية انضمام اليمن إليها".وأكد باجمال على الأهمية الحيوية لانضمام اليمن إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية , مشيرا إلى أن عناصر التوحد والاندماج والشراكة بين اليمن ودول الخليج تتوفر الآن أكثر من أي وقت مضى وخاصة بعد أن أزيلت المعوقات التي كانت تحول دون ذلك في الماضي ومنها مشاكل الحدود التي انتهت وتم حلها.وفيما يلي نص الحلقة الثانية من المقابلة:[c1]الجمهورية : بين قبول ورفض تقبلت بعض القيادات المؤتمرية تأسياً بغيرها ، مفاجأة فخامة الأخ الرئيس بخصوص انتخاب المحافظين، حيث يرون ذلك نوعاً من اللامركزية التي قد تفتت البلاد..[/c]باجمال مقاطعاً :أنا أستغرب أن البعض لم يدرك أن هذا نص في برنامج الرئيس، ونص واضح وصريح تماماً، وهذا واحد من النصوص التي وضعت قبل ساعات من الطبعة الأخيرة لبرنامج فخامة الرئيس.[c1]الجمهورية :من وضع النص، الرئيس أم المؤتمر؟[/c]باجمال :أستطيع أن أقول، أنه وليد عصف فكري ، يعني تحرك ذهني لرؤية الوقائع الملموسة من حولنا، لكن المبادر كان الرئيس ما في شك، وانتخاب المحافظين لم يفاجئنا وموجود في البرنامج يمكن لأي شخص أن يقرأه.[c1]الجمهورية : بالمقابل من سُرّ لهذا القرار.. رأى أن ما أقررتموه في اللجنة العامة هو التواء والتفاف على القرار، بمعنى أن الانتخابات ستكون في إطار القيادات التنفيذية لكل محافظة ومن حق أي محافظ سابق أو حالي، وقد تعاد نفس القيادات للمحافظات ؟[/c]باجمال :هذه تسريبات ولكن تسريبات محمولة على حسن نوايا كون المؤتمر الشعبي العام فيه ـ أستطيع أن أقول ـ نزعة عدم التزمّت الفكري والسياسي، وفيه أيضاً المرونة في طرح الأفكار على النحو الذي يمكن أن يكون فيه عنصر من عناصر إشباع الآخرين بالفكرة، إن جرى نقاش اليوم في اللجنة العامة على هذا النحو، هذا لن تجده كثيراً في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي إلا بعد الوحدة.. أن تتسرب أخبار المكتب السياسي، ماذا فعلوا، وماذا قالوا، أو في الهيئة العليا لتجمع الإصلاح أوفي الأحزاب الحاكمة أو الشمولية.. نحن في حقيقة الأمر عندما نوقش هذا الموضوع نوقش في رمضان، ومن المؤكد أن الرئيس من آن إلى أخر يلتفت للبرنامج ويقرأ ما هي الالتزامات التي ينبغي أن يضعها الآن ويبدأ بتمثلها.. فأمامنا الآن حوالي سنتين ونصف حتى الانتخابات القادمة، بل بالتحديد سنتان لأن العملية الانتخابية تبدأ قبل أربعة أشهر في التحضير للإجراءات، وبالتالي إذا لم تتم انتخابات المحافظين خلال الثلاثة أو الأربعة الأشهر القادمة فإن الانتخابات لن تتم وسيتم تأجيلها، هذا جانب وأنا محتاج أن أختبر الوقائع الملموسة على الميدان، والرئيس يريد هذا الشيء بأقصى سرعة.[c1]الجمهورية :يعني أن هذه الانتخابات لسنتين فقط؟[/c]باجمال : لا، الانتخابات البرلمانية القادمة بقي لها سنتان ونصف، أما المحليات أمرها آخر سنناقشها ضمن البرنامج نفسه الخاص بالمحليات، لكن ضمن المحليات نفسها هناك انتخاب المحافظين وانتخاب الأمناء العموم ،عملية انتخاب أمناء العموم تمت ولم يتبقَّ سوى انتخاب المحافظين.. صحيح هناك صعوبة.. لكن أي جديد لا توجد فيه صعوبة؟ الميلاد الجديد لابد أن يكون فيه صعوبة، فيه مخاض إلا أن هذه الصعوبات لاتمنع من ضرورة ولادته وإخراجه إلى الوجود.. قيل إن الفيل تحمله أمه لمدة سنتين، بينما الفار تدوم فترة حمله نحو شهر فقط لذلك حياة الاثنين مختلفة وجودهم في الحياة، لهذا أقول إن الصعوبة واردة لأي ميلاد جديد، وكل ميلاد جديد له مخاض وله معاناة وله ولادة وله عملية تأصيل وتثبيت.. لأنه دورة حياتية جديدة تبدأ متى ما أردنا أن نبدأها فنحن لا نخاف من المعاناة وما يمكن أن يسببه لنا هذا الشيء الجديد.هذا الميلاد الجديد إذا لم يكن خارجاً من معاناة الأزمة وخارجاً من معاناة الظروف القاسية ليس جديداً، بل يكون سهلاً وبسيطاً.[c1]الجمهورية :كيف تفسرون ضعف المؤتمر في الضالع تحديداً مع أنها كانت أواخر الثمانينيات منطقة صراع بين الإسلاميين والاشتراكيين؟ هل يؤكد هذا قوة تحالفهم في هذه المنطقة رغم صراعهم السابق؟[/c]باجمال :أنا في تقديري الشخصي أن لكل حالة وضعها الخاص، وطالما أنهم فشلوا في معظم المناطق فإن هذا استثناء عن القاعدة، وعندما أتحدث عن الاستثناء عن القاعدة فإنما أتحدث عن وضعية معقدة ومعينة في مكان معين تلاقت فيها جملة خصائص موضوعية، لكن تظل هذه الظاهرة لدى المؤتمر الشعبي العام جديرة بالدراسة لأننا إذا اكتفينا بالقبول بهكذا نوع من وضع معين نكون وكأننا تعاملنا مع وضع يسمى »استاتيكي« أي جامد لا حراك فيه، وطالما أن هذا الوضع أصلاً يعيش فيه إنسان بعقل وذهن وروح ونفسية معينة، أنا في تقديري الشخصي أنه وضع قابل للتغييروالتعديل وقابل للأخذ والعطاء، يعني أنها ليست حالة مغلقة في الوقت الراهن، هذا غير وارد مع أن هناك حالات كثيرة كانت مغلقة وانكسرت عقدتها على مستوى جميع المحافظات، وأنا غير منزعج من هذه الحالة أعتبرها ظاهرة لكن ليست تشكيلات اجتماعية سياسية، وهناك فرق بين الظاهرة والتشكيلة السياسية الاجتماعية المغلقة.[c1]الجمهورية : هل يدلل ذلك على عدم وجود المؤتمر في هذه المحافظة؟[/c]باجمال :أيضاً من الجانب الذاتي وكله عملية ذاتية أما في الجانب الاقتصادي فالمحافظات كلها لديها وضع اقتصادي معين.[c1]الجمهورية : هل يعني ذلك قصوراً في الجانب التنظيمي؟[/c]باجمال : قد يكون جانباً تنظيمياً، وجانباً أتصوره إجرائياً، لأنه في بعض الحالات معظم أبناء بعض المناطق ينتمون إلى مؤسسة واحدة وفقدوا وجودهم ومصالحهم في هذه المؤسسة ،ولو تفتحت مجالات الحياة الأخرى واستقطبت منهم أناساً كثيرين ربما أصبح الوضع محلولاً.[c1]الجمهورية : في ظل الصراع الانتخابي ظهر موقفان للشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر، وآخر للشيخ/عبدالمجيد الزنداني، الأول مؤيد، والآخر محايد، لكن ظهر موقف للأبناء، تحديداً في محافظة تعز في المهرجان الانتخابي لمرشح المشترك ظهر حميد ابن الشيخ عبداللّه الأحمر بطرح مستفز ، استخدم تعز كورقة سياسية، بالمقابل ظهر ابن الشيخ عبدالمجيد يقول بأنه موفد والده لأبناء تعز.. كيف تقرأ هذا الخطاب؟[/c]باجمال : أنا لا أقرأ ثمة تناقض بين الكل، كتلة سياسية توزعت الأدوار وهذا من حقهم أن يتوزعوا الأدوار، لكن أن أقول إنه تناقض، وأن هذا أفاد وهذا لم يفد، هذا في تقديري الشخصي يتطلب منا أن نكون واضحين تماماً لأننا نتعامل مع تيار الاخوان المسلمين وتيار الإصلاح بصورة عامة حتى أن فيهم السلفيين باعتبارهم تيارا ًواحداً لا أستطيع أن أقول إني كسبت هذا التيار على حساب التيار الآخر، ولا أعتقد على الإطلاق أن هذا يصح اليوم في عقل السياسي.[c1]الجمهورية : هل يمكن أن يكون ورقة سياسية ؟[/c]باجمال : ممكن أن يكون ورقة سياسية ، مثلاً في مصر تحالف الاشتراكيون والاخوان المسلمين مع خالد محيي الدين، ومع ذلك فشلت صيغة التحالف نتيجة اختلاف الايديولوجيات.[c1]الجمهورية :زيارة فخامة الرئيس لجامعة الإيمان قبل الانتخابات وبعد الانتخابات، هل هي من أجل إصلاح الجامعة، أم عمل سياسي قادم؟[/c]باجمال : في تقديري الشخصي جامعة الإيمان جامعة يمنية، ونحن كحكومة بصورة عامة ننظر إلى هذه الجامعة بأنها ضمن الجامعات التي ينبغي أن تستقيم على قواعد النشاط الأكاديمي السليم وتكون منتظمة على قواعد منهجية متفق عليها حتى تقبل شهاداتها ومنتسبوها، وبنفس الوقت على جامعة الإيمان أن تفهم أن زيارة الرئيس إليها مرة قبل الانتخابات وأخرى بعد الانتخابات محاولة لجعل الجامعة جزءاً من العملية التعليمية العالية في اليمن وليست شكلاً ناشزاً خارجاً عن المنهجية.. وأعتقد أنا شخصياً أن الشيخ عبدالمجيد الزنداني يدرك هذه المسألة، فهو دخل جامعات وتخرج من جامعات ويعرف أن الجامعات لكي ترتبط بالتنمية في أي بلد من البلدان عليها أن ترتبط أيضاً بمنهج التنمية البشرية بصورة عامة هي وغيرها.[c1]الجمهورية : لكن هذه الزيارة أتت قبل ذهاب فخامة الرئيس إلى مؤتمر المانحين بيومين ؟[/c]باجمال : لا علاقة للزيارة بمؤتمر المانحين، ففخامة الرئيس تبنى بعض المشروعات لجذب الجامعة نحو الاندماج الاجتماعي حتى لا يُركز عليها بأنها خارجة عن النظام وخارجة عن القانون وخارجة عن المنهج، وهذا مفيد للجامعة نفسها أن يكون بينها وبين وزارة التعليم العالي حوار، كانت هناك بعض المشروعات الخاصة في الإنشاءات الداخلية للجامعة مثل الطرقات وغيرها فرأى بأنه يريد أن يقول للآخرين أنتم تريدون أن تندمجوا في المجتمع، نحن سنعاملكم كالجامعات الأخرى، لكن ضمن شروط العملية التعليمية المتفق عليها.ولا توجد علاقة في تقديري الشخصي بزيارة لندن، يعني هل سيقدم الرئيس/علي عبدالله صالح نفسه جزءاً من الحركة السلفية، لا أعتقد ذلك.[c1]الجمهورية :دخولاً إلى مؤتمر المانحين.. كيف تنظرون إلى نجاح الدبلوماسية اليمنية لجذب التمويلات الدولية لليمن؟[/c]باجمال : أقول دبلوماسية القمة للرئيس/علي عبدالله صالح كانت دبلوماسية ناجحة وفعلاً وضع حجم بلده في مكانها اللائق في الخارطة الدولية..فقد قام الرئيس/علي عبدالله صالح بدور مهم جداً في هذه العملية. منذ بداية الترتيبات التي تمت لعقد المؤتمر والتي أخذت وقتاً افياً (سنة تقريباً) منذ البداية وفخامة الرئيس يقوم بتحركات مع الاخوان في مجلس التعاون الخليجي، قضية اندماج اليمن في مجلس التعاون وتأهيل اقتصاد اليمن للدخول في اقتصاديات الخليج ودخولنا في عمليات الإصلاحات الواسعة التي جزء منها انصب بشكل محدد على المواءمة في القوانين والنظم الموجودة بين اليمن وبين أشقائها،وقد اتخذنا قرارات عديدة في هذا الجانب وقضايا تتعلق بالتوازن السعري والمقاييس والمعايير والجمارك وقوانينها والضرائب، تعديلات وتغييرات كثيرة حتى نستطيع أن نخلق اندماجاً أولاً في مجال انسياب البضاعة بيننا وبين الاخوان في المجلس الخليجي، وتحققت أشياء كثيرة.ثم بدأنا نلامس قضايا أخرى، منها قضايا العمل المؤسسي، حيث قبلت اليمن في عدد من المؤسسات، مثل مؤسسات الشباب والرياضة ومؤسسات الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الصحية والتعليمية، عملية الإنضمام هذه مهمة جداً.. كذلك الأحداث المتسارعة في أجواء العملية السياسية والأمنية في المنطقة ساعدت كثيراً على الاستشعار الكبير بضرورة وجود اليمن كبعد استراتيجي لمستقبل المنطقة ككل في الجزيرة العربية.مؤتمر المانحين جاء لكي يتوج هذه العملية وسوف تتوج هذه العملية في منحى آخر وهو استكشاف فرص الاستثمار في اليمن للقطاع الخاص حيث سيتم تنظيم مؤتمر بهذا الخصوص في فبراير القادم.وجود الرئيس وخطابه المنطقي والشفاف والواضح ساعد كثيراً في تطوير الحوارات فيما بيننا وبين الجيران من جهة وفيما بيننا وبين أصدقائنا في الجانب الآخر من جهة ثانية، وسبق هذا المؤتمر مؤتمر وزراء الخارجية في صنعاء إلى جانب عقد لقاءات ومناقشات، وقبله أسهمت اليمن مع وزراء الخارجية لمجلس التعاون الخليجي.كل هذه التحضيرات التي أصبحت على مستوى القمة لم تكن على مستوى موظفين أو بيروقراطيين، بل أصبحت المسألة كل يوم يزداد ثقلها السياسي كلما دخل الرئيس في تفاصيلها، هذا الثقل السياسي أدى إلى حراك من نوع آخر كأن يعقد الرئيس العزم على أن يتحرك نحو مؤتمر المانحين، وهذه هي أسباب وعوامل النجاح الطيب الذي حققه مؤتمر المانحين.[c1]الجمهورية : هل هو بمقدار ما كنتم تخططون؟[/c]باجمال : هي مسألة ديناميكية وتحتاج إلى إفرازات معينة، لا أحد يقول نحن مكتفون بما جاء، لكننا راضون به، وهناك فرق بين أننا مكتفون وبين أننا راضون، ليس هناك شك على الإطلاق انه بحضور وزراء الخارجية والمالية وكذلك الدور الذي لعبته بريطانيا والبنك الدولي ،في نفس الوقت وجود تآزر وتعاضد بين جهد يمني وخليجي ممثلاً بالامانة العامة، وكذلك جهد للدولة المضيفة يسر المهمة وجعلها ناجحة.وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال، وأنا أمامي قصاصات عجيبة من ملاحظات لتصريحات أو ملاحظات أو كتابات.. مثلاً أمامي تصريح لقيادي إصلاحي في المشترك يقول: نتائج المانحين أثبتت أن هناك سلطة مشكوك في نزاهتها.. كيف تكون السلطة مشكوك في نزاهتها ويأتيها هذا الدعم كله؟!بخصوص آلية تنفيذ المشروعات هذه ليست من اليوم، طريقة تنفيذ المشروعات موجودة في الجنوب قبل الشطرين، والحزب الاشتراكي سمح بوجود مكتب اسمه مكتب دولة الكويت يقوم بتنفيذ المشروعات التي تأتي من الكويت في هيئة الجنوب والخليج.... أما القول بأن المشترك سيعقد اجتماعاً لإعلان موقفه من مؤتمر المانحين.. مَن يعلن على مَن؟!الإصلاح كان نائب رئيس وزراء ليس لسنة أوسنتين بل لسنوات (93ـ94ـ95ـ96م)..والاشتراكي قبله ومنذ إعلان الوحدة .. طيب هذا الفساد الذي يتكلمون عنه هم كانوا شركاء فيه ان وجد ، أنا أتصور أن هؤلاء يعتقدون أنهم دولة عظمى سوف يجتمعون ويقررون مثل ماتقرر دول الأسيان أو دول المجموعة الأوروبية ، يا أخي هؤلاء مجرد أحزاب لاحول لها ولا أثر ، ليس معقولاً ولا مقبولاً أن يكون لهم رأي آخر في مؤتمر المانحين غير الذي قررته دول ذات سيادة.[c1]الجمهورية : يبدو أنهم يريدون توصيل رسائل للخارج ؟[/c]باجمال : نحن لدينا تجربة في أول مؤتمر مانحين نظم عام 1996م حيث كنا نطارد في ممرات الفندق معارضين مثل هؤلاء يحملون كرتوناً فيه ملفات سوداء يوزعونها على جميع المانحين تطالب بعدم منح اليمن أي شيء ، ومع هذا ورغم أن المؤتمر عقد في ظرف صعب جداً حققنا نتيجة طيبة ولم يأبه أحد لما في كرتون هؤلاء !!.أتذكر شخصاً تونسياً اسمه درغوث جمع تلك الملفات التي وزعت حتى تلك التي وزعت في البارات ، درغوث هذا قام بجمعها كلها في كرتون وسلمها للأخ/هشام شرف ،وقال له هذه بضاعتكم ردت إليكم ، تصرفاتهم هذه سذاجة سياسية ،لايمكن على الاطلاق أن يتصور أحد أنهم سيغيرون من قوانين الكون ، هذه أعمال ضد الطبيعة السياسية الانسانية البحته ،من يكره أن تزود اليمن بامكانيات مالية إلا الحاقدون ،من يكره أن يكون لليمن أصدقاء أكثر من أي وقت مضى إلا المفلسون .من يقدر أن ينكر على اليمن أن تحصل على اجماع عربي دولي اقليمي لبرنامجها الاستثماري وبرنامج الاصلاحات الحكومية الا العاجزون ، من يقدر أن ينكر هذه الحقائق الواضحة كالشمس إلا أولئك الذين لديهم نوازع تدميرية ، نوازع غيرسليمة في جوانحهم ، أنا أرى كثيرين يفرحون ،اللبنانيون كلهم وقفوا مصفقين لـ»رفيق الحريري« رحمه الله في (مؤتمر باريس 2) وهم مختلفون معه.لماذا؟ لأنه خفض المديونية في لبنان في ذلك الوقت من (32) إلى (22) ملياراً وهذا شيء جميل.[c1]الجمهورية :لكنهم يعتبرون قبولكم بتنفيذ المشاريع من قبل الجهات المانحة دليل على أن الحكومة في مرحلة عدم ثقة؟[/c]باجمال : هذا ليس قبولاً جديداً ، أيام الرئيس الحمدي انشىء المكتب السعودي لتنفيذ المشروعات السعودية ، أيام الرئيس سالمين وعبدالفتاح انشىء مكتب الكويت لتنفيذ المشروعات الكويتية ، جيء بالخرافي من الكويت كمقاول لعدم وجود مقاول في اليمن ولا مناقصات ولا مزايدات.. اليوم ينبغي أن نذكرهم بشيء ،من قال أن أيام سالم ربيع علي وعبدالفتاح وعلي ناصر أن هناك فسادا ًبسبب هذا الموقف ومن قال عن الحمدي ـ وهذا نداء للناصريين ـ بسبب هذا الموقف أنه غير موثوق به بالعكس بسبب مواقف سيئة للغاية من هؤلا تجاه المملكة العربية السعودية توقفت الكويت والسعودية عن تمويل المشاريع ، أقصد ان للمزايدات حدوداً ، فأحد كتاب المعارضة كتب عن مؤتمر لندن قال فيه: أن مؤتمر المانحين تسول مهين ، طيب إذا كان هذا يعتبرونه تسولاً مهيناً .. فنحن أقمنا أول مؤتمر للمانحين ونحن في الحكومة مع بعض ، نحن والاصلاح عام1996م وكان معنا قيادات إصلاحية من اعضاء الحكومة آنذاك هل كان في ذلك الوقت تسولاً غير مهين واليوم في ظل حكومة المؤتمر يعد تسولاً مهيناً.. أقصد بدأنا عقد مؤتمر المانحين ونحن مع بعض في الائتلاف ، لماذا نقول هذاالكلام الآن .. ليس هذا فقط بل أيضاً في ظل الائتلاف مع الاشتراكي عقدت أول طاولة مستديرة لبحث تمويلات للاقتصاد اليمني وكانت في سويسرا وبوفد رأسه العطاس آنذاك.. هذه العلاقات الدولية اليوم أصبحت علاقات متشابكة ، عندما تقول الأمم المتحدة للدول الغنية عليكم بتخصيص نسبة مئوية من دخلكم القومي لمساعدة الدول الفقيرة والدول النامية هل هذا تسول وهل يصح أن نتهم جمهرة الشعوب ، التي تتلقى دعماً بمثل هذا الوصف المشين فدعم المانحين صار مفروضاً في إطار المحفل الدولي سواء في الأمم المتحدة أو في حركة عدم الانحياز أو مجموعة الـ77 أو في المؤتمر الاسلامي.[c1]الجمهورية :هل حجم التمويل الخليجي كان كافياً ؟[/c]باجمال :أنا امتنعت عن القول أنه كاف أو غير كاف ولكني قلت بصريح العبارة أننا نعتقد أنها بداية كما قال وزير خارجية دولة الامارات العربية: بداية لعملية تدويرية لمنح اليمن مزيداً من المساعدات لصالح التنمية الوطنية.[c1]الجمهورية :هل هناك لجان قادمة تنضم إليها اليمن في اطار مجلس التعاون الخليجي؟[/c]باجمال : نعم هناك لجان كثيرة الآن نحن ندرسها ونتعاون معها وبالذات هيئة الصناعة وهيئة المقاييس والمعايير والاوزان وهيئة البيئة والسياحة والابحاث الطبية والعلاجية هي جملة من الهيئات المهمة جداً وستناقش مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.[c1]الجمهورية : متى ستكون اللقاءات؟[/c]باجمال : سيكون هناك لقاء في يناير وستكون هناك لقاءات دورية كل ستة أشهر بيننا وبين مجلس التعاون الخليجي لكي نراجع البرامج ونراجع مستويات التنفيذ.[c1]الجمهورية : ماذا عن أجندة ولقاء يناير القادم؟[/c]باجمال : لقاء يناير أوراقه جاهزة فقد اخترنا شركة من الشركات المعتمدة لكي تدير مؤتمر استكشاف الاستثمار.[c1]الجمهورية : هل تتوقعون أن يثمر هذا المؤتمر عن نتائج ايجابية لخدمة التنمية؟[/c]باجمال : طبعاً فقد بذلت الكثير من الجهود وهي عملية كبيرة لن تكون مع الحكومات ولامع الصناديق بل ستكون مع المستثمرين مباشرة.[c1]الجمهورية : هناك من يعتبر أن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي رأفة باليمن وبواقعها ولاعلاقة لها بالمتغيرات والمناخ الدولي وحاجة المنطقة لهذا الائتلاف ؟[/c]باجمال : في الحقيقة كلمة رأفة ليست مستحبة عندي على الاطلاق كما أنني أيضاً رفضت استخدام كلمة (تأهيل) وأقول اندماج ولا أستطيع أن أتحدث عن شراكة في وقت مبكر اننا نتراجع من الشراكة إلى التأهيل.الشراكة معناها أننا كلنا نتحمل في العراك الاجتماعي مسئوليات أو مصالح متبادلة ،في الأمن والسياسة والاقتصاد في البيئة وغيرها ، هذه كلها منافع متبادلة وبالتالي عندما نتفق على التهيئة ، اللازمة لدخول اليمن يمكن أن يكون أنسب كلمة هي التهيئة ..ما من شك على الاطلاق أن الاندماج اليمني مع الخليج فائدته ليست فقط لليمن وإنما ينبغي أن ننظر إلى بعده الآخر، من حيث إنه أيضاً مفيد للمنطقة ككل في الجزيرة العربية ،اليمن في موقع حساس جداً في الخارطة من ناحية »الجيوبولوتك« مهم جداً هذا الموقع لأن اليمن موجودة على ثلاثة بحار »البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي« وهي شريك في المحيط الهندي ،لأنها هي أيضاً مؤسسة لمنظومة دول المحيط الهندي ، نحن مؤسسون وأنا واحد من الناس الذين نشطوا في هذا الجانب في وقت سابق حوالي عام1995م.اليوم نقول هذا الترابط في مضمار الحياة بصورة عامة بكل أنواعها على المستوى السياسي والفكري والاعلامي والبيئي يجعل اليمن في موقع استراتيجي، فعندما تنطلق كارثة تسونامي تصل إلى شواطئ اليمن وتؤثر فينا ،الكل يدرك أن العالم كله عبارة عن وحدة طبيعية واحدة وأن الله سبحانه وتعالى جعل الوحدة بين الشعوب هي الأصل إذا ماتعارفوا ،لاتستطيع أن تعزل قضية عن الأخرى بأي اتحاد وبالتالي نحن في طبيعتنا المكونة لاحقاً على اختلاف الطبيعة البحتة المكونة من طين ومن حجر ومن مياه ،الطبيعة الأخرى المكونة من ثقافة ومن دين ومن عروبة ومن قرابة وصلات روحية وصلات نفسية وصلات دم ،من باب أولى أننا متأثرون تأثراً بالغاً بسبب هذه المنظمة التي تجمعنا على المستوى الجغرافي والانساني والتاريخي والاجتماعي والثقافي فليس بهذه المسألة الا توازن ينبغي أن يحصل في وقت اكثر مماهو عليه الآن.وأنا أقدَّر بعض المفاهيم المطروحة لكنني اشمئز من بعض المفاهيم الأخرى التي تحاول جعل اليمن نشازاً عن الخليج.. مثلما قال حيدرة مسدوس أن الوحدة بين الشطرين ليست قائمة على توازن بسبب تعصبه وافقه الضيق , هذا تفسير يثبت افلاساً كاملاً في معرفة قيم الانسانية والقيم الحياتية لمكونات البشر من العمران والسكن ولهذا حاولت بعض الافكار أن تطرح نفسها بطريقة ساذجة كأن يقولوا: انظروا إلى دبي وانظروا إلى عدن وقارنوا بينهما وكيف تجتمعان،هذه مقارنة ساذجة وغير معقولة.. أوروبا وهي مدركة هذا الشيء لم تقل انظروا إلى باريس وانظروا إلى لشبونه ، استطاعوا أن يندمجوا ،اليوم أوروبا منقسمة على دخول تركيا ،بصراحة هذه الافكار التي ذكرتها لا استسيغها على الاطلاق.العملية بسيطة في المجتمعات الانسانية الحقيقية لايمكن على الاطلاق أن تشبه بعضها بعض ونشبهها للوصول إلى حالة من حالات التضاد والتناقض ، مكون الحياة بدرجة أساسية هو مكون وحدوي ، مكون الطبيعة هو مكون وحدوي.. الماء هو الماء بمكوناته وعناصره ، أليس هذه وحدة في نظرة فلسفية للاشياء والباقي إذا تعمقنا في الاشياء تعمقاً حقيقياً لن نجد على الاطلاق هذا التنافر الذي يريد بعض الناس أن يضعوه على النحو الفاشي أن هناك دماً ازرق»آري«.أثبت كنوستنسينا في روايته (الساعة الـ25) أثبت أن هذه خرافة غير موجودة،أنا أقول أن جميع أبناء الجزيرة العربية من أمة واحدة ، اسمع الغناء في الكويت واسمعه في اليمن واسمعه في عمان وفي الامارات وفي غيرها من دول الجزيرة .... تجده واحداً.وخذ مثلاً صياد في الدويمة وصياد في جيزان ماهو الفرق بينهما وايضاً صياد في خليج القمر وصياد في صلالة ماهو الفرق بينهما يعني ما معناه ان هناك نزعة محمولة على ثقافة فرعية والخطير من الثقافة الفرعية.في حين ان هذه الثقافة الفرعية تنهزم يوماً بعد يوم عن طريق القنوات الفضائية وانتشار التعليم والمعرفة والتبادل الثقافي.أنا قلت لا يوجد فرق في برميل البترول وقد قلت في احدى الندوات وبصراحة ان لدينا برميلاً مثله لكنه برميل فارغ وكان يقف ضد التوحيد اليمني وكان عنواناً للتشطير، والمسألة يمكن الحديث عنها بهذه البساطة..أما المال فيمكن ان يأتي بكل سهولة،غداً يصير لدينا اكتشافات نفطية ومعدنية وغازية ولا توجد لدينا مشكلة أبدية وأزلية، الفرق بين المشكلات المؤقتة الزمنية والأبدية والأزلية فرق كبير جداً وما نعاني منه ليست مشكلة أبدية وأزلية بل هي مشكلات مؤقتة زمنية وفي إطار ظرف معين وستنتهي بانتهائه، إذاً الظرف مشترك على أننا نندمج ونتشارك انتهت القضية.[c1]الجمهورية : تقصد ينضم الخليج إلى اليمن أم العكس ؟[/c]باجمال : هناك مناطق في الخليج ليست بنفس المستوى من التطور.[c1]الجمهورية : هل ما يجعلنا نتكتل صار أكثر ومن ذلك مواجهة الإرهاب بعد أن كنا نختلف بسبب حدود انتهت؟[/c]باجمال : تتوافر الآن عناصر التوحد والاندماج والشراكة اكبر من أي وقت مضى، كانت هناك مشاكل الحدود سابقاً وقد انتهت الآن، هناك الآن عدة عناصر تدفعنا إلى التخاطب بل إلى ضرورة أن نقف وقفة واحدة وهي عناصر الارهاب.. الأمن القومي بصورة عامة، الاوبئة، المخدرات، المسائل البيئية، القضايا المتعلقة بمشكلة الفقر أو تخلف الثقافة والتربية والتعليم، هذه قضايا كبيرة تعد مشكلة الأجيال كلها، هذه العناصر والقضايا أكبر ما يدعونا إلى التوحد والاندماج من أي شيء آخر.