صافرة قلم
- أخيرا وجد إتحاد كرة القدم ضالته في القيام ببعض الأمور المؤسسية السليمة التي يفترض أن يكون قد انتهجها منذ فترة طويلة باعتبار أن العمل المؤسسي الذي نادى به رئيس الإتحاد “ الشيخ الطيب “ أحمد العيسي “ هو أساس وجوهر عمل الإتحاد ولجانه العاملة في مختلف المجالات لخلق نهضة كروية شاملة , لم نجد منها الكثير على أرض الواقع حتى اليوم رغم الاجتهادات الطيبة التي تصيب في بعض الأشياء وتخطئ في أشياء أخرى أكثر من اللازم وبصورة تبدو أحيانا مبالغ فيها وبما يؤكد وجود المكابرة لدى رئيس الإتحاد شخصيا قبل أي شخص آخر .- الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها إتحاد العيسي هي القيام بوضع مناقصة علنية خاصة بشراء حقوق البث التلفزيوني لمختلف مسابقات إتحاد كرة القدم للموسم المقبل , وهي الخطوة التي كنا نأمل أن تتم منذ الموسم الماضي بعيدا عن تخبط الشيخ حسين الشريف النائب الثاني لرئيس الإتحاد الذي “ أدوشنا “ كثيرا بتصريحاته الرنانة في مختلف الصحف وبأحاديثه في مختلف المجالس الخاصة والعامة بخصوص بيع حقوق البث التلفزيوني ووجود تنافس كبير بين عدة قنوات فضائية عليها وفي مقدمتها كما أكد لي الشريف يومها شخصيا قناة الكأس وشبكة راديو وتلفزيون العرب , إضافة إلى قناة السعيدة اليمنية الخاصة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون اليمني.- عموما الخطوة كانت جيدة ولن تحسب لإتحاد الكرة على اعتبار أننا كنا منتظرين مثل هذه الخطورة منذ فترة طويلة وفقا لبرنامج العيسي الانتخابي كما يقال دائما , ولكن ما سيحسب له هو الكيفية التي سيتمكن من خلالها التصرف بالأمر إذا ما اقتنع القائمون عليه أنه ليس ملكية شخصية كما يرى البعض , واضعا في المقدمة مصلحة الكرة اليمنية والمشاهد اليمني , وبما معناه ألا يبالغ الإتحاد في اشتراطاته المالية , وأن يعمل جاهدا على إيجاد صيغة مشاركة تعطي التلفزيون الوطني الرسمي الأولوية بما يتناسب مع إمكانيات المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون , وبما يتناسب أيضا مع حجم الدوري اليمني , وبما يتيح لموضوع بيع الحقوق التلفزيونية التطور مستقبلا , وبحيث يضع إتحاد كرة القدم أن البث التلفزيوني ليس المجال الوحيد لإيجاد موارد مالية لإتحاد الكرة .- كما أن مسألة بيع حقوق الدوري اليمني يجب أن ترتبط بقدرة القناة أو الشبكة التي ستنال الحقوق , فنيا وماديا على النقل من مختلف المحافظات والتنويع في النقل , وليس بعدد محدد فقط من المباريات أو لفرق بعينها دون أخرى , ويفترض بالناقل الرسمي للدوري اليمني أن يقدم أسبوعيا برامج معلبة تتحدث عن الدوري ويعمل على بيع حقوقها إلى عدة قنوات أخرى يمكن أن تتناول الدوري بالشكل الخبري والبرامجي , ويتطلب من القناة التي ستفوز بحقوق نقل الدوري اليمني أن توسع نطاق تغطيتها قليلا لتشمل ما قبل وما بعد المباريات وردود الأفعال والتصريحات التلفزيونية , وإيجاد برامج نوعية خاصة بالدوري تتناول الدوري بكل تفاصيله , ويجب أن يضع إتحاد كرة القدم في الاعتبار أن مسألة الاحتكار ومنع دخول كاميرات القنوات الأخرى إلى الملاعب اليمنية ليس في مصلحة الكرة اليمنية وتطورها , فإشهار الدوري في مختلف الفضائيات من خلال التناول الإعلامي والخبري ووجود التصريحات الخاصة بنجوم الدوري من لاعبين ومدربين وإداريين إضافة إلى إعلام رياضي وجماهير الأندية هو أفضل سبيل لإشهار الدوري اليمني ولفت أنظار الآخرين إلى ما يدور في الملاعب اليمنية .- ولعل أكبر فائدة فنية وليست مادية سنجنيها هنا هو اختفاء ظاهرة التلاعب بالنتائج والشكوك التي تحوم حول معظم فرق الدوري هذا الموسم وفي مقدمتها بطل الدوري الهلال الساحلي بخصوص التلاعب وبيع المباريات كون أغلب هذه المباريات ستكون مشاهدة فضائيا ومسجلة في التلفزيون , كما أن أخطاء الحكام والاتهامات التي تصوب نحو البعض منهم أيضا ستختفي كون كل حكم سيحاول أن يظهر بأفضل صورة مع التوثيق التلفزيوني والبرامج التحليلية التي سنجدها في بعض قنواتنا الفضائية المحلية عن الدوري .[c1]صافرة أخيرة [/c]- يكفينا ما تجرعناه من تصريحات إعلامية رنانة واختلاف في وجهات النظر خلال الموسم الماضي فيما يتعلق بمسألة بيع حقوق البث التي ارتبطت بقناة السعيدة والتصريحات التي كان ينثرها الشيخ الشريف هنا وهناك , وقلمي أحد الأقلام التي تناقلت تصريحات الشريف حول الأمر وفي نهاية المطاف كان الأمر مجرد لعبة تهدف إلى إيجاد فرصة لفائدة مالية أكبر بغض النظر عن مصداقية الحديث , وأنا أعلم علم اليقين أن الشيخ الشريف منحاز تماما لقناة السعيدة , وهذا من حقه خصوصا وأن هناك من يروج أن نسبة كبيرة من ملكية القناة تخص الشيخين العيسي والشريف كما ألمح لي الشريف وكما حدثني الزميل العزيز صالح الحميدي في أكثر من لقاء واتصال هاتفي , غير أنني وعبر هذا المنبر الحر أوجه الدعوة إلى الشيخ الشريف الذي يقال أنه المحرك الأساسي لموضوع النقل التلفزيوني أن يكون منصفا وان يتناسى خلافاته مؤقتا مع وزير الإعلام الأستاذ حسن اللوزي عندما يتم البت في الموضوع , كما أوجه الدعوة لوزيرنا الهمام أن ينتصر للشباب والرياضيين من خلال دخول المؤسسة اليمنية في المنافسة على المناقصة بجدية وقوة وبروح وثابة وعالية كما عهدناه دائما . [c1][email protected][/c]