سيرة مبدع
إعداد/ميسون عدنان الصادق :تشهد فرنسا أزهى عصورها الأدبية من خلال مجموعة من الأسماء الأدبية في مجال الرواية بصفة خاصة.. والطريف أن أسماء الرجال من الأدباء في فرنسا قليلة قياساً إلى النساء.. فقد تمكنت المرأة الفرنسية أن تقف شامخة أمام الرجل وتقدم ادباً رائعاً وبرزت مجموعة من الاسماء النسائية مثلجان شامبيون، وشانتال شواف، وكلير اتشرللي، إلا أن فرانسواز ماليه جورى، هي ابرز الأديبات الفرنسيات في السنوات الأخيرة.. فهي تكتب الشعر والرواية والمقالات والدراسات الأدبية كما أنها تقوم بالترجمة من اللغة الانجليزية إلى الفرنسية. ولدت فرانسواز ماليه جورى، في السادس من يونيو عام (1930م) في انتير بلجيكا وهي ابنة رجل بلجيكي كان موظفاً كبيراً في الحكومة البلجيكية كما انه أديب معروف.. وقد درست في أول الأمر في المدرسة الخاصة بانتير، تم أجرت معادلة للحصول على شهادة البكالوريوس عام (1945م) وفي هذا العام نشرت أول أشعارها في ديوان يحمل عنوان « شعار يوم الأحد» وبذلك تكون اصغر أديبة فرنسية نشرت أول أعمالها حيث أشيع أن فرانسواز ساجان، هي اصغر أديبة فرنسية نشرت لأول مرة. وهذا الديوان الذي نشرته ببروكسل يعتبر محاولتها الوحيدة في نظم الشعر، فقد رحلت بعد نشره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كي تقضي هناك عامين تعود بعدها إلى باريس في عام 1948م كي تحصل إلى الليسانس في الأدب الفرنسي، وفي عام 1951م نشرت فرانسواز، أول رواية لها « حصن البطريق».وتوالت رواياتها بعد ذلك وهي على التوالي « الغرفة الحمراء» عام 1955م ثم « الكذبات» عام 1956م ونالت عليها جائزة المكتبات ثم « إمبراطورية السماء» عام 1958م والتي نالت جائزة فيمينا و» الأشخاص» 1961م و» علامات ومعجزات» 1969م و» لعبة المخابئ» عام 1973م و» الليجرا» 1976م و»جان جويون» 1978م ثم « ديكي روا»1979م واخيراً روايتها الرائعة « الألم والحب وأشياء أخرى « عام 1981م وفرانسواز، عضو في أكاديمية جونكور الأدبية وقد اختيرت نائبة لرئيس الأكاديمية التي يرأسها أديب فرنسا المعروف هيرتيه بازان، ولها أربعة أبناء، رزقت بهم من زيجاتها الثلاث.ومن المعروف أن فرانسواز، قد بدأت في كتابة الأغنية منذ عام 1971م فقدمت مجموعة من الأغاني الناجحة لكل من ماري بوليل وباتريك جوقيه وسيرج لاما وكلود فرانسوا.. وهذا الارتباط بالمطربين جعلها تكتب روايتها « ديكي روا» حول احد المطربين المشهورين الذي يتعلق به الجميع هو ديكي روا.. واسمه الحقيقي فردريك..إما آخر رواية صدرت لفرانسواز ماليه جوى فقد كان في ابريل من العام الماضي بعنوان « احزان وحب واشياء اخرى» تتناول من جديد مرحلة هامة من حياتها.أشرنا إلى ان فرانسواز ماليه جورى، لم تكتب الراوية فقط، فهي تكتب القصة القصيرة ونشرت مجموعتين قصصيتين الأولى بعنوان» كورديليان» عام 1956م والثانية بعنوان» ثلاثة إعمال لليل» عام 1986م كما نشرت دراسة تاريخية حول مارى ماسنينى عشيقة لرويس الرابع عشر عام 1964م.وقامت بترجمة مجموعة من الروايات إلى اللغة الفرنسية مثل « نقطة العسل» للكاتب شيلاج ديلاني، وكتبت مقدمات للعديد من الطبعات الحديثة لروايات مثل « مرتفعات وبزربج» و» انا كازيننا» وغيرها، كما قامت بجمع مجموعة من المقالات التي نشرتها في العديد من الصحف والمجلات الفرنسية ونشرتها في مجموعة من الكتب مثل « رسالة إلى نفسي» عام 1963م و» منزل الورق» عام 1970م ثم فيما يتعلق بمدام سفينة» عام 1971م.لعل كتابها « رسالة إلى نفسي» هو ابرز أعمالها على الإطلاق، حيث تكتب رسالة طويلة توجهها إلى فرانسواز ماليه جوري، حول مهمة الكاتب في المجتمع ودورها كأديبة في تحريك دفة ريشتها لكتابة شيء يجلب لها الذكريات الرائعة وعلاقتها بالعديد من الصداقات والخصومات فعن نفسها ككاتبة تقول: نحن لا نكتب الأدب الجيد حول المشاعر الرائعة التي نحسها، ففي الواقع فإننا نكتب الأدب حول الأدب الموهبة دائماً مفضلة ولكن بعيداً عن هذه الموهبة التي قد تتوافر لنا أو لا تتوافر.. من أي شيء يتولد كتاب إلا بالصبر والانتباه والاحتمال الذي يعتبر أهم هذه المشاعر وأفضلها.