صافرة قلم
العزي العصامي :- ربما يحتم علي وجودي في محافظة ذمار التي تعد ملتقى لكل محافظات الجمهورية أن أوجه بعض كتاباتي كناقد ومتابع ومهتم رياضي إلى شئون الرياضة في هذه المحافظة التي تمتلك الكثير من المقومات « الفنية « البشرية لصناعة الأبطال مع توافر قاعدة لا باس بها من البنية التحتية في عاصمة المحافظة المتعلقة بالمنشئات الرياضية ( مدينة رياضية ) تتضمن إستاد دولي حديث لكرة القدم وألعاب القوى وصالة رياضية حالية وصالة رياضية قيد الإنشاء , وأندية تمتلك بعض القدرات البشرية ولا تمتلك الكثير من المقومات المادية التي تعد عصب الرياضة .- في عاصمة المحافظة مدينة ذمار التاريخية وجدت الكثير من التفاعلات الرياضية التي يتصدرها القائمون على شأن نادي نجم سبأ ذمار أبرز الأندية حاليا في كرة القدم والعاب القوى والعديد من الرياضات الأخرى , وربما شباب رخمة والفتح وسلام معبر في ألعاب القوى وبعض الرياضات الأخرى , ووسط هذا الزخم الذي لمسته لدى مجموعة من الشباب المنفتحين والطموحين القائمين على شأن هذه الأندية , وجدت أن ذمار تتطلب المزيد من الاهتمام الرسمي من قبل وزارة الشباب والرياضة وقيادة المحافظة وسلطتها المحلية التي لم أجد في أحد أعضاءها حتى اليوم اهتماما زائدا عن الآخرين بالرياضة ودعمها والاهتمام بها بقدر الاهتمام بتوفير المشاريع الخدمية والتنموية والزراعية .- هناك شباب وأندية من محافظة ذمار يتفوقون في العديد من المنافسات الرياضية والشبابية والثقافية على مستوى الجمهورية , ويحققون ( صغارا وكبارا ) العديد من البطولات الفردية والجماعية والألقاب الرياضية والانجازات المختلفة, ولا نجد لها الصدى الكبير لدى الجهات المسئولة بالمحافظة, نظرا لأن الجميع منشغل بالهم التنموي والخدمي أكثر من أي اهتمامات أخرى , مع أن الجميع في السلطة المحلية بالمحافظة يؤكدون دائما ضرورة وجود السبل الكفيلة بحماية النش والشباب من الانجراف وراء الأفكار المضللة والمتطرفة , ومن الزحف وراء الإدمان على شجرة القات التي تعد محافظة ذمار مصدرا رئيسيا له ولتوزيعه إلى مختلف محافظات الجمهورية .- في ذمار يكثر الحديث هذه الأيام عن خطط وضعتها السلطة المحلية لمكافحة التوسع في زراعة القات وفقا لتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية , ومع ذلك نجد أن القائمين على شأن زراعة القات وجنيه وتوزيعه وبيعه والتعامل معه هم من الناشئة والشباب إلى جانب الكبار الذين قد لا نجد فائدة في الحديث معهم عن خطورة التوسع في زراعة القات على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى وخصوصا في قاع جهران المصدر الزراعي الأكبر في الجمهورية لكثير من المحاصيل الزراعية الغذائية , وهذا يعني أن الاستثمار في مجال الشباب والرياضة لا يقل أهمية عن التنمية الزراعية- وعليه فأنا أرى أن محافظة ذمار يجب أن تعطى أولوية في تنفيذ البرامج والمشاريع ذات الصلة بالقطاع الرياضي والشبابي , إلى جانب القطاع التربوي والتعليمي الهم الأكبر في المحافظة مع الكثافة السكانية والمساحة الكبيرة وطبيعتها الجغرافية الصعبة , فليس من المعقول أن نستمر في الحديث عن تنمية بشرية وتنمية اقتصادية في المحافظة ووجوب محاربة الظواهر الاجتماعية السلبية والثأر وحمل السلاح ومكافحة التوسع في زراعة القات وكذا الحديث عن مكافحة المخدرات والقضاء على الجريمة طالما وأن شباب وناشئة المحافظة لم يجدوا حتى الآن البرامج والأنشطة والمنشئات الشبابية والرياضية التي تحتوي إبداعاتهم المختلفة قبل أن تتحول إلى اتجاهات ضارة بالمجتمع وأمن الوطن.[c1]صافرة أخيرة[/c]- ما يتعرض له نادي نجم سبأ ذمار من محاولة الاعتداء والسطو على أرضية النادي من قبل البعض في عاصمة المحافظة , إنما هو صورة سلبية لكل جرائم الاعتداء على أراضي ومقرات الأندية الرياضية والهيئات الشبابية في مختلف محافظات الجمهورية والتي لم تجد لها حتى اليوم حلا رادعا يمنع كل من تسول له نفسه المساس بأراضي الشباب والرياضيين من اقتراف مثل هذا الإثم العظيم , فهي جريمة قد يراها كثيرون بأنها أمور عادية لا تستحق الحديث عنها في وسائل الإعلام , بينما لو بحثنا اليوم عن المسببات الفعلية لتطرف بعض الشباب وجنوحهم إلى الجريمة في مختلف محافظات الجمهورية لوجدنا منها عدم وجود الاهتمام الكافي ببرامج رعاية الناشئين والشباب في المجالات الإبداعية الشبابية والرياضية والثقافية والعلمية , وهذه أمور تختص بها الأندية والمنشئات والبرامج الشبابية والرياضية , وبالتالي فإن ذلك يعد تسهيلا للجرائم التي يمكن أن يرتكبها الشباب الجانح إلى الأفكار الضالة والتطرف والإرهاب وقضايا الثأر والمشاكل الاجتماعية وغيرها, فيما لن نجد لمثل هذه الجرائم تأثير في مجتمعات اهتمت بشبابها وهيأت له كل أسباب النجاح والتفوق , ويكفي أن نجري دراسة دقيقة للفوارق في هذه المسائل على مستوى كل محافظة على حدة وسنعرف الكثير .