أجزم بأن الاستثناء الوحيد الذي يمكن أن يظفر به مجلس نقابة الصحفيين ليس عقد مؤتمر استثنائي للجمعية العمومية بقدر ماهو لطش العشرين مليون ريال المعتمدة من قبل الحكومة -بصفة استثنائية- لمعرفتهم الوطيدة بأنها- اللعصة الأخيرة المتوجة لمشوارهم القيادي المتمثل بالفضائح والاتهامات المتبادلة فيما بينهم حينما يختلفون على اقتسام مغانم السفريات وبدل السفر والاجتماعات والمتابعات وتمرير إملاءات قياداتهم الحزبية.ولأن قيادة مجلس النقابة تفطن جيداً أن البساط قد سحب من تحت أقدامها منذ الوهلة الأولى لا نتخابهم المشكوك أصلاً بنزاهته وصفقاته وبالتحديد منذ اجتماعها الأول والاختلاف ليس على مصلحة الصحفيين والعمل الصحفي بل على اهتبال المناصب القيادية حسب اهمية مردودها المالي الغنائمي وإلاّ ماذا يعني الاختلاف إلى حد تبادل الاتهامات ونشر الغسيل وتقديم الاستقالات لمجرد نشر الغسيل وتقديم الاستقالات لمجرد الاختلاف عن من يكون الوكيل ومن يكون المساعد؟!! هل هذا الأمر أقدس وأهم من النضال المستميت من أجل تحسين المستوى المعيشي والآداء المهني للصحفيين؟!!هل وقف مجلس النقابة الموصوف حينها بالدماء الشابة والعزف على المقام الموسيقي الحديث - التشبيب- ولو لمرة واحدة ليسأل نفسه ماذا صنعت القيادات النقابية المتعاقبة طوال ثلاثة عقود للصحفيين والصحافة؟ هل جازفت وانتصرت مرة واحدة في تاريخها لصحفي مقهور أو صحفي معوز أو لصحفي بالكاد يستطيع توفير قيمة وجبة واحدة أو وجبتين ومن أرخص الوجبات لاسرته المغلوبة على أمرها فيما القيادات النقابية تصول وتجوال في عواصم العالم تتجول عبر أضخم الطائرات وأرقى السيارات وتنزل أرقى وأفخم الفنادق وتتذوق أشهى الأكلات وترتشف ألذ المشروبات.. الخ وهات ياشعارات وأحلام وبراقة تشنف بها مسامع الصحفيين المحرومين من أبسط الاحتياجات الإنسانية المشروعة وهم كثر وبالذات العاملين في الصحف الأهلية والحزبية دون وجود قانون أو عقد عمل يحميهم ويصون حقوقهم.نقول لعلها أخر هبرة هذه العشرين مليون ريال وليعتبرها الكل- المهر المؤخر- كون الكيل قد طفح بكل القواعد الصحافية ولم تعد قلوبها تقبل الوعود البراقة والشعارات المطلية بالعسل ولن تنطلي عليها خرافة ا نتخاب نقيب خلفاً للنقيب المستقيل وليصبح الأمر »ديمة وخلفنا بابها« أقول كلامي هذا ليس بفعل تأثير ضاربة الحظ أو قارئة الفنجان وانما ايجاءً من اللقاء الموسع الذي دعت إليه نقابة الصحفيين في عدن وحضرته طوابير من خيرة صحافي عدن ولحج وأبين ليتبادلوا هموم ولواعج ومعاناة المهنة من الدخلاء المسيطرين على رقاب القاعدة الصحفية، ولقد كان تحسين المستوى المعيشي والمهني للصحفيين وتنقية عضوية النقابة من الشوائب العالقة في جسدها ومحاسبة من استغلوا عملية تنصيبهم بالحلال والحرام على رأس الهرم القيادي النقابي ليعيشوا بالصحافة والصحفيين مالم يأمر به اللّه من سلطان متناسين أن الكفن بدون جيوب.نقولها صراحة أن كل من حضر ذلكم اللقاء رفيع المقام قد لمس بما لايدع مجالاً للشك أن الجميع متفقون على فتح باب المكاشفة الجادة ولم يغادروا مقاعد اجتماعهم دون التشديد على مبدأ المحاسبة صدقوني الجميع سيحضرون وألسنتهم بل وحناجرهم لاتقول ولاتصرح بغير شعار »الصحافيون يطلبون حساب.. وياله من حساب يوم لاتنفع فيه شطحات المدعومين أو مراكي المتحزبين ولاحتى فهلوات المسطولين فلا ريب بأن يوم 12-يوليو القادم هو يوم الحساب المرتقب ..فالجميع جاهزون.
مجلس نقابة الصحفيين وهبرة النزع الأخير
أخبار متعلقة