بعد ان قامت بهجوم ضد الانفصاليين الأكراد
أنقرة/14 أكتوبر/ جاريث جونز وبول دي بينديرن: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الجمعة ان كل القوات التركية التي شاركت في هجوم ضد الانفصاليين الأكراد داخل شمال العراق انسحبت إلى تركيا. وكانت تركيا قد دفعت بالآلاف من قواتها إلى مناطق جبلية نائية في شمال العراق يوم 21 فبراير لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور الذين يستخدمون شمال العراق كقاعدة لشن هجمات داخل الأراضي التركية. وقال مصدر عسكري تركي ان القوات التركية انسحبت انسحابا كاملا من وادي زاب بشمال العراق الذي كانت تقاتل فيه متمردي حزب العمال الكردستاني. وقال المصدر ان معظم القوات المنسحبة من الوادي أصبحت فعلا في تركيا وان الباقين سيعبرون الحدود قريبا. وقال زيباري ان كل الجنود الأتراك انسحبوا وعادوا إلى الجانب التركي من الحدود الدولية وانه يرحب بذلك ويعتقد انه الشيء الصواب الذي تفعله تركيا. وكان مصدر عسكري تركي كبير قد صرح في وقت سابق بان بعض القوات التركية عادت إلى قواعدها في تركيا بعد ان أكملت مهمتها ضد متمردي حزب العمال الكردستاني لكن الانسحاب الكامل لم يبدأ بعد. وقال مسئول أمريكي في بغداد ان بعض القوات غادرت العراق لكن من السابق لأوانه وصف هذا بأنه انسحاب. وكان زعماء سياسيون وعسكريون أتراك قد أعلنوا ان العملية التركية في شمال العراق ستستمر طوال الوقت الذي تراه أنقرة ضروريا لكنهم تعرضوا لضغوط من الولايات المتحدة حليفتهم في حلف شمال الأطلسي لتقصير مدة حملتهم وان تستهدف بدقة المتمردين الأكراد فقط. والخميس حث الرئيس الأمريكي جورج بوش تركيا على إنهاء هجومها البري سريعا. وتدمغ واشنطن مثلها مثل أنقرة حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية وتمد الجيش التركي بمعلومات مخابراتية عن الحزب في العراق لكنها تخشى من ان إطالة أمد الحملة التركية قد يشيع حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. وقال الجيش التركي انه قتل 237 متمردا في الهجوم البري المستمر منذ ثمانية أيام وتكبد مقتل 24 جنديا. ويزعم الحزب الكردي انه قتل 100 جندي تركي لكنه لم يذكر حجم الخسائر في الأرواح بين قواته. وخلال زيارة قصيرة لأنقرة الخميس دعا وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى نهاية سريعة للعملية التركية في شمال العراق لكنه أقر بأنه فشل في الحصول على جدول زمني للانسحاب التركي. وهذا أول هجوم بري كبير تشنه تركيا في شمال العراق منذ عشر سنوات. وتصر الحكومة التركية على ان العملية البرية التي تدعمها الطائرات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الهجومية ستستمر حتى القضاء على قواعد حزب العمال الكردستاني الانفصالي ولا يشكل المتمردون خطرا على تركيا. ويخشى أكراد العراق وبينهم وبين جارتهم تركيا شكوك قديمة ان تعمل أنقرة على تقويض الحكم الذاتي الذي تتمتع به إلى حد كبير منطقة كردستان العراق الغنية بالنفط. لكن أنقرة تقول أنها تريد فقط القضاء على الإرهاب.