بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قالت الشرطة العراقية إن مهاجمة انتحارية قتلت تسعة أشخاص وأصابت 12 عندما فجرت نفسها في سوق في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى بشمال العراق أمس الإثنين. وأصبح استخدام المهاجمات الانتحاريات أسلوبا شائعا لتنظيم القاعدة لتفادي رصدهن من جانب القوات الأمنية. ومعظم أفراد قوات الأمن العراقية من الرجال والتقاليد القوية تحول دون تفتيشهم النساء عند نقاط التفتيش التي أقيمت عند العديد من الأسواق في البلاد. ويقول الجيش الأمريكي إن وقع أكثر من 20 تفجيرا نفذته مهاجمات انتحاريات العام الحالي في العراق. وألقى باللوم في الهجمات على تنظيم القاعدة. ووقعت معظم الهجمات في ديالى وهي منطقة مختلطة عرقيا كان تنظيم القاعدة يديرها من قبل. وفجرت مهاجمة انتحارية نفسها الشهر الماضي وسط رجال شرطة خارج مطعم في بعقوبة مما أسفر عن سقوط 15 قتيلا. وقال الجيش الأمريكي إن أعمال العنف في العراق تحوم حول أدنى مستوياتها ولكن المهاجمات الانتحاريات ما زال بإمكانهن تنفيذ هجمات كبيرة. وطردت حملة عسكرية ضد تنظيم القاعدة التنظيم من معاقله التقليدية في محافظة الأنبار وفي بغداد خلال العام المنصرم. ولكن مقاتلي القاعدة ما زالوا يمثلون تهديدات في الشمال خاصة في محافظة نينوى وفي عاصمتها الموصل وكذلك في ديالى. على صعيد أخر أثار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الإثنين إمكانية تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية ضمن مفاوضات تجرى بشأن اتفاق أمني جديد مع واشنطن. وهذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها الحكومة العراقية بقيادة الشيعة المدعومة من الولايات المتحدة فكرة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تعارض دائما مثل هذه الخطوة قائلة إنه جماعات المتشددين ستنتفع منها. وقال مكتب المالكي في بيان إن رئيس الوزراء أدلى بتصريحات بشأن الاتفاق الأمني الذي سيحل محل تفويض الأمم المتحدة بتواجد القوات الأمريكية والذي ينتهي في 31 ديسمبر لسفراء عرب في الإمارات العربية المتحدة. ونقل البيان عن المالكي قوله إن في كل الأحوال فان أساس أي اتفاق سيكون احترام السيادة الكاملة للعراق» وأضاف البيان أن الاتجاه الحالي هو التوصل لاتفاق بشأن مذكرة تفاهم تغطي إما مغادرة القوات الأجنبية العراق أو مذكرة تفاهم لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات.، وتابع أن المالكي الذي يقوم بزيارة رسمية للإمارات العربية المتحدة كان يرد على أسئلة للسفراء بخصوص المحادثات الأمنية مع الولايات المتحدة. ولم يرد تعليق فوري من مسئولين أمريكيين في بغداد. وكان المالكي فاجأ الشهر الماضي واشنطن فيما يبدو عندما قال إن الاتفاق الأمني وصل إلى طريق مسدود. وصرح الجانبان فيما بعد أن تقدما يحرز. وشن المالكي سلسلة من الحملات لكبح الميليشيات الشيعية والمسلحين من تنظيم القاعدة السني أيضا ولعبت القوات الأمريكية دورا داعما على الأخص. ودعا المالكي أيضا الدول العربية إلى إعادة فتح سفاراتها في العراق، ولم تبد الدول العربية رغبة في إعادة الشرعية كاملة للحكومة العراقية من جراء التواجد الأمريكي وكذلك بسبب علاقات بغداد الوثيقة مع إيران.ولكن العلاقات العربية بدأت تتحسن. وذكر مسؤولون ـــ الأحد ـــ أن الإمارات العربية المتحدة شطبت الديون المستحقة على العراق وحجمها نحو سبعة مليارات دولار ومن المتوقع أن يزور الملك عبد الله عاهل الأردن بغداد قريبا ليصبح أول زعيم عربي يقوم بذلك منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003 . ولم يشر بيان مكتب المالكي على وجه التحديد إلى القوات الأمريكية في العراق وقوامها 150 ألف جندي ولكن القوات الأمريكية تمثل الجزء الأكبر من القوات الأجنبية في البلاد.